يعاني مواطنو مركز ومدينة بيلا التابع لمحافظة كفر الشيخ أزمات يومية في كافة القطاعات سواء الصحية أو التعليمية وانهيار في الطرق والمواصلات، وما يحدث في مستشفي بيلا المركزي، كارثة بمعني الكلمة، فلا يجد المرضي حقهم بعد تحويلهم إلي مستشفيات المنصورة. أما الكارثة الأخري فهي إلغاء موقف أتوبيس وسط الدلتا وتحويله إلي جراج للسيارات المعطلة. «الوفد» تكشف المشاكل التي يعاني منها الأهالي. رضا عبدالحميد محمد، قال: إن المستشفي العام لا يقدم أي خدمة للمرضي، حيث كان يعاني طفلي من مرض وبائي وعندما دخلت الطوارئ طلب الطبيب شراء كافة المستلزمات الطبية من الخارج، حتي «الإبر» والأدوية. أما حمادة إبراهيم، فقال: إن الأطباء لا يهتمون بالمرضي، خاصة المصابين في الحوادث ويتركونهم يموتون في الاستقبال، نتيجة الإهمال وضعف الإمكانيات. وأضاف إبراهيم: إن زوجة شقيقي توفي الجنين في أحشائها ولم أجد أي إسعافات أولية حتي الأشعة طلبوا إجراءها في مركز خاص. ويشير مصطفي هيكل، سكرتير عام مساعد لجنة الوفد ببيلا إلي أن المستشفي يخدم أكبر عدد من المواطنين، حيث يبلغ عدد سكان بيلا 200 ألف نسمة، إلا أن المرضي يعانون من الإهمال الطبي، فقد قمت بتحرير محضر إثبات حالة منذ 3 شهور، بعد إصابتي بكسر في الذراع، وعند توجهي إلي المستشفي لم ألق الرعاية الطبية حيث فوجئت بأن جهاز الأشعة معطل، ولم يتم تقديم أي خدمة طبية، وجميع الأدوية قمت بشرائها من الصيدلية خارج المستشفي. في حين أكد مصدر داخل المستشفي، أن المكان يعاني من نقص في الأسرة غير الصالحة، بالإضافة إلي عجز في الأدوية والأجهزة الطبية، أيضاً لا يوجد جهاز أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي وأغلبية الحالات الحرجة يتم تحويلها إلي مستشفيات أخري. جميل مصطفي، أحد المرضي، قال: أصبت في حادث الأسبوع الماضي وحضرت إلي المستشفي لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة ورفض الطبيب توقيع الكشف الطبي مساء بدافع عدم انتقال فيروس «سي» لي، وطلب مني شراء الشاش والقطن والعودة في اليوم التالي لإجراء الفحوصات الطبية والأشعة، مؤكداً أن الرقابة غائبة في المستشفي. أما ميرفت أحمد محمد سلمان، إحدي الممرضات تعمل بقسمي الحروق والحوادث بالمستشفي، فتقول: صدر قرار من وزارة الصحة بصرف حافز للعاملين بقسم الحروق والقىء الدموي ولما كان المستشفي لا يتواجد به هذا القسم رغم أننا نتعامل مع هذه الحالات من المرضي الذين يتوافدون إلي المستشفي ولكن لم يطبق قرار صرف الحافز. وأضافت «ميرفت»: عند زيارة المحافظ للمستشفي تحدثت معه عن شكواي وطلبت تطبيق صرف الحافز فإذا به يرد عليّ بطريقة غير لائقة. وطالبت «ميرفت» رئيس الوزراء بزيارة مستشفي بيلا للوقوف علي الحقيقة. أما طارق محمد علي، موظف بالمستشفي، فيقول: إنه لم يتم تطبيق الحد الأدني للأجور ومازلت أتقاضي 900 جنيه. أما المشكلة الثانية في منطقة الحرفيين، حيث يعاني 37 شاباً من عدم توصيل المرافق للأراضي التي تسلموها من مجلس المدينة، حيث قال محمد إبراهيم الدسوقي، أحد الشباب: إن مجلس المدينة في عام 2012 قرر نقل الورش المغلقة إلي المنطقة الحرفية بكوم حمامو، وتم تخصيص 5 أفدنة، وتسليم كل صاحب ورشة من 10 مترات إلي 28 متراً حسب النشاط، وقام الشباب بإنشاء الورش ولم يتم العمل حتي الآن بسبب عدم توفير المرافق، حتي إن الصرف الصحي تم إنشاؤه بطريقة خاطئة. أما المشكلة الثالثة في مستشفي حميات بيلا، التي تشهد أزمة بسبب تخصيص دور كامل للإدارة الصحية منذ 7 سنوات، رغم حاجة المستشفي إلي المكان لكثرة عدد المرضي المترددين عليه. قال الدكتور حسام جميل: إن