نور وامل نجمان يهبطان من السماء تدب فيهما روح البشر على الأرض يلتقيان في واد، لاهو بالجنة ولا هو بالنار مكان تحيا فيه الروح, يحتضن كل منهما الآخر يحتميان من مشاعر خوف تنتابهما للمرة الأولي فيسري شعاع من نور بين القلبين». قصة حب روحانية تجسدها أوبرا عربية شرقية لأول مرة يعزفها أوركسترا «النور والأمل» للفتيات الكفيفات في تجربة فريدة تشهدها لأول مرة دار الأوبرا المصرية التي تقدم خلال أيام قليلة هدية للعالم من إبداع فتيات فقدن البصر لكن كل منهن تملك عصا «سحرية تضىء بها» أيام وليالي شجرة القلب! أشعر بأحاسيس جميلة راقية وأنا أمسك ب «الكمان» إنني أعزف أوركسترا خاصة بنا, صنعت خصيصا لفتيات النور الأمل, نتحدي الأفكار الرديئة بموسيقي تحاكي الروح والوجدان»، كلمات بسيطة عبرت من خلالها شيماء يحيي عازفة بأوركسترا النور والأمل عن مشاعرها وهي تعزف موسيقي أيام وليالي شجرة القلب التي ستعرض يوم الأربعاء الموافق 30 سبتمبر علي المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية قالت شيماء: لعبنا الموسيقات العالمية لموتزارت وبيت هوفن وغيرهما لكن هذه المرة التجربة مختلفة «نحن نعزف عملا مصنوعاً خصيصاً لنا ووضع قصتها وموسيقاها الموسيقار الجزائري الفرنسي طارق بن ورقة، وتشارك بها فرقة أوركسترا النور والأمل للمكفوفات، وعدد من الفنانين الأوربيين والمصريين، بمشاركة كورال القاهرة الاحتفالي بقيادة المايسترو ناير ناجي، وفريق رقص باليه معاصر تلك الأوبرا العربية والعمل السيمفوني كتبه المؤلف خصيصاً لأوركسترا النور والأمل، وقد أكد فخره بهذه التجربة الفريدة كأول أوركسترا سيمفوني لفتيات مصريات كفيفات بجمعية النور والأمل الأهلية لرعاية وتعليم الكفيفات أبهروا العالم في عروضهن. حدث عالمي علي مدي سبعة اشهر كاملة استمرت بروفات العمل التي أفخر بها. هكذا عبر المبدع طارق بن ورقة عن تجربته مع أوركسترا الفتيات الكفيفات. قال:انا فخور بتقديمي هذا العمل في كبري العواصم الثقافية القاهرة هذا العمل الذي صنعته تاريخا ودراما أقدمه كفاكهة من جذوري العربية والفرنسية الشرقية والغربية قصة توحي بالعمق وقوة العالم الخارجي الذي نعيش فيه بأحاسيسنا وأرواحنا، وقال بن ورقة خلال المؤتمر الذي عقد بفندق سميراميس خصيصا للاعلان عن تفاصيل هذا الحدث العالمي: خلال الشهور الطويلة التي كتبت فيها هذا العمل قدموا لي أوركسترا فريدا من نوعه في العالم أجمع النور والأمل» وكانت هذه بالنسبة لي مسئولية كبيرة عندما تكتشف هذا الأوركسترا العظيم الذي افخر بالعمل معه والذي منحني الفرصة لأظهر فنا جميلاً من الموسيقي الكلاسيك ومزيجا من الثقافة العربية والاجنبية، وأضاف طارق بن ورقة: لقد شاركتني العمل الشاعرة السورية، رشا رزق،ويتناول في أجواء أسطورية قصة نجمين «نور وأمل» هاربين من عالم منسي إلى مكان ما بين الجنة والأرض سمي الواد، يقررا التخلي عن حياتيهما كنجمين حتى يتذوقا مشاعر الحياة ويتحولا إلى بشريين حين يتناولان ثمرة من الشجرة القلب ويبدآن في استكشاف عالمهما، ومشاعر الحب خلال محاولاتهما لاكتشاف الذات والآخر، وأضاف: أن العرض يجمع بين الموسيقي الكلاسيكية والموسيقي الإلكترونية في عرض حي. لتجد ان مشاعري خليط من عظمة ورقي وجمال اللغة والموسيقي الشرقية والكلاسيكية. معسكر إبداع إنها تمسك