قصفت أمس مروحيات عسكرية ليبية مواقع ل«داعش» في بنغازي، عقب مقتل 9 أشخاص في قصف للتنظيم استهدف محتجين كانوا يشاركون بمظاهرة في بنغازي للتنديد بتشكيلة الحكومة، وفقاً لاقتراح المبعوث الدولي إلى ليبيا برناردينو ليون. كما دمرت طائرات سلاح الجو الليبي شاحنة كانت على ما يبدو تحمل ذخائر، وهي في طريقها إلى مسلحي «داعش» بين منطقتي الهواري والقوارشة في مدينة بنغازي. وكان الضابط بالقوات الخاصة سعيد ونيس، قد أكد في وقت سابق أن المظاهرة التي شهدتها ساحة الكيش قد شهدت تساقط 8 قذائف من نوع هاون بالقرب منها، مشيراً إلي أن المشاركين في المظاهرة اتهموا تنظيمي «أنصار الشريعة»، و«داعش» بالوقوف وراء إطلاق تلك القذائف. واعلن رئيس مجلس النواب صالح أقويدر الحداد ثلاثة أيام في جميع أنحاء ليبيا ترحماً على أرواح الشهداء الذين سقطوا بساحة الكيش ببنغازي. واستنكر مجلس النواب في بيان ما تعرض له المتظاهرون من قتل وترهيب وتخويف من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة، وأمر القائد العام للجيش الليبي بالضرب بيد من حديد علي هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة، والرد القوي علي هذه الجريمة النكراء، وقدم مجلس النواب أحر التعازي والمواساة لأهالي الشهداء الذين سقطوا خلال التظاهرة ببنغازي. وقال متحدث القوات الخاصة الليبية العقيد ميلود الزوي إن قائد القوات الخاصة العقيد ونيس بوخمادة، زار المصابين بمستشفى الجلاء والمركز الطبي للاطمئنان عليهم، متمنيا لهم الشفاء العاجل. وأضاف «الزوي» نقلا عن «بوخمادة» أن القيادة العامة للجيش الليبي أعطت الأوامر لسلاح الجو لقصف معاقل الجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية مستمرة في بنغازي «ولن تتوقف إلا بعد القضاء على الجماعات الإرهابية»، وأوضح «الزوي» أن قائد القوات الخاصة توعد بالقصاص للشهداء من الإرهابيين الذين يحاولون السيطرة على بنغازي للسيطرة على ليبيا. واكد المرشح لرئاسة حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، إن التعازي لا يكفي ويجب تجاوز الخلافات السياسية والوقوف يداً واحدة في مواجهة الإرهاب، وأضاف «السراج»، في تصريح له حول قصف المتظاهرين في بنغازي، أنه في مثل هذا اليوم دفع سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي دمه الطاهر الزكي لأجل وحدة الوطن وإعلاء قيم العدل. كما استنكرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، استهداف المتظاهرين السلميين، وما وصفته بالاعتداء والقصف الممنهج بقذائف الهاون من قبل التنظيمات الإرهابية، الذي طال المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للتعبير عن آرائهم، وهو حق مكفول وفقا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان. وأدانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، والسفارة البريطانية في طرابلس في بيانين منفصلين، الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مظاهرة سلمية بمدينة بنغازي بقذائف الهاون. وقالت بعثة الأممالمتحدة في بيانها إن «قصف المظاهرة في بنغازي مرة أخرى يبين أن العنف الذي لا ينتهي يحصد مزيداً من الأرواح خاصة في المدينة التي اشتعل فيها القتال لأكثر من عام، وتسبب في معاناة لا يمكن تصورها لسكانها شملت نزوح أكثر من 100 ألف شخص». ودعت البعثة «الليبيين من كافة الانتماءات الى تنحية خلافاتهم جانباً والانخراط في جهود من خلال الحوار ، لحل الأزمة التي تحصد مزيداً من الأرواح وتسبب مزيداً من الدمار في بلادهم ونبذ العنف كوسيلة لتسوية الخلافات السياسية»، موضحة ان «التعبير السلمي عن الآراء السياسية هو أحد الحقوق الأساسية في أي مجتمع حر». واعتبرت أن الهجوم الأخير علي المظاهرة بين الحاجة الملحة لإحلال السلام في ليبيا، مؤكدة في ذات الوقت علي أن استقرار مدينة بنغازي يعد أساسيا من أجل استقرار البلاد بالكامل. والجدير بالذكر ان مبعوث الأممالمتحدة في ليبيا والراعي للحوار الوطني الليبي «برناردينو ليون»، قد اعلن منذ ايام عن مقترح حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عقب ما قال إنه توافق الأطراف الليبية المتحاورة عليه في المفاوضات التي استضافتها مدينة الصخيرات المغربية ، بهدف إنهاء النزاع، على أن تقود مرحلة انتقالية لمدة عامين، تبدأ في العشرين من أكتوبر الحالي، الأمر الذي رفضه برلمان الحكومة والحكومة الموازية.