المستشفي في أمس الحاجة للدور العلوي، حيث إننا نخدم محافظتي كفر الشيخ والدقهلية، ويستقبل يومياً 100 حالة إصابة بالصدر والحميات، كما نعاني من عدم صيانة جهاز صورة الدم الذي يحتاج إلي تكلفة صيانة كبيرة والمواد الكيماوية، التي يستخدمها ب 350 جنيهاً ليست في قدرة المستشفي ما يضطرنا إلي استخدام كيماويات بديلة والأصلح تغيير الجهاز بجهاز آخر حديث. وطالب الدكتور عبدالعزيز نصر الجعفراوي، مدير المستشفي، بنقل المحرقة الطبية الموجودة بالمستشفي إلي مكان آخر حيث تمثل مصدر عدوي للمرضي، خاصة تلك النفايات الطبية الخطرة التي يتم إحضارها من كافة المراكز الطبية الخاصة والعامة ببيلا يتم حرقها في المحرقة، وتتسبب في إصابة مرضي الحميات المتواجدين للعلاج، وهم بحاجة إلي جو صحي يعفيهم من المرض. كما نعاني من عدم توافر الأمن، حيث إن مستشفي حميات بيلا يخرج من نطاق تأمين مديرية الأمن ونضطر للاستعانة بأفراد أمن خاص يكلفنا الفرد الواحد 600 جنيه يدفعها الأطباء لحمايتهم من أي تعديات. وأضاف: نحتاج 10 عمال أيضاً حيث أن قوة العمال 4 فقط، وقد أرسلت خطاباً لمديرية الصحة بتوفير العمالة، ولم يتم الرد حتي الآن. من جانبه قال محمد البيلي عبدالعاطي، سكرتير عام لجنة الوفد ببيلا: إن الأهالي يطالبون بمدينة جديدة مساواة بمطوبس ودسوق وكافة المدن الواقع لها ظهير صحراوي من خلال تخصيص جزء من الأراضي الواقعة علي الطريق الدولي لإنشاء مدينة بيلا الجديدة. مضيفاً أن محطة أتوبيس وسط الدلتا تقع وسط المدينة وكانت تخدم الركاب حتي عام 2008، إلا أنه تم إلغاء المحطة وتحويلها إلي جراج، ما جعل الطلبة وأهالي المدينة يعانون الأمرين، لصعوبة المواصلات. وأضاف أمجد عماد رياض، رئيس لجنة شباب بيلا: إن التوزيع الجغرافي للكليات في مدينة المنصورةوكفر الشيخ جعل الطلاب يسافرون يومياً ويعانون أزمة حادة في المواصلات، وإعادة الأتوبيسات سيقضي علي الأزمة التي يواجهها الطلاب والموظفون يومياً. وأشار الدكتور محمد القرش، نائب رئيس اللجنة، إلي أن هناك بعض القري لا يجد أهلها وسيلة للمواصلات علي رأسها كفر قتة وعزبة يوسف والكوم الطويل..ويطالب أهالي هذه العزب مجلس المدينة بتوفير عدد من السيارات لخدمتهم وإنقاذهم من أصحاب التوك توك الذين يمنعون أي سيارة تعمل لنقل الركاب. أما رفعت شاهين، القيادي الوفدي بمركز ومدينة بيلا، قال: يجب تطوير وتحديث عدد 2 مزلقان للسكة الحديد بمداخل المدينة لأنهما يمثلان خطورة بالغة، خاصة بعد تكرار الحوادث، ورغم وعد وزراء النقل المتعاقبين بتطوير المزلقانات إلا أن مزلقانات كفر الشيخ لم تمتد إليها يد التطوير. وأضاف شاهين: إن الأهالي وفروا مساحة 6 قراريط لإنشاء إدارة صحية ولم يتم البدء فيها إلي الآن، مطالباً بتغطية مصرف أبوعجام ببيلا، حيث يقع داخل الكتلة السكنية وتغطية 500 متر أخري أمام حي أبودشيش حتي الإدارة التعليمية. وطالب «شاهين» بالبدء في إنشاء مشروع الغاز الطبيعي علي وجه السرعة، لأن بيلا مازالت محرومة بالرغم من وجودها علي الشبكة القومية، وهذا المشروع سيوفر فرص عمل للشباب. وأشار «شاهين» إلي أنه تم اعتماد 20 مليون جنيه من القوات المسلحة لإحلال وتجديد المستشفي المركزي، ونأمل أن يكون التنفيذ من خلال الهيئة الهندسية بوزارة الدفاع. وأوضح «شاهين» أنه رغم إنشاء نادٍ لشباب بيلا ونُزل شباب، إلا أنه لم يتم تفعيل نُزل الشباب ويعد استاد بيلا الرياضي في المرتبة الثالثة علي مستوي الجمهورية، من حيث المساحة، ولكن جاء إنشاء المدرجات غير مطابق للمواصفات، ومازالت القضايا مستمرة في المحاكم نتيجة التنفيذ الخاطئ ولم تتم الاستفادة من المبني بالشكل الكامل.