في استلهام لأحد أروع تجارب التحدي بالفن والإبداع، أوركسترا جمعية النور والأمل للكفيفات، يشهد المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية في 30 سبتمبر الجاري، العرض العالمي الأول لأوبرا وباليه "أيام وليالي الشجرة القلب"، وهي أوبرا بالعربية، وضع قصتها وموسيقاها الموسيقار الجزائري الفرنسي طارق بن ورقة، وتشارك بها فرقة أوركسترا النور والأمل للمكفوفات، وعدد من الفنانين الأوربيين والمصريين، بمشاركة كورال القاهرة الاحتفالي بقيادة المايسترو ناير ناجي، وفريق رقص باليه معاصر. العمل سيمفوني كتبه المؤلف خصيصًا لأوركسترا النور والأمل لإلقاء الضوء على تجربتهم الفريدة كأول أوركسترا سيمفوني لفتيات مصريات كفيفات بجمعية النور والأمل الأهلية لرعاية وتعليم الكفيفات ابهروا العالم في عروضهن. الشاعر والمؤلف الموسيقي طارق بن ورقة، قال في مؤتمر صحفي أمس الأحد بفندق سميراميس، إنه كتب قصة العمل بمشاركة الشاعرة السورية، رشا رزق،ويتناول في أجواء أسطورية قصة نجمين "نور وأمل" هاربان من عالم منسي إلى مكان ما بين الجنة والأرض سمي الواد، يقررا التخلي عن حياتيهما كنجمين حتى يتذوقا مشاعر الحياة ويتحولا إلى بشريين حين يتناولا ثمرة من الشجرة القلب ويبدآن في استكشاف عالمهما، ومشاعر الحب خلال محاولاتهما لاكتشاف الذات والآخر، وأضاف أن العرض يجمع بين الموسيقي الكلاسيكية والموسيقي الإلكترونية في عرض حي. يضم العرض مجموعة كبيرة من الفنانين المتميزين، ويشارك بالغناء الأوبرالي المغنيان المصريان السوبرانوداليا فاضل والتينور رجاء الدين، كما يشارك الفنان عاصم نجاتي في دور الراوي، وتقدم بمصاحبة بالية عصري بمشاركة الراقصين: الفرنسية فاني ساج في دور أمل والتركي أوكتوبال في دور نور، وتلعب دور النائمة والحورية الراقصة الفرنسية ميلودي كايريه، ويلعب دور النائم واحد الحور يات الفرنسي انتوني دولاموت، والراقصة الإسبانية ريبيكا ستامفلي في دور إحدى الحوريات، صممت البالية ووضعت رقصاته الإيطالية أدريانا مورتيليتي، صمم السينوغرافيا والأزياء آلان لاجارد، ويخرج العرض للمسرح الفرنسي جيلبير ديفو. أمل فكري مديرة أوركسترا النور والأمل، أشارت إلى أن عازفات الأوركسترا بذلن جهودًا كبيرة في العمل وتدربوا لعدة شهور على النوتة الموسيقية للأوبرا بعد ترجمتها بطريقة برايل. وأشارت أيضًا عازفة الكمان بالفرقة شيماء يحيى إلى حماس الفرقة لتقديمهن لأول مرة أوبرا متكاملة، وقالت إنهم يشعرن أن العمل يجسد عالم فرقة النور والأمل في كل نوتة موسيقية يلعبنها، وأضافت أنهن من خلال الموسيقى يتحدون أفكار المجتمع التقليدية، وعدم تقدير قدراتهن ويواجهون صعاب الحياة بالموسيقى التي تعتبرها أجمل الفنون لأنها تخاطب الروح. وعن أسباب اختياره لتقديم أوبرا بالعربية رغم أنه لا يتحدث بها، قال الموسيقار طارق بن ورقة، إنه ولد بالجزائر وعاش طوال حياته بفرنسا لكن اللغة العربية ظلت لغة القلب والفكر لذا يفكر بالعربية ويتحدث بالفرنسية، ومن هنا جاء حرصه في مشروعه الموسيقي على تقديم الأوبرا بالعربية، رغم أنها تجربة لا تتكرر كثيرًا. "أوبرا أيام وليالي الشجرة القلب" إنتاج الفرنسية آن شارلوت أموري، مديرة شركة 21-22 لإنتاج وتوزيع الأعمال الموسيقية والتي تهتم بالتواصل مع فناني الشرق الأوسط ولها عدة مشاريع كبري في التعاون مع العالم العربي وتعد لعرض موسيقي آخر في مصر في ديسمبر المقبل. يدعم العرض عدد من الرعاة من مصر منهم موبينيل وبنك سي آي بي، وشركة الاستشارات الاستراتيجية العالمية "جلوبال استراتيجيك كونسلتنت"، وشركة إيه بي آي، وفندق سميراميس. أوركسترا النور والأمل يمثل نموذجًا مشرقًا لدور المجتمع المدني في العمل العام وفي توظيف الفن لخدمة المجتمع وإدماج أصحاب الإعاقة حيث تأسست جمعية النور والأمل بالقاهرة في 1954 برئاسة استقلال ماضي، وشاركت الدكتورة سمحة الخولي الرئيس الأسبق للكونسرفتوار في تأسيس معهد موسيقي للجمعية عام 1961، ويضم حاليًا أكثر من 70 طالبة، وبدأ تقديم حفلات الفرقة خارج الجمعية في الأوبرا القديمة في 1972 ومنذ عام 1988، بدأت جولاتها خارج مصر التي طافت فيها 24 دولة مقدمة عروضًا رائعة من الاتقان والإبداع.