خالد الصاوي يستكمل ثلاثية الإبداع ب "خاتم سليمان" مشهد من مسلسل خاتم سليمان كتبت: حنان أبو الضياء الأحد , 04 سيبتمبر 2011 20:14 ثمة عمل يجذبك من أولى حلقاته وتغتفر له بعض الهفوات التي يقع فيها لأنه فقط يحترم عقلية المشاهد ويتجنب توليفة الاسفاف والابتذال المعتادة، الى جانب الاداء المميز لنجومه، هذه المواصفات انطبقت بدون منازع على مسلسل «خاتم سليمان» ورغم أنه أول عمل درامي للسيناريست الجديد محمد الحناوي إلا أن هذا العمل يبشر بكاتب يملك ادواته ويعشق التفاصيل ويرسم الشخصيات بحرفية عالية الى جانب الاستغراق في ابداع الشخصية الرئيسية التي أداها «خالد الصاوي» وهي الدكتور «سليمان العريني» والذي قد تراه رمزاً غير مباشر الى المصريين قبل الثورة بكل ما فيهم من مقدرة على الابداع والتميز، وفي نفس الوقت تائهون لا يعرفون شيئا عن حقوقهم الى الحد الذي يؤدي بهم الى الضياع، وشخصية العريني قد يراها البعض غير منطقية بما فيها من مثالية وعطاء وفي نفس الوقت سلبي وتارك أمور حياته المصيرية في يد زوجته، ولكن هذا التباين في الشخصية هو ما أعطاه أهم مميزاتها الانسانية فهو لم يقدم شخصية مكتملة لا تعرف الخطأ البشري وقوية وقادرة على التفوق والادارة والعطاء، إنه يقدم شخصية رمادية الملامح حقيقية موجودة بداخلنا على درجات متفاوتة، تلك الشخصية المرسومة على الورق حولها ابداع «خالد الصاوي» الي شخصية من «لحم ودم» وتعيش بيننا وخلق نوعاً من الحميمية بينها وبين المشاهد، وهو أهم صفات وعبقرية خالد الصاوي الذي يذهب الى الشخصية ويدخل فيها حتي تصبح جزءاً منه وأعتقد انه من الممثلين الذين تسيطر عليهم الشخصيات فيصبحون جزءا منها. ورغم أن المسلسل يعد بمثابة تقديم للثورة ممثلاً لمرحلة المخاض الا أنه لم يكن فجاً في التناول ولا مقحماً الأفكار والأحداث فأصبح المشاهد نفسه مهيأ لتقبل فكرة التخلص من الظلم المستشري في المجتمع والمتمثل في الحكومة والحزب الحاكم ومجموعة من رجال الاعمال والطبقة العليا في الوقت الذي تهان فيه آدمية معظم المصريين على اختلاف مستواهم الاجتماعي. وقد ساعد على ظهور هذا التباين الواضح اداء الممثلين ومنهم مصطفي طلبة الذي ادى دور أحد رجال الحزب القادرين على خلط الحابل بالنابل وتزوير الانتخابات، ولقد تفوق في الاداء الذي جعل المشاهد يكرهه ويراه ممثلاً لكل النظام السابق، ولقد لعب اختيار الابطال دوراً رئيسياً في نجاح المسلسل وعلى رأسهم رانيا فريد شوقي وهى نموذج للمرأة المنفعلة دائما والتي تعد نموذجاً لكل مساوئ التزاوج بين السلطة ورجال الاعمال الى جانب أصحاب شركات الأدوية العاشقين لبيع الانسان واستنزافه واستخدامه كحيوانات تجارب، وهي في نفس الوقت المرأة الانيقة سيدة المجتمع، واذا نظرنا الى عنصر الشرطة وأمن الدولة والنيابة فإن السيناريست نجح في رسم شخصيات متبانية تظهر الخير والشر في تلك الاجهزة. وفي نفس الوقت اختار المخرج أحمد عبد الحميد الممثلين بعناية لاداء تلك الادوار بحرفية عالية ومنهم أحمد هاني الذي ادى دور وكيل النيابة الذي يعرف الحق ويحاول تطبيق القانون الذي لايعرف سوى الأدلة وهناك أيضا اداء مميز ليحيى أحمد ضابط الشرطة الملتزم والعاشق لعمله والذي يقع تحت تأثير سطوة الجهات العليا في الداخلية. إننا أمام عمل فني تضافر فيه العديد العناصر لانجاحه لذلك لم يشعر المشاهد بالملل وخاصة أنك امام احداث متلاحقة وقضايا متعددة، وأعتقد ان سر نجاحه ان كل واحد فينا كان يرى إحدى الشخصيات التي يعرفها فيه. وفي النهاية و«بخاتم سليمان» استكمل الصاوي ثلاثيته الرائعة في تقديم أعمال درامية ذات مستوى فني راق من خلال سيناريوهات جيدة وأداء مميز، وخلال تلك الثلاثية «قانون المراغي» و«أهل كايرو» و«خاتم سليمان» كان التباين واضح في الشخصيات ولكن الشىء الوحيد الذي يجمعها هو عبقرية خالد الصاوي في الاداء.