أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والرصاص المطاطي على المقدسيين وحوّل الاحتلال مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، بعد نشره المئات من عناصره المختلفة في شوارع المدينة والطرقات المؤدية الى المسجد الأقصى، بحجة ورود «معلومات استخباراتية» عن احتمالية اندلاع مواجهات في المدينة. ونشرت قوات الاحتلال عدداً كبيراً من أفراد الوحدات الخاصة والخيالة و«حرس الحدود» والشرطة والمخابرات ووحدة المستعربين وسيارات المياه العادمة في شوارع مدينة القدس، وخاصة في الشوارع والاحياء القريبة من المسجد الأقصى، كما نشرت قواتها الراجلة في شوارع وطرقات القدس القديمة، ووضعت سواترها الحديدية على أبواب المسجد الأقصى. وشنت طائرات إسرائيلية غارات على شمال غزة أعقبها دوي انفجارات، يأتي ذلك بعد وقت قصير من قصف زوارق إسرائيلية مناطق في بلدة بيت لاهيا في الجزء الشمالي من القطاع بعد تجدد إطلاق صواريخ باتجاه بلدات إسرائيلية. وحلقت طائرات استطلاع وطائرات حربية إسرائيلية تحلق بكثافة في أجواء غزة، كما ألقيت قنابل ضوئية على أكثر من منطقة حدودية، والتي عادة تمهد لغارات إسرائيلية. وأعلنت اسرائيل اعتراض منظومة القبة الحديدية لصاروخ تم اطلاقه من قطاع غزة تجاه المنطقة الصناعية في عسقلان. وقالت المصادر الامنية الاسرائيلية إن الصاروخ لم يؤد الى إصابات أو أضرار. وكانت صافرات الإنذار قد دوت قبل منتصف الليل بنصف ساعة تقريباً، محذرة من انطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه عسقلان. وقالت مصادر إسرائيلية إن القبة الصاروخية التي تم نصبها بجوار أسدود الليلة قبل الماضية، تخوفاً من قيام الجهاد الاسلامي بإنهاء التهدئة على خلفية إعادة اعتقال المعتقل الإداري محمد علان، اعترضت الصاروخ وأسقطته. وقالت مصادر إسرائيلية إن عدة اصابات بالرعب والخدوش وقعت خشية عند الإسرائيليين من انتهاء التهدئة والعودة للملاجئ. وأكد ضابط الامن في بلدية عسقلان الإسرائيلية أن صاروخاً واحداً فقط أطلق باتجاه المدينة الواقعة جنوب إسرائيل. وهذه المرة الثانية التي يتم إطلاق صاروخ فيها تجاه جنوب إسرائيل، ما اعتبرته إسرائيل تصعيداً في الأوضاع الأمنية. وكان صاروخاً سقط بجوار منزل في وقت سابق من مساء اليوم، ما أدى الى إصابة عدة أشخاص بحالة من الهلع، حيث نقلت إسرائيلية أربعينية الى مستشفى برزيلاي في عسقلان لتلقي العلاج اثر آلام في الصدر والاذنين. وأدى سقوط الصاروخ الى أضرار لحافلة ومبنى في المدينة. وقالت مصادر إن مدفعية الاحتلال ردت على مصادر إطلاق الصاروخ الثاني باتجاه عسقلان. من جانبها أعلنت مصادر أمنية اسرائيلية أنها تحمل «حماس» المسئولية وانها سترد على إطلاق الصواريخ. وقال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» محمود الزهار أمس إن الضفة الغربية على موعد مع المسئولية، والفصائل فيها مدعوة للدفاع عن المسجد الأقصى وتحقيق وعد الآخرة حتى نلتقي بهم جميعاً في القدس وكل فلسطينالمحتلة، معرباً عن ثقته بالضفة الغربية مثل ثقته بأبناء قطاع غزة، قائلا: «سنرى منها ما يسرنا»، مشدداً على أن «المخزون الاستراتيجي لتحرير فلسطين هو في الضفة الغربية». واستهجن صمت غالبية الزعماء والقادة العرب عن نصرة المسجد الأقصى في ظل ما يتعرض له من انتهاكات، مشدداً على أن «من لا يتحدث عن القدس عليه أن يراجع حساباته وأن يحضر إجاباته يوم يلقي في القبر وحده من دون ناصر». وأكد التمسك بخيار المقاومة حتى تحرير المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس وكل فلسطينالمحتلة قائلا: «لن تسقط البندقية من أيادينا وإن سقطت من يد التقطتها ألف يد». وأضاف أن المشروع الاستعماري الإسرائيلي نجح في العالم كله إلا في بقعة جغرافية صغيرة اسمها فلسطين وهو سينهزم ويندحر ولن تنجح مخططاته في تهويد المسجد الأقصى والقدسالمحتلة. وخرج المشاركون بالمسيرة من كافة مساجد المحافظة، جابت شوارعها، وصولاً لوسط المدينة، حيث مكان التجمع الرئيس للمسيرات، وسط هتافات غاضبة، ضد سلطة رام الله، ل«صمتها عما يحدث». ورفع المشاركون بالمسيرات التي حملت عنوان «فداك أرواحنا يا أقصى» لافتات كُتب عليها «أقصانا الانتظار فوعد الله آت، ارحل ارحل ياعباس، أيها العرب أيها المسلمون لماذا صامتون؟!، يا قدس إنا قادمون، إنا على العهد باقون»، كما أحرق المشاركون بالمسيرات العلم الإسرائيلي ومُجسماً للهكيل المزعوم. وكانت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» قد دعت إلى تظاهرات حاشدة من مختلف مساجد قطاع غزة؛ للإعلان عن رفض ممارسات الاحتلال في المسجد الأقصى وتكرار اقتحامه من جماعات المستوطنين المتطرفين. وانطلقت 3 مسيرات جماهيرية، من أمام مساجد بلال والصادق الامين وعمار بن ياسر في محافظة إربد الأردنية، احتجاجا على الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى في القدس تحت عنوان «لأنه الاقصى... ولأنه في قلوبنا»، وندد المشاركون في المسيرات التي نظمتها العشائر الاردنية والحركة الاسلامية وحزب جبهة العمل الاسلامي بالاعتداءات المتكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين. وأكد المشاركون في المسيرات التي التقت أمام دوار الاقصى شرق المجمع الشمالي أن الاعتداءات الحالية تشكل خطورة بالغة على المسجد الأقصى والحرم القدسي كونها تصب في أهداف الدولة الصهيونية في فرض التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي كأمر واقع في ظل غفلة العرب والمسلمين الذي أصبحوا في أضعف حالاتهم. وطالبوا الأردن والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بالوقوف الحازم أمام هذه المحاولات الخبيثة من قبل الصهاينة في هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم. كما طالبوا الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للوقوف ضد المحاولات الصهيونية من النيل من الحرم القدسي وقيام قطعان الصهاينة والمتطرفين اليهود باختراق حرمة المسجد الأقصى وباحاته في تحد واضح لمشاعر المسلمين في بقاع العالم كله. ونددوا بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى، مطالبين جميع دول العالم بالتدخل لحمايته والتوقف عن الشجب والاستنكار.