هل جاءت البعثة الأممية إلى ليبيا لإنهاء الصراع الدائر منذ رحيل نظام العقيد معمرالقذافى وإيجاد حلول مناسبة ترضى الأطراف المتناحرة هناك، أم أنها أصبحت جزءًا أساسيًا من الأزمة وتسعى إلى تعميق الانقسام الدائر بشكل دستورى؟، سؤال فرض نفسه بقوة على الشارع الليبيى بسبب الشروط الأخيرة التى فرضها المؤتمر الوطنى المنتهية ولايته المرتبط بإخوان ليبيا والتى أدت إلى عرقلة التوقيع على مسودة "الصخيرات" والجهود الرامية لإنهاء الصراع وتشكيل حكومة وفاق وطنى قبل العشرين من أكتوبر المقبل، وتمثلت الشروط المفروض من المؤتمر الوطنى المنتهية ولايته فى إعفاء القائد العام للقوات المسلحة الليبية اللواء خليفة حفتر قائد عملية "الكرامة" من منصبه وتعويضه بآخر يلقى قبولاً في صفوف وفد المؤتمر المفاوض بالنيابة عن الإخوان"بالصخيرات". ولم تقف مطالب الإخوان عند تنحي اللواء حفتر، بل هم يضغطون للدفع نحو اختيار رئيس الحكومة من خارج قائمة الاثني عشر مرشحًا الذين قدمهم البرلمان الشرعى للمبعوث الأممي، فضلاً عن المطالبة بتولى المؤتمر المنتهية ولايته والبرلمان الشرعي المصادقة على ما سيتم الاتفاق عليه في جولة الصخيرات الحالية، وهو أمر يتعارض مع المسودة التي تبناها البرلمان الشرعي المعترف به من قبل الأسرة الدولية وقبل بها المبعوث الأممى "ليون" والتي تجعل البرلمان هو الجهة الشرعية الوحيدة التي تتولى المصادقة على نص الاتفاق النهائي مازال السؤال يبحث عن رد مقنع من جانب المبعوث الأممى إلى ليبيا "برناردينو ليون" حول شروط وفد المؤتمرالعام المنتهية ولايته والذى يماطل فى إتمام الحوار والتوقيع على مسودة الأممالمتحدة بعد الاجتماع الذى جمع إخوان ليبيا وتركيا فى "انقرة" مؤخراً .وليس خافيًا على أحد أن المحرك الرئيسى للإخوان فى ليبيا هم الأتراك، لتصبح البعثة الأممية ومبعوثها "ليون"متهمين بالتواطؤ مع إخوان ليبيا بتعليمات مباشرة من أمريكا الحليف الاستراتيجى للتنظيم الدولى للإخوان بسبب كرهها للواء خليفة حفتر الذى سلك نهج نظيره المصرى عبدالفتاح السيسى فى إفشال مخطط أمريكا للاستحواذ على المنطقة، بدفع الإسلاميين إلى سدة الحكم، أن لم تجيب عن السؤال المطروح ويبقى الشيء المحير هنا هو موقف بعثة الأممالمتحدة ونحن نسابق الزمن لتشكيل تلك حكومة الوفاق الوطنى قبل العشرين من أكتوبر المقبل وهى المدة المحددة لانتهاء فترة مجلس النواب الليبيى مما يفتح الباب على مصرعيه أمام الإخوان لتقاسم السلطة فى ليبيا بين الشرق المتمثل فى مجلس النواب الليبيى ومقره مدينة "طبرق" بشرق البلاد والمؤتمر الوطنى المنتهية ولايته ومقره العاصمة طرابلس التى يسيطر عليه الإخوان بعد أن تصبح الجهاتان متساويتان فى عدم شرعية كل منهما فى ليبيا والتى أصبحت خارج نطاق الدستور ليظل السؤال يبحث عن الإجابة هل جاءت بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا "لإنهاء الصراع أولتعميق الانقسام؟" "