استطاعت سيدة «الترابية» ان تخلق لنفسها حياة داخل المقابر التي قضت فيها ستين عاماً من عمرها، حيث فرضتها عليها ظروف عمل والدها حارس المقابر .. تمردت سيدة في بداية حياتها علي المقابر فعملت في احدي ورش الميكانيكا، كما عملت بائعة في احدي شركات الطيران إلا انها لم تصمد طويلاً بعيداً عن المقابر، فعادت الي المقابر «حارسة» رزقت ب«11» طفلاً تبقي منهم «6» أبناء، عاشت علي ما يجود به زائرو المقابر. تجذبك أدعيتها للمتوفي رغم انها أمية لا تجيد القراءة والكتابة إلا انها تحفظ من القرآن ما تيسر منه، تقول سيدة: «حاولت ان أعيش بعيداً عن المقابر إلا انني وجدت بها الصدق وعدم النفاق الذي تفشي بين الأحياء، وأضافت: المقابر تؤنس وحدتي بعد ان تزوج ابنائي وأصبحت لهم حياتهم الخاصة، أكدت سيدة ان حارس المقابر ليس له راتب شهري من قبل الجهات الحكومية إلا أن هناك بعض المؤسسات الحيوية التي تتولي أمرهم فتصرف لهم راتباً إن أمكن. تدعي سيدة لمصر بأن يصلح الله حالها وان يهبها حاكماً عادلاً يخلص البلد من حالة الفوضي التي انتشرت منذ الثورة، وأشارت الي ان الثورة حققت أشياء مستحيلة ونأمل أن نقطف ثمارها قريباً. تتمني سيدة أن تحج وتزور قبر الرسول قبل أن توافيها المنية.