بلا شك، تعتبر قضية عودة الجماهير للمدرجات في ملاعب كرة القدم المصرية أحد أبرز الملفات التي تشغل بال عشاق الساحرة المستديرة في البلاد بمختلف انتماءاتهم. ويبقى النادي الأهلي أحد أبرز الأطراف الخاصة بمعادلة غياب الجمهور في الكرة المصرية بعد أن عانى الفريق الأحمر من خوض مبارياته بأبواب مغلقة في البطولات الأفريقية لمدة 3 سنوات منذ وقوع مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعاً للفريق الأحمر عقب لقاء المصري الشهير. وحضرت جماهير الأهلي مباريات معدودة على رأسها نهائي دوري الأبطال عام 2012 أمام الترجي التونسي باستاد برج العرب ومباراة توسكر الكيني بدوري الأبطال في العام التالي والزمالك بالجونة بنفس البطولة وأيضاً لقاء الصفاقسي التونسي بالسوبر الأفريقي باستاد القاهرة وأورلاندو بيراتيس الجنوب أفريقي في نهائي دوري الأبطال عام 2013 وسيوي سبور في نهائي الكونفيدرالية باستاد القاهرة عام 2014. وفي كل مرة، يخرج النادي الأهلي يطالب بإجراءات محددة لعودة الجماهير ويجري اتصالات بروابط المشجعين المنتمية للقلعة الحمراء ولكن لا جديد على الساحة، فالجمود يحيط بملف عودة الجمهور للمدرجات. «الوفد» حرص على استطلاع رأي مجلس إدارة النادي الأهلي في مسألة عودة الجمهور إلى المدرجات، وكانت البداية بالمهندس محمود طاهر رئيس النادي الذي طالب بقوة في تصريحات إعلامية سابقة بعودة الجماهير للمدرجات وفقاً لإجراءات محددة مع ضمان منه لجماهير الأهلي كي تحضر مباريات الفريق في بطولة الكونفيدرالية. وأكد عماد وحيد، عضو مجلس إدارة الأهلي، ل«الوفد» أنه لا بد من إنهاء حالة الجمود التي تحيط بملف عودة الجماهير للمدرجات والتفكير في سبل توفير حلول لإنهاء المشكلة. وقال وحيد إنه يرحب بعودة الجماهير للمدرجات لأنها أساس اللعبة والكرة المصرية فقدت الكثير بغياب المشجعين ولكن القرار في النهاية متروك للأمن الذي يتحمل مسئولية وطن يحارب الإرهاب في وقت عصيب موضحاً أن وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز سبق وأعلن أن الموسم الجديد سيقام بدون جمهور وهو ما تقبله مجلس الأهلي رغم رغبته في عودة المشجعين. ويرى وحيد أن مسألة عودة الجماهير للمدرجات لا بد أن تأتي بعد خطوات متسلسلة وممنهجة أبرزها تطبيق اشتراطات الأمن التي طلبتها النيابة العامة بعد أحداث بورسعيد بتركيب كاميرات مراقبة في جميع الملاعب وتوفير إجراءات لحماية الكرة المصرية من الشغب الجماهيري كما طالب بترتيبات أمنية محددة وأن يضطلع الجميع بمسئولياته وتهدئة حدة التعصب بين الجماهير من جانب أطراف المنظومة الكروية. وأشار إلى أنه يجب البدء بأعداد معينة من الجماهير في المرحلة الأولى مع إقامة مباريات الفريق صاحب الأرض بحضور جماهيره مثلما فعلت تونس من قبل حتى يعود الجمهور بشكل منظم. وأضاف: «في النادي الأهلي أقر مجلس الإدارة بمسئوليتنا عن جمهورنا والدولة في النهاية لها القرار الرئيسي في عودة المشجعين للمدرجات من عدمه». وأبدى وحيد تحفظه على اقتراح التعاقد مع شركات الأمن الخاصة لحماية الملاعب من الداخل، موضحاً أن ثقافة الشركات الخاصة غير موجودة في مصر ولها معايير وتجهيزات مع الأمن ستأخذ فترة طويلة كي يتم تطبيقها بالشكل الأمثل. وطالب عضو الأهلي بضرورة التصدي لبعض الشخصيات التي تشعل الخلافات بين الجماهير وتدعو للحشد والاستقواء بورقة الجماهير بين الآن والآخر وتسبب الاحتقان بخروجها الدائم عن النص. وعن دور مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي في مسألة عودة الجمهور، قال وحيد إن المجلس الحالي اكتفى بمراسلة الجهات الأمنية دون تقديم حلول واضحة لإنهاء الأزمة الخاصة بغياب الجمهور وكأنه أصبح «محولجي» للأمن. وأوضح أن اتحاد الكرة عليه أن يباشر مسئولياته ويساهم في تهيئة مناخ يساهم على تخفيف حدة التوتر بتطبيق صارم للوائح مع الاجتماع بكل أطراف اللعبة لإنهاء الخلافات التي تؤدي في النهاية لغياب الجماهير، مؤكداً أن كل هذه الأمور لم تحدث من المجلس الحالي.