قال المهندس شريف حمودة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، مرشح الحزب بدائرة المقطم والخليفة، إن حزب الوفد مستهدف بشكل واضح منذ فترة كبيرة، وهناك من لديهم مصلحة في اختفاء الوفد من المشهد السياسي، محذراً من أن أى محاولة لإضعاف حزب الوفد هي محاولة لتدمير الحياة السياسية فى مصر. وأضاف «حمودة» في حواره ل«الوفد»: إن تجربته السابقة بحزب المحافظين هي التي صنعت اسمه السياسي، مؤكداً أنه لا توجد مشاكل بينه وبين حزب المحافظين لكن انتماءه للحزب الأعرق والأكبر في مصر «الوفد» هو ما دفعه للاستقالة من منصب أمين عام المحافظين. وأكد عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن نجاح البرلمان القادم يعتمد على اختيارات الشعب لنوابه الذين يجب أن يؤمنوا بخطورة المرحلة الحالية والتي تحتاج إلى تكاتف الجميع دون صراعات من أجل مصلحة مصر، قائلاً: «الفرصة الحالية سانحة للنجاح، بل محتاجة ناس تتقى ربنا». وإلى نص الحوار: ما الذي دفعك لخوض السباق البرلمانى؟ - أنا الحمد لله أشتغل بالعمل السياسي منذ فترة طويلة ومتواجد داخل الحياة السياسية.. وخطورة البرلمان القادم هو ما دفعني للترشح للانتخابات، إلى جانب خدمة أهالى دائرتى ومساعدة الشباب، وأتمنى أن أضيف للحياة البرلمانية من خلال خبرتى السياسية. وماذا عن أهم بنود برنامجك الانتخابى؟ - برنامجي الانتخابي ينقسم إلي جانبين تشريعي وخدمى، ومن أهم بنود الجانب التشريعى التي يجب الاهتمام بها في الفترة الراهنة والتي يرتكز عليها برنامجي التشريعي هو تحقيق العدالة الاجتماعية، فلا يوجد عدل يقول إن المواطن تتم إهانته عقب خروجه علي المعاش بعد خدمته للوطن، فالتفاوت الكبير بين دخل أصحاب المعاشات ومرتباتهم لا تمت للعدالة الاجتماعية بصلة. يأتي هذا إلي جانب تحقيق التأمين الصحي الشامل، وأعتقد أنه من حق المواطن المصري البسيط الحصول علي تأمين صحي شامل هو وأسرته، ولابد أن يشمل الغطاء التأميني جميع أبناء هذا الوطن. والبند الثالث في برنامجي التشريعي هو مكافحة الفساد، فالحادثة الأخيرة لوزير الزراعة أكدت أن الفساد موجود في كل المستويات وأصبح مستشرياً في البلاد ويشكل خطراً حقيقياً علي الدولة المصرية، مما يضعه ضمن أولوياتى ليتم التعامل معه بشكل واضح. وفيما يخص دائرتى المقطم والخليفة والدرب الأحمر، فإنهما تعتبران قلب مصر الفاطمية والتاريخية وتمتلكان الكثير من المناطق الأثرية، ومن أهم خططنا في المرحلة القادمة إحياء الطابع الأثرى لمصر القديمة، وهذا سيكون فرصة كبيرة لإيجاد فرص عمل للناس. ولدينا فقر في الخدمات فيما يخص الخدمات الصحية والتعليمية وسيتم تصدير هذه المشاكل بشكل واضح ومخطط له جيداً وبمواعيد زمنية سواء ما يخص مستشفي الخليفة بما ينقصه من معدات وأجهزة ومستشفي الدرب الأحمر أيضاً، كما سيتم العمل علي إنشاء مستشفي خاص بالمقطم، بالإضافة إلى النهوض بالمنظومة التعليمية وحل مشاكلها من تكدسات في الفصول وتعديل المناهج لتواكب عصر التعليم الحديث، وكل هذا ضمن برنامج معد جيداً، وأعد الناس بأنهم في أول سنة سيشعرون بالفرق. ما أهم القوانين التي ستسهم في تشريعها في حال حصولك علي عضوية البرلمان؟ - في ظل الدستور الجديد، نحن نحتاج إلي ثورة تشريعية لإعداد قوانين تتطابق مع الدستور، إلى جانب تعديل القوانين الخاصة بمكافحة الفساد، لأنه في نظري أن جزءاً كبيراً من الفساد في مصر بسبب القوانين الإدارية والإجراءات الروتينية والميوعة في بعض القوانين، مما يحتاج إلى حزم. «للأسف إحنا ورثنا منظومة من البيروقراطية التي تفسد عملية التنمية مما أحدث هذا الفساد الإدارى الكبير، مما يحتاج لثورة في تشريع قوانين مصر». ما أهم المشاكل التي تعاني منها دائرتك الانتخابية؟ - تعاني دائرة الخليفة والمقطم والدرب الأحمر من إهمال شديد للمناطق الأثرية الموجودة بداخل الدائرة بسبب الفساد داخل المحليات، مما أضاع آثار القاهرة الفاطمية إلي جانب تنامي العشوائيات داخل المناطق الأثرية وتحويل جزء منها إلي أوكار لتجارة المخدرات. إلى جانب وجود فقر في الخدمات داخل الدائرة فيما يخص الخدمات الصحية والتعليمية، حيث إن مستشفي الخليفة العام يعاني من نقص المعدات والأجهزة الطبية، إلي جانب الإهمال الشديد داخل مستشفي الدرب الأحمر وعدم وجود مستشفي خاص بمنطقة المقطم. وسيتم طرح هذه المشاكل بشكل واضح ومخطط له جيداً وبمواعيد زمنية، بالإضافة للنهوض بالمنظومة التعليمية وحل مشاكلها من تكدسات الطلاب بالفصول. ما رأيك في التعديل الوزارى الأخير؟ - أعتقد أن التعديل الوزارى الأخير كان اضطرارياً بعد حادثة وزير الزراعة الأخيرة التي أثرت كثيراً علي إمكانية استمرار حكومة محلب. أما عن الحكومة الجديدة برئاسة المهندس شريف إسماعيل فأعتقد أنها استعادت عدداً من وزراء عهد مبارك، وهذا أمر غير محبب وإن كان قد تردد الكثير من الأحاديث حول رفض الكثيرين لتولى عدد من الوزارات في الحكومة الجديدة مما اضطر المهندس شريف للاستعانة بالوجوه القديمة. ما رأيك في المشهد السياسي العام؟ - المشهد السياسي العام غير واضح المعالم، خاصة بعد ظهور حزب جديد يقال إنه شبابى يملك الكثير من الأموال ويدعم مرشحيه بالملايين بجانب تخبط العديد من الأحزاب منها المؤتمر والمصري الديمقراطى، ونحن في الوفد تقابلنا مشاكل مصطنعة ونحاول التغلب عليها. وربما لأن حزب المصريين الأحرار لطبيعته الخاصة وانتمائه لمؤسسة ما مالية مدعوم منها غير معرض للمساءلة السياسية لأنه يدار بمنظومة شركات. وأشعر بالقلق، بسبب أجواء برلمان 2010 التي تحوم حول البرلمان المقبل. ماذا عن حزب النور؟ - لا ينكر أحد تطور الأداء السياسي الكبير لحزب النور في الفترة الماضية، وأعتقد أن محاولة إدماج السلفيين المصريين في الحياة السياسية بشكل مدني تنظيمي شىء إيجابى للحياة السياسية بشكل عام، والواقع يؤكد أن تطور حزب النور جعله يقترب من المدنية بعض الشىء، لكن في النهاية القرار بيد الشعب المصرى فهو من يختار نوابه داخل البرلمان. وهل ابتعاد النور عن مرجعيته الدينية سيجعل الأحزاب تعيد نظرتها له؟ - أعتقد أنه إذا ابتعد حزب النور عن نزعته الدينية وأظهر للجميع أنه يمارس أداء سياسياً مدنياً بعيداً عن أي نزعة طائفية، فمن الممكن أن نري تعاون الأحزاب من جديد مع حزب النور. ماذا عن تجربتك مع حزب المحافظين؟ - تواجدي بحزب المحافظين هو التجربة التي صنعت اسمي السياسي وأعتقد أنها كانت ناجحة بشكل كبير بالنسبة لي، ولكن في النهاية أنا أنتمى للحزب الأعرق والأكبر وهو الوفد. من وجهة نظرك.. ما قيمة خوضك السباق البرلماني تحت راية الوفد؟ - أنتمى لعائلة وفدية في الأساس وخوض الانتخابات تحت رايته شرف كبير، فحزب الوفد مستقبل له تاريخ ولديه خبرة كبيرة في إدارة شئون الدولة وتحديد المشكلات التي تواجهها وتقديم الحلول، وهو الأمر الذي لا يتوافر في العديد من الأحزاب، فالوفد منظومة كاملة صالحة لإدارة دولة بحجم مصر، فلدينا حكومة ظل وكفاءات تصلح لتشكيل 5 وزارات، وهو ما يؤكد قوة الحزب الأعرق في مصر. ونتمني أن يقود الوفد الحركة السياسية في الفترة القادمة لأنني رأيت داخل الحزب كيف يقدم الجميع مصلحة مصر علي مصلحته الشخصية ومصلحة الحزب نفسها. وأعتقد أن أي محاولات لإضعاف حزب الوفد هو محاولة لتدمير الحياة السياسية في مصر، وفي الفترة القادمة حزب الوفد سيكون له أنياب ولن يصمت علي إساءة البعض والهجوم الذي يتبناه عدد من رجال الأعمال على الحزب. وهل يتأثر البرلمان بزيادة عدد المستقلين؟ - في نظرى زيادة عدد المستقلين لن يتسبب بمشكلة في البرلمان القادم، فمن الطبيعي أن يتم تشكيل تكتلات داخل البرلمان من المستقلين، وأعتقد أنها ستكون تكتلات وطنية. من جانب آخر لا يوجد لدي تخوفات من أي صدام داخل البرلمان بسبب زيادة عدد المستقلين لأن معظم القوانين الإصلاحية غير خلافية، بمعني أن القوانين الخاصة بالإصلاح تمس حياة المواطن وتعمل علي تحسين أوضاعه، ولن يوجد عليها خلاف بعكس قوانين أخري غير أساسية مثل قانون التظاهر. هل يستطيع البرلمان القادم أن يساهم في انتشال مصر من كبوتها إلي مستقبل أفضل؟ - نجاح البرلمان سيعتمد علي اختيارات الشعب نوابه الذين يجب أن يؤمنوا بخطورة المرحلة الحالية والتي تحتاج إلي تكاتف الجميع دون صراعات من أجل مصلحة مصر. «الفرصة الحالية سانحة للنجاح بس محتاجة ناس تتقي ربنا». ما أهم المحاور التي تنوي التركيز عليها في البرلمان؟ - سأحارب من أجل تفعيل عدد من القوانين، وأهمها ما يختص بالعدالة الاجتماعية وتنظيم المحليات لإلقاء عبء الخدمات من على كاهل النائب ومن أجل أن يتفرغ لدوره الرقابى والتشريعى. ما أهم دور لمجلس النواب القادم؟ - أهم أدوار مجلس النواب القادم هو المراقبة ومحاربة الفساد، فالبرلمان هو عين الشعب علي حكومته، لذلك علينا مراقبة أداء الوزراء بدقة كبيرة ومحاربة الفساد الذي انتشر في جميع مؤسسات الدولة. ما إمكانية وجود مؤيدين للإخوان في البرلمان؟ - من الممكن أن يوجد عدد قليل من مؤيدى الإخوان داخل البرلمان، ولكن لن يكون لهم أي أهمية، فالأغلبية هي التي ستحكم البرلمان القادم، وأعتقد أن تكاتف القوي المدنية سيقضي على آمال الإخوان أو شركائهم في زعزعة استقرار وأمن هذا الوطن. ما الرسالة التي توجهها للمصريين بوجه عام ولأهالى دائرتك؟ - أثق في أهالي دائرتى وقدرتهم علي اختيار الأصلح ومعرفتهم بمن يبحث عن مصلحتهم، ويعمل علي حل مشاكلهم ومن يترشح لأهداف ومصالح خاصة. أما المصريون فأقول لهم: «عليكم بالتأني في اختياركم وتحديد أفضل من يمثلكم في الفترة الحالية بعيداً عن أي إغراءات مالية أو عينية، فالمرحلة الراهنة تحتاج إلى المحبين لهذا الوطن ولتكاتف الجميع وتحتاج أبناء هذا الشعب للعمل بجد وعناية وأن يكون هناك تضافر في الجهود في شتي المجالات ونبذ المطالب الفئوية، فضلاً عن الوقوف وراء القيادة السياسية لتخطي هذه المرحلة الحرجة».