بسلاح وليس مجرد آلة موسيقي «بهذه الجملة القوية» اكدت السوبرانو داليا فاضل ان عازفات النور والأمل التي تشرف بالغناء علي انغامهن هن بالفعل القوة الناعمة في الحرب الفكرية والثقافية التى تواجهها المجتمعات الان ووصفت «فاضل المشاركة في أوبرا «الشجرة القلب» بالخبر المفرح والحدث الجلل مؤكدة ان العمل ليس سهلا ونتمرن عليه خلال شهور طويلة لمست فيها روح الاجتهاد والابداع والمثابرة من فتيات الأوركسترا كاننا كنا في معسكر, نفس الشىء أكده الدكتور عاصم نجاتي الذي يقوم بدور «الراوي في الأوبريت» وقال: «كلما أضأنا نورا في مسرح كلما أطفئت بؤرة من بؤر الظلام مضيفا بأن العمل علي نص مشرف للفنان بن ورقة وعزف رائع لفتيات النور والأمل أمر نتشرف ونفخر به وهن يمثلن تحدياً حقيقياً يضم العرض أيضا، التي نور رجاء الدين، وتقدم بمصاحبة بالية عصري بمشاركة الراقصين: الفرنسية فاني ساج في دور أمل والتركي أوكتوبال في دور نور، وتلعب دور النائمة والحورية الراقصة الفرنسية ميلودي كايريه، ويلعب دور النائم واحد الحور يات الفرنسي انتوني دولاموت، والراقصة الإسبانية ريبيكا ستامفلي في دور إحدى الحوريات، صممت البالية ووضعت رقصاته الإيطالية أدريانا مورتيليتي، صمم السينوغرافيا والأزياء آلان لاجارد، ويخرج العرض للمسرح الفرنسي جيلبير ديفو. مسئولية اجتماعية القاهرة هوليوود الشرق وجديرة بهذا العمل الرائع من أوركسترا هو الوحيد من نوعه في العالم وهنا تبرز اهمية رعاية الفنون وهنا تتضح المسئولية الاجتماعية للكيانات الاقتصادية الكبري ف «أوبرا أيام وليالي الشجرة القلب» إنتاج الفرنسية آن شارلوت أموري، مديرة شركة 21-22 لإنتاج وتوزيع الأعمال الموسيقية والتي تهتم بالتواصل مع فناني الشرق الأوسط ولها عدة مشاريع كبري في التعاون مع العالم العربي وتعد لعرض موسيقي آخر في مصر في ديسمبر المقبل. ويدعم العرض عدد من الرعاة من مصر منهم موبينيل وبنك سي آي بي، وشركة إيه بي آي، وفندق سميراميس. وشركة الاستشارات الاستراتيجية العالمية «جلوبال استراتيجيك كونسلتنت»، وأكدت الدكتورة مني ذكي المسئولة بالشركة أن تشجيع الفن الراقي واجب وقالت: «أعتبرها مشاركة وليست رعاية ووجهت الشكر للقائمين علي العمل والمايسترو سعد باشا قائد الأوركسترا وللسيدة آمال فكري وكل القائمين علي العمل بجمعية النور والأمل. عازفات النور بفخر شديد تتحدث دائما «صانعة السعادة» السيدة آمال فكري نائب رئيس جمعية النور والامل ومسئولة العلاقات الخارجية، فالحدث الذي ستشهده القاهرة خلال أيام قليلة هو حلقة في سلسلة طويلة تمثل رحلة نجاح أوركسترا الفتيات الكفيفات بجمعية النور والامل وذلك منذ تأسيسه علي يد الدكتورة سمحة الخولي والسيدة استقلال راضي عام 1961 مؤكدة أن العازفات تدربن علي النوتة بطريقة برايل. فأوركسترا النور والأمل يمثل نموذجاً مشرقاً لدور المجتمع المدني في العمل العام وفي توظيف الفن لخدمة المجتمع وإدماج أصحاب الإعاقة حيث تأسست جمعية النور والأمل بالقاهرة في 1954 ويضم حاليًا أكثر من 70 طالبة، وبدأ تقديم حفلات الفرقة خارج الجمعية في الأوبرا القديمة في 1972 ومنذ عام 1988، بدأت جولاتها خارج مصر التي طافت فيها 24 دولة مقدمة عروضًا رائعة من الاتقان والإبداع. ليبدأ أوركسترا نادر الوجود فريد الصنع فى العزف على أوتار