قالت صحيفة (برافدا) الروسية الشهيرة إن الموازنة الروسية خصصت 20 مليار روبل لتطوير صناعة مركبات الفضاء الآخذة في الانهيار، بعد الخسائر التي تكبدتها وكالة الفضاء الروسية بمقدار 16 مليار روبل في أقل من عام، نتيجة تحطم سفينة الفضاء بروجرس بمنطقة أتلاي 24 أغسطس. وكشفت الصحيفة عن مشكلة أخري تواجهها صناعة الفضاء في روسيا، حيث يتدني بشدة دخل علماء الفضاء، الأمر الذي وصفته الصحيفه بأنه أقل من دخل بائع الآيس كريم المتجول بالشوارع، وهي المشكلة التي تؤرق جميع العاملين بالوكالة. وقال فلاديمير بوليبوفيتش المسئول بمنطقة أتلاي إن تحطم مركبة الفضاء أسفر عن اندلاع مشكلات بيئية واقتصادية، فانفجار خزانات الوقود يمكن تشبيهه بانفجار قنبلة فراغية انتشر تأثيرها علي محيط عدة مئات كيلو مترات، كما أدي التحطم إلي وصول مادة "هيبتيل" السامة الناتجة عن الإنفجار إلي طبقات عميقة من التربة. وأضاف خبراء من ميناء بيكونور الفضائي أن أشد أنواع الوقود سمية يحترق أثناء إقلاع سفينة الفضاء والباقي يحترق أثناء السقوط ومن ثم فإن التحطم جاء في أفضل الحالات سوءا، وأوضحت الصحيفة أن الكثيرين من أهالي المنطقة التي شهدت التحطم طلبوا مساعدات طبية بعدما شعروا بمشكلات في التنفس وصداع وكحة، نتيجة لانتشار مادة (هيبتيل) التي قد تسبب أزمة رئوية وتسمما في الدم وأمراض الأورام وأعراضها الصداع والغثيان. وأفادت الصحيفة أنه في الوقت الذي تهدر فيه روسيا هذه المليارات على الفضاء لم تعد الولاياتالمتحدة ترسل سفن فضاء لمحطة الفضاء الدولية عكس السفينتين الروسيتين سويوز وبروجرس، وهو ما دعا ناسا لتخصيص برنامج يشتمل على عقود بعدة ملايين من الدولارات مع وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس بعد أن انتهى برنامج سفن الفضاء الأمريكي. وآخر هذه العقود بلغت قيمته 753 مليون دولار. وقال إيجور ليسوف الخبير في مجلة أخبار صناعة الفضاء إن مكونات الصواريخ هي المسئولة عن مشكلات تحطم المركبات في روسيا، الأمر الذي كلف صناعة الفضاء الروسية في أقل من عام واحد خسائر تقدر ب 16 مليار روبل.