شهد مهرجان القاهرة السينمائى ال37، الكثير من الجوانب الإيجابية الى جانب بعض السلبيات.. فى هذا التقرير نرصد هذه الظواهر بعد أسدل الستار على فعاليات الدورة مساء أمس الجمعة. أهم الإيجابيات التى شهدها المهرجان هو الاهتمام بفن التحريك وعرض تجارب المبدعين من الدول المختلفة، التى أثبتت أن تطور افلام التحريك، واستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد، أعطت لها اهتمامًا خاصًا من الجمهور، ودخلت كمنافس قوى مع الافلام الروائية، وكان المهرجان وسيلة لتلاقى الأفكار بين المبدعين، وكان فرصة لتقارن عملك بعمل الآخرين، خصوصاً القادمين من بلاد أخرى، حيث تتمكن من التعرف على أشخاص جدد في المجال نفسه، وتبادل الخبرات وربما الفرص معهم، والاطلاع على أفكار جديدة فى عالم التحريك، وأثبتت الندوات التى تمت بعد عروض بعض الأفلام ان الشباب يمتلك قدرة كبيرة على التنوع والتجديد فى عالم التحريك، ودمج التقنية الحديثة بأطروحات جديدة تعبر عن فكر الشباب، وجذبهم لأفلام التحريك، وإلغاء فكرة ان هذا النوع من الفن يحبه الأطفال فقط، بل أثبتوا أن أفلامهم يشاهدها الكبار بشكل دائم. وأن نجوم هوليوود يبحثون عن بطولة أفلام التحريك من خلال الأداء الصوتى لشخصيات الأفلام، وتتكلف الملايين من الدولارات. حملت أفلام التحريك اليابانية نكهة خاصة، وتميزت بتنوعها، وعرضت فى تظاهرة فنية، أعدها المهرجان تحت عنوان «أضواء على سينما التحريك اليابانية»، وامتلأت قاعات العرض بالجمهور ووصف الأفلام اليابانية بالمبهرة سواء فى تكوين الألوان أو الموضوعات التى حملت هموم الواقع بشكل ساحر وخيالى. وحظى المخرج اليابانى الشهير «هاياو ميازاكى» على نصيب الأسد فى إخراج 6 أفلام منها من السبعة المعروضة فى المهرجان، وأفلامه حصلت على أعلى نسبة إيرادات فى اليابان. وهو يُعد واحداً من أعظم محركى الرسوم والمخرجين فى اليابان، ويروى فيلم «أرواح بعيدة» قصة المنعطف الخاطئ الذي تُصبح فيه «تشيهيرو» بعد انتقالها،مع والديها،إلى منزلهم الجديد في اليابان؛ حيث الممر الخشبي الذي يؤدي إلى مدينة غامضة تبدأ، مع غروب الشمس، في الامتلاء بآلهة الأساطير اليابانية. أما الفيلم السادس «مهب الريح» فيعطى له المخرج هاياو ميازاكي اهتماما خاصا، ويحكى قصة «جيرو»، الذي يُصمم الطائرات الجميلة المستوحاة من مصمم الطائرات الإيطالي الشهير كابروني،ويحلم بالطيران لكن قصر نظره في سن مبكرة يمنعه من تحقيق الحلم فينضم إلى شركة هندسية يابانية كبرى ليصبح واحدا من أكثر مصممي الطائرات ابتكارا وبراعة في العالم. أما فيلم المخرج إيزاو تاكاهاتا، الذي يحمل عنوان «الأميرة كاجويا» ويعود بنا لحكايات الأساطير، ويدور حول كهل يعمل في بيع الخيزران،ويعثر ذات يوم في داخل الخيزران على أميرة صغيرة تُدعى «كاجويا» يتولى تربيتها،وعندما تكبر يتقدم لخطبتها خمسة رجال من عائلات مرموقة إلا أنها تطلب منهم العثور على هدايا زواج لا تُنسى، وعندما يفشلون يتقدم إمبراطور اليابان لخطبتها. التركيز علي كلوديا .. ومؤتمر «فرح خان» الأكثر بهجة أعد المهرجان العديد من الندوات والمؤتمرا ت الصحفية كان أبرزها، للنجمة العالمية كلوديا كاردينالى.. التى أكدت انها سعيدة بوجودها فى مصر، وان عشقها لهذا البلد جاء بسبب حديث الفنان عمر الشريف عنها، وقالت إن الشريف كان