وبأسعار أقل أحياناً من الأسواق الأخري إلا أن هذه السوق تمثل في نظر الكثيرين كارثة صحية وبيئية وأمنية أيضاً خاصة مع وجود مقابر مدينة الفيوم في تلك المنطقة حيث أصبحت تلك المقابر جزءاً من تعاملات الباعة داخل السوق فأصبحت مقلباً للقمامة والفضلات الباقية من البائعين إلي جانب تعود البائعين وصانعي الأقفاص علي حرق فضلاتهم داخل المقابر بشكل يومي دون أدني مشكلة، وخطورة الوضع لا تقف عند هذا الحد بل إن تلك المقابر كانت وما زالت مأوي للمجرمين ومدمني المخدرات حتي في وضح النهار ولا نبالغ إذا قلنا إنها القاعدة التي تنطلق منها كل أشكال الجرائم في الفيوم ولولا خوفنا من العواقب لقمنا بطردهم من داخل المقابر. أم محمود هي إحدي البائعات التي تفترش الأرض في مدخل سوق البارودية حيث تبيع الأدوات المنزلية والبلاستيكية تؤكد أن المقابر الآن مليئة بالمجرمين والمدمنين وتجارة السلاح وتقول إنها تراهم بعينها وهم يدخلون المقابر بشكل يومي لتعاطي المخدرات في عز النهار والكل يعرف ذلك. لذلك لا تجرؤ أي فتاة أو سيدة من الاقتراب أو الدخول إلي المقابر لأي غرض خاصة بعد حادثة الطفلة التي اغتصبت وقتلت داخل إحدي المقابر وبالرغم من حدوث الجريمة فإن المقابر ما زالت مليئة بالمجرمين أمثال مرتكبي تلك الحادثة. يقول أحد ساكني تلك المنطقة وصاحب محل بقالة إن ما يحدث هو انتهاك لحرمة المقابر بجميع الأشكال والألوان ويؤكد أن الجهات المسئولة علي علم بما يحدث داخل تلك المقابر لكنهم يغضون الطرف عما يحدث عن قصد فحادثة الطفلة الشهيرة التي تم اغتصابها في المقابر كانت كفيلة لاتخاذ إجراءات حازمة في تلك المنطقة لمنع تكرار تلك الحادثة كبناء سور حول المقابر يفصلها تماما عن العالم الخارجي ويمنع دخول المجرمين والمدمنين للاحتماء بداخلها. أم هاشم بائعة خضراوات بالسوق ترفض تماما نقل السوق إلي أي مكان آخر وتقول إن هذه السوق هي مصدر رزقنا وعندما تأتي المرافق أحياناً لتنقلنا لا نملك إلا الدعاء عليهم فالسوق هنا قريبة من الشادر لذلك هذا المكان أفضل لنا من أي مكان آخر ولكن لو الحكومة تريد أن تنظف المكان وتخصص لها أماكن منتفعة ونظيفة تحمينا من أشعة الصيف الحارقة. وقد اتفقت معظم آراء المواطنين والبائعين علي أن الوضع الحالي لا يرضي أحداً وأن المنطقة في حاجة لمزيد من الاهتمام من خلال حلول جذرية لتطهير المكان وفي الوقت نفسه عدم قطع أرزاق البائعين الموجودين والذي يمثل مصدر رزقهم الأساسي وذلك من خلال عدة مقترحات اقترحها المواطنون منها تنظيف المنطقة بالكامل وتخصيص أماكن مرتفعة ودائمة بطول السوق بحيث تصبح السوق أكثراً تنظيماً وتصبح المنتجات المباعة سوءا خضراوات وفاكهة أو منتجات البان تصبح أقل عرضة للتلوث النتائج عن الأتربة والزحام كما ستصبح الأماكن أكثر رحمة للبائعين وتحميهم من التقلبات الجوية صيفا وشتاء وكذلك وضع صناديق عملاقة تكفي لتجميع فضلات السوق. أما فيما يتعلق بالمقابر فالحل الأمثل الذي اتفق عليه أغلب المواطنين هو مداهمة المقابر وتنظيفها وتطهيرها من العصابات التي تأوي إليها ثم بناء سور عال يلف المقابر بأكملها بحيث يمنع دخول المجرمين والمدمنين لممارسة أفعالهم بداخلها ويمنع أيضاً الأحياء من التطفل علي الأموات.