لماذا يسكت «شرف»؟ بقلم :ناصر فياض الأثنين , 05 سيبتمبر 2011 10:08 سؤال: لماذا يسكت الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء عن الجمعيات وبعض المنظمات التي تمارس أنشطة بدون ترخيص، وتسبب فوضي عارمة في المجتمع المصري؟!. هذا السؤال يجرنا إلي سؤال آخر عن سكوت «شرف» أيضا عن بقايا الفلول التي مازالت تدير قطاعات كبري، وترأس أجهزة ومؤسسات وصناديق وشركات وهيئات حكومية وعامة، هذه البقايا يعلم الدكتور شرف أنها تسبب فوضي واتجاهاً معاكساً للثورة، ويداها مبسوطتان للعبث والعمل لصالح نظام انتهي، وحزب بات من أطلال الماضي؟ أعتقد أن علي الدكتور «شرف» أن يستغل الفترة المتبقية لحكومته في إدارة شئون البلاد وهي بضعة شهور فقط في إقرار مبادئ وأعراف جديدة، وقوانين وتشريعات جديدة، وقرارات إدارية جريئة، تمكن الحكومة القادمة من البناء السليم، وعدم البدء من الصفر، مثل الحكومات السابقة، والملاحظ أن عدوي التصريحات، والكلام المعسول أصابت حكومة شرف، فالبيانات الصادرة من مجلس الوزراء توحي لمن يقرأها أن كل شىء أصبح مضبوطاً وأن أهداف ومبادئ، وقيم ومثل ثورة 25 يناير تم تنفيذها، أو علي الأقل تنفيذ الجزء الأكبر منها. الفهم الصحيح للبيانات يؤكد أن كلام وزراء الحكومة وكلام رئيس الوزراء نفسه، ليس مقدساً، بدليل أن أحد البيانات التي أصدرها د. شرف منذ أكثر من 40 يوماً تتحدث عن إجراءات صارمة، والضرب بيد من حديد علي جيوب الفساد. صدر البيان عقب اجتماع المجلس يوم 27 يوليو الماضي. وجاء فيه أن الحكومة اتخذت إجراءات مهمة لحماية أمن وسيادة الوطن تجاه المنظمات والجمعيات والكيانات الأخري والمنظمات الأجنبية التي تمارس نشاطا في مصر بدون ترخيص، وذلك بالمخالفة للقوانين المصرية ذات الصلة، وأردف البيان: أن نشاط المنظمات والجمعيات الأهلية يقوم علي التمويل الأجنبي المباشر بأشكال مختلفة، ومصادر عديدة، وأن هذا النشاط يعد شكلاً من أشكال التدخل الأجنبي. ويخالف الاتفاقيات التي تحكم العلاقات الدولية. هذه الفقرة حول الجمعيات الأهلية وبعض المنظمات الأجنبية تلاعبت بمشاعر المواطنين، وألهبت الحماس عند ملايين المصريين ضد الفساد المتفشي في هذه الجمعيات. الآن و40 يوماً، ولم نسمع عن أي إجراء ضد الجمعيات المخالفة، ولم نسمع عن قرارات أو حتي توجيهات حول نشاط الجمعيات المخالفة، وأسمائها، وأماكنها والأموال التي حصلت عليها، قيمتها، ومصدرها وكيف تم انفاقها، وعدد مرات التمويل في السنوات الماضية.. وهكذا.. لم نسمع عن أي إجراء من حكومة شرف تجاه هذه الجمعيات حتي الآن. الأمر لم يتوقف عند هذه القضية بل ينسحب عن كلام آخر صدر من مسئول كبير في مجلس الوزراء، حول قوائم سوداء لأشخاص ينتمون إلي مراكز حساسة في قيادة الحزب الوطني المنحل، ومازالوا يرأسون مواقع قيادية في الجهاز الإداري للدولة حتي هذه اللحظة، كلام المسئول الكبير المنسوب إلي رئيس الوزراء مر عليه أكثر من 6 أسابيع ولم يتم شىء حتي الآن، ولم تعلن قوائم الأسماء، أو حتي جزء من تلك القوائم، ولم يصدر التصديق النهائي لمرسوم بقانون الغدر الذي قيل أنه مخصص لمحاكمة المتورطين في قضايا فساد من هؤلاء الفلول. وقيل أيضا أن القانون الجديد يهدف إلي حرمان هؤلاء الفلول الكبار من ممارسة العمل السياسي لمدة 5 سنوات ويمنعهم من الانضمام للأحزاب أو المشاركة في الانتخابات بالترشح أو التصويت، كما يحرمهم من العمل في الجهاز الإداري للدولة لمدة 5 سنوات. حتي الآن لم يصدر القانون، ولم يبعد الفلول، وبقي الوضع كما هو عليه. علي الدكتور «شرف» أن يلتزم بكلامه، ويعلم أن مصر الثورة لن تسكت ولن تسمح بإطلاق كلمات أو بيانات أو تصريحات في الهواء للاستهلاك. انتهي هذا الوضع للأبد. nasserfayad@yahoo. com