تُعد مشكلة الخوف والقلق اللذان ينتابان الطلاب مع بدء العام الدراسي الجديد، من أصعب المشكلات التي قد تؤثر على تحصيلهم العلمي وأداءهم الدراسي، ويظهر العديد من الطلاب مخاوف متباينة ومستويات مختلفة للقلق من المدرسة الذي قد يكون نتيجة خوفهم من الفشل أو الرسوب، أو من بعض المعلمين الذين يعتمدون على الضرب والنهر والعصبية الشديدة التي تولد في نفسية الطالب الخوف، أو نتيجة لحدوث مشكلات مع ذويهم بالمدرسة. يوضح الدكتور محمد عادل الحديدي أستاذ الطب النفسي بجامعة المنصورة:" أن القلق الذي يصاحب الطلاب مع بداية كل عام دراسي جديد يرجع إلى عبء الدراسة، والانضباط في المواعيد، والخوف من الفشل، أو علاقته مع مدرسيه، أو نتيجة الخوف من تعرضه للخطر مثل الحرج أمام زملاؤه، والتعرض للتقييم بشكل علني، أو علاقته بذويه بالمدرسة، على عكس العطلة الصيفية التي تخلو من أي مشاكل أو التزامات أو متطلبات قد تولد مشاعر القلق لديه". ويشير الحديدي إلى أن الخوف المُصاحب للطلاب مع بداية كل عام دراسي جديد يُعد "قلق أيجابي" يدفع صاحبه نحو النجاح وأداء علمي متوّج بالنجاحات والامتيازات، مؤكدا أن انعدام الخوف والقلق لديه يدل على أن صاحبه مرتجل لا يبالي اهتماما بشئ يتمتع بثقة عالية بالنفس، وهذا ما يدفع صاحبه إلى الرسوب والفشل. ويضيف الحديدي :"تتفاوت درجات الخوف والقلق لدي الطالب، الذي قد يدفعه إلى النجاح، أو قد يؤثر على درجه استيعابه وتحصيله الدراسي على النحو الآخر، فعلى الرغم من أن القلق هنا يسمي أيجابي، إلا أنه يستوجب حدته للتهدئة من روعه لقدرته على استذكار وتحصيل دروسه". ويتابع الحديدي :"يمكن الحدّ من نسبة القلق والخوف اللذان ينتابان الطالب مع بدء العام الدراسي من خلال تكوين عاطفة طيبة عنها، وتوطيد علاقته بمعلميه وذويه بالمدرسة، الاستعداد الجيد للمرحلة الدراسية الجديدة المُقبل عليها من خلال الإطلاع على الكتب الدراسية في العطلة الصيفية، واتباع نظام غذائي صحي مكتمل الفيتامينات والمعادن". ويؤكد على الطالب ضرورة تدعيم نفسه بشكل أيجابي من خلال ترديد مقوله "لقد درست جيداً في العام الماضي وحققت درجات عالية، ولذا سوف أستطيع اجتياز هذا العام الدراسي الجديد أيضا بنجاح وتفوق"، لافتا إلى أن هذا يساعده على التخلص من الأفكار السلبية التي تكون مصحوبة بالكثير من الخوف والقلق. ويختم ي الحديدي قائلاً :"يقع على الوالدين عاتق هام ورئيسي في الحدّ من مشكلة الخوف والقلق اللذان ينتابان الطالب، فعلى الوالدين التحدث مع أبنائهم حول المخاوف والقلق سواء كانت مرتبطه بمعلميه أو ذويه أو من الفشل والعمل على حدّتها من خلال تدعيمه وتعزيز ثقته بنفسه، والتحري جيدا عن المدرسة الملتحق بها، وترك ساعة يومياً لممارسة الطالب لهوايه محببه، أو رياضة يفضلها، بما لا يتعارض مع ساعات الدراسة والمدرسة".