الشاعر أبو العلاء المعري يقول: أراك الجهل أنك في نعيم وأنت إذا افتكرت بسوء حال يقول الإمام جعفر الصادق ( ما فاز جاهل بغنيمة إلا هلك على يديه أكثر منها ) وهذا القول يؤكد أن كلاب النار وكل من يعتنق الفكر المتطرف يتوهم أنه في نعيم وأنه يجاهد في سبيل الله ويحلم بالحور العين ولايدري أنه جاهل بأبسط مبادئ الإسلام وهو نشر المحبة والسلام بين البشر والناس أجمعين وليس بين المسلمين فقط فهو دين هبة من الله للبشرية والإنسانية . هؤلاء الجهلة لم يعلموا أن من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا ولكنهم كالأنعام بل هم أضل والأكيد أن الإسلام بريء من هذه الكائنات الغريبة التي ليس لها دين ولا مذهب وليس هناك كلمة في القاموس يمكن وصفهم بها سوى أنهم كلاب النار . لاشك أن تنظيم داعش قد حفر قبره بيده وقد دنا زواله لأنه تجاوز كل الخطوط الحمراء فإن تفجيرات باريس أحدثت زلزال في أوروبا والعالم شبيه بالزلزال الذي أحدثته اعتداءات 11 سبتمبر سنة 2001 وتداعيات تلك الجريمة البشعة أطاحت بنظام طالبان وكذلك نظام المقبور صدام وقد غيرت وجه العالم واليوم تنتفض فرنسا ويقف معها العالم المتحضر لاستئصال هذا الورم الخبيث الذي ينتشر في العالم كالنار في الهشيم لأن السكوت عنه معناه الهلاك والدمار الشامل .إن الشعب الفرنسي الذي حطم سجن الباستيل من أجل الحرية والمساواة والقيم الإنسانية لن يقبل أن يتنازل عن نمط حياته وحرية التعبير ومبادئ حقوق الإنسان بسبب قوى الظلام .اعجبتني كثيرا كلمة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر فرساي أمام مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية فقد كان قويا رابط الجأش واثقا من نفسه في مواجهة الإرهابيين متوعدا بملاحقتهم والثأر لكرامة فرنسا وطالبا من البرلمان الموافقة على حزمة القوانين التي اتخذها ومن أهمها تمديد حالة الطوارئ لمدة 3 شهور وإعادة النظر في الدستور من أجل التحرك ضد الإرهاب وخاصه تنظيم داعش وسحب الجنسية من كل من يثبت تورطه ومداهمة وتفتيش المنازل دون إذن مسبق وطرد للأجانب الذين يشكلون خطر جديا على الأمن وكذلك تطبيق معاهدة الدفاع المشترك مع الدول الأوروبية ولاشك أن القرارات التي اتخذها الرئيس الفرنسي هي إعلان حرب على التنظيمات الإرهابية.إن وقوف أعضاء البرلمان وأعضاء الحكومة الفرنسية يتقدمهم الرئيس الفرنسي وهم يهتفون بالنشيد الوطني الفرنسي هو مشهد مهيب لشعب لايعرف الانكسار أمام كلاب النار ولعل التفجيرات زادته قوة وصلابة وتصميما على اقتلاع الإرهاب من جذوره . أيضا بعد تأكد الأمن الروسي من أن سقوط الطائرة الروسية في سيناء قبل أيام كان بسبب عبوة ناسفة سوف يعطي زخما عالميا لمكافحة تنظيم داعش والقضاء عليه ولهذا هناك اتفاق عالمي توصلت إليه قمة العشرين التي عقدت في انطاليا في تركيا للقضاء على داعش وكذلك التوصل لحل جذري للقضية السورية من خلال البدء في مرحلة انتقالية مع بداية سنة 2016 يسبقها وقف لإطلاق النار والمثل يقول رب ضارة نافعة فقد كان هناك تخاذل وصمت عالمي تجاه الجرائم والمجازر التي يرتكبها داعش في العراق وسوريا واليوم بعد أن وصلت السكين العظم صحا العالم وفي مقدمته الدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا من سباته وبدأت الضربات تتوالي على تنظيم داعش وقد خسر الكثير من المناطق التي يسيطر عليها وبالتأكيد أن تنظيم داعش سوف يكون مصيره في مزبلة التاريخ.ختاما نقول إن هؤلاء الأقزام الذين يتطاولون على مصر بلد الحضارة والتاريخ والاهرام وكذلك يتطاولون على عاصمة النور والحرية والقيم الإنسانية لاشك إنهم يلعبون بالنار التي سوف تحرقهم قريبا لأنهم سيطر عليهم التخلف والجهل وأخذتهم العزة بالإثم فهم سوف يدفعون ثمن دماء الأبرياء الذين قتلوهم باهظا وستكون نهايتهم دموية وبشعة لأن الجزاء من جنس العمل وسوف يخسرون في الدنيا ومكانهم الدرك الأسفل من النار في الآخرة وتبقى مصر وفرنسا أقوى من الإرهاب ونقول تحيا فرنسا وتحيا مصر. نقلا عن صحيفة الوطن