صديقا لها، فهو فنان عالمى، وأوضخت أنها شاركت في 163 فيلما، وأنها تعاملت من خلالها مع كبار المخرجين. وجاء مؤتمر المخرجة ومصممة الأزياء الهندية، فرح خان، ليحمل روح المداعبة، وحاولت جذب السيدات لحديثها، وقالت إنها تحترم جميع السيدات فى العالم لقدرتهن على العمل والصبر ولديهن قوة تحمل كبيرة. وطالبت من الحاضرات التصوير معها، لتحمل صورة تذكارية من المرأة بمصر، فهى محبة للأرض المباركة ووجودها على أرضها يثبت أنها آمنة، وقالت إنها ستعمل على رواج السياحة لمصر،والمهرجان أكبر دعاية لمصر الحبيبة، وأنها تأمل فى زيارة مصر المرة القادمة ومعها النجم العالمى توم كروز، وقالت إن السينما الهندية والسينما المصرية، بينهما تشابه كبير، ولذلك فهى ترحب بالتعاون من خلال أعمال مشتركة تجمع ثقافة الحضارتين العريقتين. وأضافت «فرح»: أنا أعرف من السينما المصرية الفنانة فاتن حمامة والفنان عمر الشريف. أزمة السينما .. بحثت عن حل وشهدت فعاليات ندوتين عن صناعة السينما، وأرشيف نيجاتيف الافلام،وكيفية الحفاظ عليها وتبنى وزارة الثقافة أرشيف السينما، وإقامة متحف له، يضم الأرشيف القديم والحديث. وقدم المهرجان ندوات بحثية حول «مئوية صلاح أبوسيف»، وناقشت أبرز الملامح المميزة لأعماله السينمائية، وأسباب تعلقه بالواقعية، والتعبير عن الحي الشعبي في أعماله. وافتتح خلال المهرجان الدورة الثالثة لملتقى القاهرة السينمائي،الذي أشرف عليه المنتج والكاتب محمد حفظي وإدارته المنتجة والمخرجة ماجي مرجان؛ حيث قام كل مخرج بعرض مشروعه المستقبلي أثناء حضور المنتجين والمهتمين بالسينما فى مصر والعالم،؛حيث يهدف الملتقى إلى دعم المشاريع التي لم تنفذ بعد،عبر جوائز مالية بالإضافة إلى إتاحة فرصة للتلاقي والمقابلات مع المنتجين والموزعين وممثلي المهرجانات،كما يسعى إلى أن يكون مساحة لتحقيق التكامل والتشابك والإلهام للمشروعات الجديدة التي ما زالت مجرد أفكار لم تنضج بعد؛من خلال توفير المساحة والفرصة الكافية للمنتجين وصناع الأفلام لمقابلة نظرائهم من الدول المختلفة. وتكونت لجنة التحكيم ملتقى القاهرة الثالث من «كاثرين بروسي» الخبير في مجال صناعة الفيلم الأوروبي والعالمي، وأسواق مهرجانات الأفلام، والإنتاج المشترك، وخبير التمويل في برنامج اليوروميد الثالث، ورئيس الدراسات في تعاون أفلام أوروبا الشرقية. أما العضو الثاني فهو «بول بابوجيان» منتج الأفلام القصيرة والوثائقية، وصاحب الإسهام في تدشين مؤسسة الشاشة في بيروت،التي تدعم صناعة الأفلام الوثائقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتساعد على تسويق وتطوير ثقافة سينما عربية تعبر عن آراء، قضايا، واهتمامات جمهور العالم العربي. و«بول» أنتج بالمشاركة مع آخرين فيلم «شتي يا دني» الحائز على جائزة اللؤلؤة السوداء في مهرجان أبو ظبي السينمائي 2010، وداعم للفيلمين الوثائقيين: «تيتا ألف مرة» 2010 و «عالم ليس لنا» 2012، وهو منتج فيلم «من الألف للباء» الذي أطلق في دور العرض في أنحاء الدول العربية مطلع 2015. ومن بين أعضاء اللجنة الكاتبة «مريم نعوم»،التي تخرجت في قسم السيناريو بالمعهد العالي للسينما عام 2000، وعملت في مجالات مختلفة مثل الأفلام الروائية القصيرة،والبرامج والأفلام التسجيلية، وبرامج ومسلسلات الأطفال، والإعلانات. ومن سلبيات