واصلت أمس الجماعات اليهودية المتطرفة باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.وشددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها الأمنية على أبواب المسجد، ومنعت عشرات النساء من دخوله. وقال المنسق الإعلامي بمركز شئون القدس والأقصى «كيوبرس» محمود أبو العطا إن 51 مستوطنًا متطرفًا وحاخاماً يهودياً اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولة مطولة في أنحاء متفرقة من باحاته، تخللها تقديم شروحات عن تاريخ ومعالم «الهيكل» المزعوم. وأوضح أن بعض المقتحمين حاولوا أداء طقوس وشعائر تلمودية في الأقصى، وخاصة عند باب الرحمة والبوائك الشمالية، ولكن حراس الأقصى والمصلين تصدوا لهم. وأضاف أن شرطة الاحتلال شددت من قيودها وإجراءاتها على الأبواب، ودققت في الهويات الشخصية لكافة الوافدين إليه من الرجال والنساء. ويشهد المسجد الأقصى تواجدًا بارزًا للمصلين والمرابطين من أهل القدسالمحتلة، والداخل الفلسطيني المحتل، الذين يتصدون بهتافات التكبير والتهليل لاقتحامات المستوطنين. وأكد أبوالعطا أن الحكومة الإسرائيلية تدعم الجماعات اليهودية في مواصلة محاولاتهم لإقامة شعائر وصلوات يهودية في المسجد الأقصى.ويتعرض المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة لسلسلة انتهاكات واقتحامات من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية، وسط قيود مشددة تفرضها قوات الاحتلال على المصلين والمرابطين. واصلت شرطة الاحتلال الإسرائيلى منع مجموعة من النساء والطالبات من الدخول إلى الأقصى، فيما احتجزت بطاقات المصلين من الرجال على بوابات الأقصى إلى حين خروجهم من المسجد. وفي المقابل ، واصلت طواقم تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية أعمال الترميم لأبواب المسجد القبلى العملاقة بعد تخريبه بشكل متعمد من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلى خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى ومداهمتهم للمسجد القبلى لملاحقة المعتكفين بداخله. من ناحية أخرى شنت قوات الاحتلال الإسرائيلى ، حملات مداهمة واسعة النطاق لمنازل المواطنين الفلسطينيين فى عدة أحياء وبلدات فى القدسالمحتلة،واعتقلت خلالها 19 فلسطينيا على الأقل، بتهمة «مقاومة الاحتلال». وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت فى حى «رأس العامود» بسلوان جنوب الأقصى المبارك 7 فلسطينيين، كما اعتقلت 4 فلسطينيين من حى جبل الزيتون/الطور المطل على القدس القديمة، و8 من قرية العيسوية وسط القدسالمحتلة. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى 3 فلسطينيين خلال حملة مداهمة وتفتيش في الخليل وقالت مصادر أمنية إن قوات الاحتلال اعتقلت عماد خالد الجنيدى (20 عاما)، بعد مداهمتها عددا من أحياء مدينة الخليل. واقتحمت هذه القوات مخيم العروب، واعتقلت الشابين، أحمد عماد خمور، وبهاء جهاد خمور، وفتشت عدة منازل فى المخيم، كما فتشت عدة منازل فى منطقتى خلة العين وعصيدة فى بلدة بيت أمر، واعتقلت الفتى خليل عايش صبارنة. وفى قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى قرية إماتين شرق قلقيلية، وفتشت منزل أحد المواطنين الفلسطينيين دون أن يتم التبليغ عن اعتقالات. وكشف تقرير أصدره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن تصاعد كبير في التحريض والانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى والفلسطينيين في القدس، خلال العام الجاري.وحذر التقرير من أن مواصلة إسرائيل استفزازاتها لمشاعر المسلمين، ستؤجج حالة التوتر في المدينة المقدسة مما قد يشعل صراعا دينيا تتبعه نتائج كارثية. وشهد شهر إبريل الماضي -والذي تخلله «عيد الفصح اليهودي»- النسبة الكبرى من الاقتحامات، حيث دخل ساحات المسجد الأقصى خلاله 1412 مستوطنا، رافقهم 93 ضابطا وجنديا، وفق المرصد. ووثق المرصد عدة انتهاكات يرتكبها المستوطنون اليهود خلال اقتحامهم باحات المسجد الأقصى، منها تعمد أداء الصلوات التلمودية في أماكن قريبة من المصلين المسلمين، والاعتداء بالضرب أو رمي بعض القاذورات على المصلين أو في أماكن صلاتهم، وشتم المصلين أو لعنهم أو تهديدهم بالقتل والذبح، والرقص والغناء، وتعمد التعري أمام المصلين، ومنعهم من الدخول لساحات الحرم القدسي في أوقات اقتحام المستوطنين. وقال المرصد الحقوقي إن السلطات الإسرائيلية اتخذت منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر أغسطس الماضي قرارات بإبعاد 227 مقدسيا عن مدينتهم، واعتقلت 255 آخرين، بينما اقتحم باحات المسجد الأقصى 7200 مستوطن يهودي برفقة 820 ضابطا وشرطيا إسرائيليا.واشار إلى أن قرارات الإبعاد التي اتخذت منذ بداية هذا العام حتى نهاية الشهر الثامن منه بلغت 227 قرارا، منها 119 بحق رجال بنسبة 52.6%، و83 قرارا بحق نساء بنسبة 36.4%، و25 قرارا بحق أطفال (دون 18 عاما) بنسبة بلغت 11%.كما وثق المرصد الأورومتوسطي اعتقال الشرطة الإسرائيلية 255 مقدسيا من ساحات الحرم القدسي ومداخله منذ بداية العام 2015 وحتى نهاية أغسطس الماضي، بينهم 116 رجلا، و95 امرأة، و44 طفلا (دون سن 18 عاما).ورصد التقرير تصاعدا ملحوظا في أعداد اليهود والمتطرفين الذين يدخلون إلى ساحات المسجد الأقصى، في مقابل منع المسلمين من ذلك في الوقت نفسه.