اعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الحفاوة التي استقبل بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الرئيس السيسي، فور وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض دليلًا قاطعا على كذب كل الشائعات التي ترددت خلال الفترة الأخيرة بشأن توتر العلاقات المصرية السعودية، والتي تزعمتها قيادات جماعة الإخوان؛ بعدما اختلف البلدان في وجهات النظر حول الأزمة السورية. وأيد خبراء الشأن السياسي والدبلوماسي هذا الاتجاه مؤكدين أن هذه الحفاوة التي قوبل بها السيسي في زيارته للمملكة، خير دليل على قوة العلاقة بين البلدين، رغم وجود بعض الاختلافات في وجهات النظر التي لا ترقى إلى حد الخلاف. العلاقات المصرية السعودية، توَّجها الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم بزيارة جديدة إلى المملكة، ليشارك في أعمال القمة الرابعة للدول العربية، ودول أمريكا الجنوبية، في العاصمة الرياض. وكانت الزيارة فرصة لتبادل الحوارات الجانبية بين الملك سلمان والرئيس السيسي حول تنشيط وتفعيل علاقات التعاون بين مصر ودول أمريكا الجنوبية في جميع المجالات. اللواء علاء بازيد، مدير مركز الدراسات السياسية والأمنية، أكد أن مصر والسعودية تربطهما علاقات تاريخية ووثيقة، ولا يمكن أن تنفصل، حتى وإن حاولت بعض القوى التأثير عليها مثل جماعة الإخوان أو قطر أوتركيا وغيرهم. وأوضح، أن هناك مجرد اختلاف في الرؤى بشأن بعض أزمات الدول العربية، والتي لا ترقى إلى مستوى التوتر، ولكنها مجرد اختلاف طبيعي، وجاءت الزيارة لتؤكد ذلك؛ لأن مصر والسعودية قطبي المنطقة العربية، ومحط أنظار العالم، والمسئولان عن مصير الأمة العربية. وأشار، إلى أن حفاوة استقبال خادم الحرمين للرئيس السيسي أمر طبيعي، في إطار أواصر العلاقة المتينة التي تجمع بين البلدين، وهو رد قوي على كل من يتكهن بوجود خلافات، أو توترات في العلاقة بينهم. ويهدف مؤتمر قمة الدول العربية، ودول أمريكا الجنوبية، لبحث أوجه التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية؛ من أجل تحقيق التنمية الدائمة، والسلام العالمي. وانتشرت على موقع "تويتر" صورًا كثيرة للمك سلمان والرئيس السيسي تدل على حفاوة استقبال الأول للرئيس المصري، وتصدر هاشتاج "السيسي منور الرياض، وقمة الرياض"، وغرد النشطاء مؤكدين أن الخلافات الجانبية غابت، وحضرت المصالح المشتركة في القمة. وأكد السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الزيارة تنفي بشكل كبير وجود أي توتر بين الطرفين، وتعد رد قوي موجه لمن يثير تلك الادعاءات؛ لأن الأمر برمته ينحصر في وجود بعض الاختلافات فقط، وزيارة اليوم تعد دليلًا على أن العلاقات وطيدة، ويتم التشاور بين الطرفين، لتضييق نطاق الخلاف، وزيادة التفاهم بينهما. وأوضح، أن ما بين مصر والسعودية بعض الخلافات البسيطة، الخاصة بالأزمة السورية، ولكن هناك مصالح استراتيجية تجمع بين البلدين، وتحكم منطقة الخليج، وموجودة تحت بند المصالح والأهداف التي تعلو فوق السياسات. ولفت، إلى أنه من المعتاد في هذا النوع من العلاقات الجيدة، أن يتم التشارو بين الطرفين؛ حتى لا يتسع نطاق الخلاف بينهما، ولا يتدخل أي أطراف أخرى في الأمر؛ بسبب ظهور شائعات كثيرة خلال الفترة الأخيرة بأن الملك سلمان بن عبدالعزيز يتبع سياسة جديدة.