الندوات الغاء بعضها بسبب عدم الحضور الجماهيرى. سوء التنظيم يضرب عرض فيلم «من ضهر راجل» شهد عرض فيلم «من ضهر راجل» قدرا كبيرا من سوء التنظيم بسبب حضور عدد كبير من الجمهور الى جانب المهتمين بالسينما والذى عرض ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان حيث قامت قوات الأمن المتواجدة على بوابات دار الأوبرا المصرية بمنع دخول الجمهور رغم حمله تذاكر عرض الفيلم وعدد كبير من الصحفيين ممن يحملون «كارنيهات» مهرجان القاهرة إلى جانب بعض الفنانين ممن احتجزوا خارج بوابات دار الاوبرا الرئيسية ومنهم النجمة ليلى علوى والتى حبست فى سيارتها وهنا شيحة والمخرج رشيد مشهراوى ومخرج «الليلة الكبيرة» سامح عبد العزيز والمخرج محمد النجار والمخرج شريف مندور وآسر ياسين بطل الفيلم حيث دخلا بصعوبة شديدة جدا بعد مفاوضات مع الأمن لفتح الباب لدخولهم. وفاة ناقد مغربى من أحزان المهرجان هذا العام وفاة الناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي، أثناء تواجده لتغطية الفعاليات وقام المهرجان بعمل تأبين له. ويعتبر «المسناوي» من أهم نقاد السينما المغاربة وهو ضيف على غالبية المهرجانات السينمائية العربية والأوروبية. وشارك في عضوية لجان تحكيم في بعض هذه المهرجانات الى جانب مشاركته في عضوية لجان المشاهدة في مهرجانات عربية أخرى. «المسناوي» من مواليد مدينة الدار البيضاء المغربية عام 1953 وأنهى دراسته في جامعة الرباط وحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة وقام بتدريسها بجامعة الدار البيضاء. وأصدر مجلات ثقافية عدة من بينها «الثقافة الجديدة» والمجلة الفلسفية «بيت الحكمة» و»جريدة الجامعة». وعمل مسئولا عن صفحة السينما في الصحيفة اليومية «الاتحاد الاشتراكي» حيث فتح الأبواب أمام عدد كبير من الأقلام الشابة التي أصبحت من الأسماء المهمة في النقد في المغرب. وتولى قبل عام مهام نائب مدير عام مركز الدعم المشرف على دعم صناعة السينما المغربية وتمويل الأفلام. وله مجموعات قصصية منها «طارق بن زياد الذي لم يفتح الأندلس» كما كتب سيناريو عدد من المسلسلات التلفزيونية الى جانب تعريبه كتبا عدة صادرة بالفرنسية بينها «المنهجية في علم اجتماع الأدب» و«سوسيولوجيا الغزل العربي -الشعر العذري نموذجا». وأصدرت وزارة الثقافة المصرية ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي وجمعية السينمائيين المصرية بيانات تنعي فقيد السينما العربية مشددة على حضوره في غالبية المهرجانات العربية. حضور طلابى حضور طلاب المعاهد الفنية كان من أبرز إيجابيات هذا العام وكان واضحا حضورهم فى الكثير من الأفلام الى جانب بعض الندوات وإن كانت السلبية الوحيدة فى هذا الإطار هو تأخر تسلم الطلاب لكارنيهات الحضور. غياب الجمهور عن الحفلات الصباحية كان أحد الظواهر السلبية فى المهرجان وبالفعل بدأت إدارة المهرجان فكرة إلغاء العروض الصباحية خلال الدورة القادمة. مجهود كبير من المركز الصحفى الزميل مجدى الطيب بذل مجهودا كبيرا خلال إدارته المركز الصحفى ومن أهم إيجابيات هذا العام قيام المركز بإرسال الندوات اليومية عبر البريد الالكتروني الى جانب الرسائل التليفونية حيث قام المركز بتقديم خدمة الرسائل السريعة لتصحيح المواعيد والإعلان عن الأمور المفاجئة وهى خدمة جيدة جدا.