قالت صحيفة الاندبندانت البريطانية أن رجب طيب أردغان تربع على عرش تركيا كزعيم قوى على مدار 13 عاما مضت ، وتأتى الإنتخابات البرلمانية المبكرة التى تجرى اليوم محاولة منه لإستعادة أغلبيته الساحقة فى البرلمان مرة اخرى بعد إنتخابات يونيو الماضى التى فاز بها بنسبة لم تمنحه الأغلبية، والتى صعد من خلالها حزب الشعب الديمقراطى للبرلمان . وفى سياق متصل ذكرت الصحيفة أن أردوغان وحزبه شن حملة شرسة، كما لو أنهم يقاتلون من أجل حياتهم وحريتهم، وهذا يمكن تبريره لأنهم يعرفون أنهم إذا خسروا السلطة، سوف تكون الفرصة سانحة لخصومهم لبدء محاكمات الفساد ضدهم، حيث أن السياسة التركية لا ترحم الخاسرين. والجدير بالذكر أنه لا يوجد أحد بتركيا لا يعرف تاريخ أردوغان جيدا ، فقد كان لاعب كرة قدم محترف سابق ، وتقي مسلم من عائلة من الطبقة العاملة في اسطنبول عنصرا أساسيا في نجاح حزب العدالة والتنمية، الفائزة في الانتخابات ثلاث مرات متتالية منذ عام 2002، وأخذ يتدرج فى مراكز السلطة مثل جهاز الدولة والجيش والإعلام والقضاء. ويرى المحلل السياسي جنكيز كاندار أن اردوغان يجمع بين ميزات ثلاثة من زعماء العالم الآخر: " الواقعية من [الرئيس الفنزويلي الراحل] هوجو شافيز، وسلطوية فلاديمير بوتين والميل نحو الفساد من سيلفيو برلسكوني". وأضاف كاندار :" أن أردوغان هو السياسي الأكثر فعالية الذى جاء تركيا منذ 50 عاما مضت ،كما إنه الرجل الذي أظهر مراراً قدرته على الفوز في الانتخابات، بدأت مع مفاجأة ترقيته إلى رئيس بلدية اسطنبول في عام 1994 وانجازاته المستمرة مع حزب العدالة والتنمية بالاضافة الانتصارات المتعاقبة فى الانتخابات العامة في 2002 و 2007 و 2011كما أنه فاز فى انتخابات يونيو الماضى ، ولكن كان ينقصه 18 مقعدا لكى يصل إلى 276 حتى يمثل أغلبية فى البرلمان المكون من 550 عضوا . وفى سياق متصل عمل حزب العدالة والتنمية على تشويه صورة خصومه كما قام خصومهم بفعل الشئ نفسه ، وبالتالى نجد انه من الصعب الحفاظ على نوع من التناسب أثناء الانتخابات التركية الجارية . وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن النتيجة غيرمحسومة فى إنتخابات اليوم ، ولكن سيطرة أردوغان وحزبه على وسائل الاعلام وظهورهم بقوة فى الأيام الأخيرة ، عزز من موقفه إلى حد ما.