الروح.. يذكر ان فريق البراعم والأوركسترا الكبير هما الجانب الأكثر شهرة فى نشاطات جمعية النور والأمل التى تم تأسيسها فى عام 1954 على يد مجموعة من السيدات المتطوعات بمبادرة من السيدة استقلال راضى كأول مركز فى الشرق الأوسط لرعاية وتعليم الفتيات الكفيفات وتأهيلهن مهنياً وإعادة تكيفهن فى المجتمع، أما معهد الموسيقى فقد أسسته عام 1961 السيدة «استقلال» على أساس أكاديمى بالتعاون مع الدكتورة سمحة الخولى، الرئيس السابق لأكاديمية الفنون المصرية، عميدة كونسرفتوار القاهرة للموسيقى سابقاً، ثم جاءت السيدة آمال فكرى، نائب رئيس مجلس الإدارة، المسئولة عن الشئون الخارجية للجمعية لتنظيم أول حفل موسيقى خارج مقر الجمعية فى دار الأوبرا المصرية بالقاهرة لأول جيل من العازفات وكان وقتها مكوناً من خمس عشرة فتاة كفيفة وبعد ذلك صار الأوركسترا 30 عازفة وقدمن عام 87 حفلاً موسيقياً رائعاً على مسرح الجمهورية أفضل مسرح بالقاهرة، وقتها بحضور حرم رئيس الجمهورية فى هذا الوقت. وذاع صيت الأوركسترا حتى أن عازف الكمان اليابانى الكفيف تاكا يوشى واناس قرر تكوين فرقة مماثلة من الموسيقيين المكفوفين فى بلده بعدما استمع لعزف الأوركسترا المصرى ورد على الفتيات بعزفه على الكمان، بعدها دُعى أوركسترا الكفيفات فى افتتاح دار الأوبرا الجديدة ونال إعجاب الجميع، وكان بداية تحقيق الحلم على يد السيدة آمال فكرى التى نظمت أول رحلة للعازفات من الجيل الثانى للسفر والعزف خارج البلاد، وتقول السيدة آمال ساعدنا كثيراً الدكتور محمد شاكر، سفير مصر السابق بالنمسا، والدكتور حازم عطية، المستشار الثقافى السابق، هناك حيث نظما أول رحلة للأوركسترا بالنمسا بلد الموسيقى وكان فى Vienna Towhall. وهناك أعرب المستشار فرانز فرانتسكى عن إعجابه الشديد قائلاً: «الأوركسترا جلب الموسيقى إلى فيينا» ووصفه وزير الشئون الاجتماعية النمساوى بأنه معجزة إنسانية»، أما عمدة فيينا فقال هذا الأداء أحد أعياد واحتفالات عاصمة الموسيقى فى العالم واحتفلت الصحافة النمساوية بالأوركسترا الذى وصفته بالهرم الرابع وأداء الأوركسترا غزو ثقافى للنمسا، وبهذا حصلت العازفات الكفيفات على تأشيرة دخول موسيقية توالت بعدها العروض والنجاحات حتى أن الأميرة أم حبيبة حرم السلطان أغاخان سافرت خصيصاً إلى فيينا لحضور حفل الأوركسترا الذى دعيت إليه للعام التالى وشهد مؤتمر المعاقين بالأردن حفلاً رائعاً أحياه أوركسترا النور والأمل وقام الملك حسين وقتها بتكريم أعضاء الفرقة ثم تلقى دعوة من الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية بالكويت، وتشير السيدة آمال إلى أن أوركسترا النور والأمل قدم نحو 28 حفلة بالخارج ليقدم عروضاً ناجحة فى 24 دولة منها 14 دولة أوروبية و5 دول عربية و3 دول آسيوية، بالإضافة إلى أستراليا وكندا، وعزف الأوركسترا أعظم معزوفات فى لندن ومتحف فيكتوريا وألبرت أعقبه حفل عشاء فاخر من الملكة وقدم الفريق حفلات فى عدة مدن بالسويد، وفى يوم من أيام استوكهولم الممطرة عزف الأوركسترا على مسرح مفتوح وكان مشهداً فريداً حيث امتلأت الحديقة بالجمهور الذى كان واقفاً يستمع وبيده المظلات وهناك تم تسجيل شريط كاسيت لعزف الأوركسترا فى استوديو مجهز كمجاملة من شركة بايونير.