يفتتح اليوم رسميا بالعاصمة الفرنسية مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ بحضور أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة في افتتاح المؤتمر 21 للأطراف المتعاقدة في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ومن المتوقع أن تختتم المفاوضات يوم 11 ديسمبر من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي. و عشية المؤتمر جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته لجميع البلدان وجميع قطاعات المجتمع من أجل الوصول إلى إتفاق عالمي جديد بشأن المناخ. وقال بان كي مون إنه متفائل "بشكل معقول" بأن زعماء العالم سيعتمدون إتفاقا طموحا جدا في هذا المؤتمر، مضيفا أنه يرى زخما سياسيا متناميا بين الدول الأعضاء و أن الوقت قد حان للعمل. وقبل إنعقاد المؤتمر 21 تلقت اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وهي هيئة الأممالمتحدة المنظمة للمؤتمر 180 خطة عمل وطنية تعرف "بالمساهمات المعتزَمة المحددة وطنياً" و هي ترسم المعالم المتعلِّقة بأساليب وتمويل ما تتخذه البلدان من إجراءات التي تُزمِع اتخاذها لخفض انبعاثاتها ولدعم قدرة الصمود إزاء المناخ. وقد أشارت العديد من البلدان أيضا إلى أنها تود أن ترى آلية في الاتفاق تسمح بزيادة طموحها للوصول إلى هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى أقل من 2 درجة مئوية. وقال الأمين العام إن ذلك يدل على استعداد الدول لاتخاذ إجراءات مجدية للتصدي لتغير المناخ. ويرى الخبراء، أن ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 2 درجة مئوية يسبب ضررا لا يمكن إصلاحه لكوكب الأرض من خلال تفاقم الجفاف والفيضانات ونقص الغذاء والمياه، مما يؤثر بالخصوص على البلدان الأكثر ضعفا. و بري العلماء أن التعهدات الوطنية المقدمة لحد الآن لن تحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى أقل من 2 درجة مئوية . وفي رده على سؤال بشأن ترابط اتفاق المناخ الجديد وأهداف التنمية المستدامة أوضح الأمين العام أن إتفاقا قويا بشأن المناخ تدعمه أعمال ملموسه سيساعد العالم على تحقيق الأهداف العالمية "لجعل العالم مكانا أفضل وأكثر أمانا." وذكر أن الهدف 13 يركز على المناخ و أن عدم إنجاز إتفاق بشأن المناخ سيؤثر على الأهداف 16 الباقية. و يركز المؤتمر على الترابط بين قضية التغير المناخي و أهداف التنمية المستدامة التي إعتمدها قادة العالم في سبتمبر الماضي و التي تضم 17 هدفا للقضاء على الفقر ومكافحة عدم المساواة والتصدي لتغير المناخ على مدى السنوات ال 15 المقبلة. و قال بان كي مون أن العلم أبرز بوضوح أن ظاهرة تغير المناخ ناجمة عن السلوك البشري. و أضاف أننا نحن البشر مطالبون بتغيير سلوكنا بطريقة مستدامة. و حث قادة العالم لإظهار القيادة الأخلاقية والسياسية للبشرية. و أوضح بان كي مون أن التغير المناخي لا يعترف بالحدود و أنه ظاهرة عالمية مشيرا إلى أن القادة يفهمون أن الإستثمار الحكيم في المناخ سيساعد على تعزيز إقتصاداتهم الوطنية.