حياة المواطن المصرى لم يعد لها قيمة ، خاصة إذا كان فقيرا وبسيطا ،وإسمه مدرج فى قائمة المهمشين المصريين الذين يعيشون فى القرى المنسية المدرجة على الخريطة فقط وغير مدرجة فى خطط المسئولين ، قصة مأساوية وقعت أحداثها فى قرية دمشلى التابعة لمركز كوم حمادة بالبحيرة ، بطل المأساة صبى إسمه محمد أسامة البكرى أبو المجد يبلغ من العمر 14 سنه ، راح ضحية الإهمال الذى تفشى فى مصر ، دفع حياته ثمنا لشهامته عندما حاول انقاذ أحد ابناء قريته من الموت صعقا بالكهرباء فصعقه الماس الكهربى . أحداث القصة وقعت منذ يومن عندما هطلت الأمطار فى محافظة البحيرة ومنها قرية دمشلى ، فتسببت فى إصابة أغلب أعمدة الإنارة بالماس الكهربى ، لأن الأسلاك العارية تخرج منها ، وهذا نتيجة طبيعية لعدم إدراجها ضمن خطة الصيانة منذ سنوات ، ، وبالفعل مر طفل بجوارها فجذبته الكهرباء وتعالت صرخاته وأسرع بطل قصتنا محمد أسامة لإنقاذه وتمكن بالفعل من تخليصه ولكن الماس الكهربائي أمسك به وصعقه فى الحال فسقط جثة هامدة وسط ذهول من تواجد فى الشارع . مات محمد ونجا صديقة ونفقت العديد من الحيوانات صعقا بالكهرباء بنفس الطريقة وتحولت قرية دمشلى إلى سرادق عزاء كبير ، فى غيبة المسئولين عن هذه المأساة . أهالى القرية خرجوا جميعا فى جنازة مهيبة لوداع الصبى الشهم الذى دفع حياته لينقذ غيره ، رغم أنه عاش وتربى فى قرية محرومة من كل الخدمات الصحية والتعليمية والرياضية حتى محرومة من زيارة مسئول من قديم الأزل لأن أهلها طيبون لا يعرفون بابا للشكوى . وأصبح محمد مجرد رقم فى سجلات محاضرالشرطة والوفيات والقرية ما زالت فى طى الإهمال ولم يكلف حتى الآن أى مسئول نفسه عناء زيارتها أو إصدار قرار بصيانة الأعمدة لمنع تكرار المأساة .