فتاريخ أوركسترا «النور والأمل» الذي يضم الآن أكثر من 45 فتاة لم يصنع بسهولة لكن الصعاب توأم النجاح هذا ما كان يثبته كل حفل تحييه الفتيات فى كل بلدان العالم كان التصفيق والحماس جائزة فورية تبعث النور فى عيونهن حتى مع كونها لا تبصر، عندما عزف الأوركسترا، مقطوعة «زور بالثيودوراكيسن» بأثينا اشتعل الجمهور حماساً وتجاوب مع العازفات بالجيل الثالث للأوركسترا. وكان ذلك سبباً فى الهتاف والتصفيق الذى استمر ل10 دقائق عندما ظهرت الفتيات على المسرح الرومانى القديم، والعزف منفرد لإحياء حفل إضاءة الشعلة الأوليمبية بمدينة باتراس العاصمة الثقافية لأوروبا 2006 إيذاناً بانطلاق الألعاب الأوليمبية للشباب بعدها بثلاث سنوات تم توجيه الدعوة للأوركسترا للعزف منفرداً دون غيره من قبل الاتحاد السويسرى للمكفوفين وذلك بمناسبة اليوبيل الذهبى للاتحاد وقدمت الفتيات ثلاثة عروض رائعة فى زيورخ وفارتك وبريج وتناول اعضاء الأوركسترا الطعام فى مطعم حالك الظلام خاص بالمكفوفين وتبادلت الأدوار مع القائمين بالخدمة «المكفوفين أيضاً» وقدمن المساعدة للوفد المرافق لهن بتناول الطعام فى الظلام. تاريخ من النجاح كان تقدير العالم لأوركسترا «النور والأمل» نوراً وأملاً فعلاً يدعم عضوات الفريق للمضى قدماً فى تقديم أفضل الحفلات بعد أن مثلن مصر تمثيلاً مشرفاً فى كل المحافل الدولية فى أوروبا والعالم العربى. وبمناسبة مرور 200 عام على مولد لويس برايل عزفت الفتيات فى الحفل الفاخر الذى أقامته بلدية باريس كما عزف الأوركسترا عام 2009 فى مدينة كوفرى بفرنسا مسقط رأس لويس برايل المخترع الشهير لنظام القراءة والكتابة للمكفوفين الذى استفاد منه الملايين فى أنحاء العالم، وكان هذا أفضل وأنجح حفل حين دوت هتافات الجمهور بأنحاء القاعة ترحيباً بفتيات النور والامل، حين ظهرن على المسرح وكل منهن يقودها تلميذ إلى المقعد المخصص لها وقد صفق الجمهور بتأثر مراراً خلال الحفل تعبيراً بإعجابه الشديد وقبل العودة إلى مصر استمتعت الفتيات بيوم ترفيهى كامل فى ملاهى يوردو ديزنى، وفى الهند عزفن فى نيودلهى اثناء زيارة تاج محل ومن أواخر الحفلات التى أحياها الأوركسترا بالخارج ذلك الحفل الذى كان مشتركاً مع أوركسترا أوفاس المحلى، أعضاؤه مبصرون ولحظة وعند المغادرة اصطف الجمهور على الصفين ليشكلوا «ممر الشرف» الذى قاد المجموعة إلى الحافلة كما أحيا الأوركسترا حفلات بمدينة كورتريك البلجيكية بعد عدة مؤتمرات طبية بعنوان عين الموسيقى وعزف الأوركسترا على مدى 4 أيام بمدينة بروج وايبرسى تحية للجنود الذين استشهدوا فى الحرب العالمية الأولى ثم قدم الحفل الرابع بجراتس وهى المدينة الوحيدة خارج مصر التى يعزف فيها الأوركسترا للمرة الرابعة فى قاعة Minori Tensaal.وقدم الأوركسترا حفلات فى افتتاح الأوبرا ومسرح الجمهورية، كما قدم حفلات عديدة داخلة الجمعية تحية للضيوف الرسميين الذين يزورون مصر بصحبة زوجات الرؤساء مثل ملكة هولندا وفرح ديبا وكذلك شيرلى تامبل وبيرل بايلى والفنانة فاتن حمامة وأم كلثوم وكبار الشخصيات السياسية والدبلوماسية التى زارت الجمعية. جولات عالمية يمثل بدء عرض أوبرا «الشجرة القلب» علامة الانطلاق في جولة تجوب دولا عديدة في العالم سال جافو بفرنسا في نوفمبر 2015 وفي أبو ظبي 13 يناير من العام القادم وكذلك الامارات العربية ودول المغرب العربي ودول أوروبية.