تحول الاطمئنان الذي سيطر علي المتعاملين بالبورصة والمحللين بسوق المال عقب الإعلان عن شهادة كبار المسئولين في النظام السابق والحالي ومدى قرب الانتهاء من سيناريو محاكمة الرئيس إلي حالة قلق عقب الأحداث المؤسفة التي شهدتها السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة من أعمال تخريب علي يد المتظاهرين . قالت د.هدي المنشاوي خبير أسواق المال إن الأحداث التي شهدتها البلاد أمس الجمعة ستؤثر سلبا علي السوق نتيجة تزايد القلق والخوف الذي ينتاب المستثمرين عقب تصاعد وتيرة الأحداث. وأشارت إلي أن الأحداث ستزيد من تحفظات المستثمرين الأجانب في عمليات الشراء والاتجاه للبيع الذي سيطر عليهم طوال الأيام الماضية. واضافت أن استمرار المظاهرات سيؤدي إلي عدم إقبال المستثمرين إلي الشراء، خاصة في ظل انخفاض السيولة. وأشار هاني توفيق خبير الاستثمار إلي أن العالم يمر بظروف مالية طاحنة وأن عدم استقرار الأوضاع السياسية ليس في مصر فقط وإنما في العالم كله. وأوضح أن تداعيات الأحداث ستكون قوية علي السوق ولكن وقتية، مشيرا إلي أن توقعات عمليات الدعم المنتظرة من الخارج قد تكون أمرا صعبا بسبب سوء الأوضاع المالية لديها . توقع محسن عادل المحلل المالي أن تواصل الأسهم المصرية اتجاهها العرضي وسط استمرار أجواء الترقب بين المستثمرين للتطورات السياسية والاقتصادية بالبلاد. وأضاف أن المستثمرين سينتظرون ما ستسفر عنه نتائج مظاهرات الجمعة وأثرها علي العلاقات المصرية الإسرائيلية وكذلك سيترقبون أي أنباء حول شهادات المشير طنطاوي وعنان وسليمان في محاكمة لرئيس السابق حسني مبارك. قال إن السوق المصري قد أصبح أكثر استيعابا نسبيا للمتغيرات السياسية مع تكرارها إلا أن التطورات الأخيرة يجب أن تفرض حظرا أكبر علي وضع السوق خلال جلسة غد، مشيرا إلي أن المستثمرين يحجمون عن ضخ سيولة جديدة في السوق بسبب استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي إضافة إلى غياب المحفزات المحلية مثل نتائج الأعمال الإيجابية أو أي إجراءات جديدة لدعم السوق. وأضاف أن البيع العشوائي الذي أدى إلى انخفاض كبير في أسعار أسهم معظم الشركات المدرجة ساهم في خلق فرص استثمارية هامة للمستثمرين على الأجل الطويل وفرص هامة للمضاربين الذين يتوقعون عودة الأسعار إلى مستوياتها السابقة بعد استقرار وهدوء أسواق المال العالمية.