السيسي يهنئ البابا تواضروس بمناسبة عيد القيامة المجيد    جامعة المنيا تحقق معدلات مُرتفعة في سرعة حسم الشكاوى    تفاصيل مشروعات الطرق والمرافق بتوسعات مدينتي سفنكس والشروق    تعرف على أسعار الأسماك بسوق العبور اليوم السبت    رفع أطنان من المخلفات وصيانة أعمدة الإنارة في كفر الشيخ    بإجمالي 134 مليون جنيه، رئيس مياه سوهاج يتفقد مشروعات مدينة ناصر وجهينة    القاهرة الإخبارية: تقدم ملحوظ في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة    كوريا الجنوبية: ارتفاع عدد الهاربين للبلاد من الشمال لأكثر من 34 ألفا    "3 تغييرات".. التشكيل المتوقع للأهلي ضد الجونة في الدوري المصري    إصابة 8 أشخاص في انفجار أسطوانة غاز بسوهاج    ضبط 37 مليون جنيه حصيلة قضايا إتجار بالنقد الأجنبي    الصحة السعودية تؤكد عدم تسجيل إصابات جديدة بالتسمم الغذائي    «البدوي»: الدولة تتبنى خطة طموحة للصناعة وتطوير قدرات العمال    محافظ الوادي الجديد يهنئ الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد    حملات لرفع الإشغالات وتكثيف صيانة المزروعات بالشروق    عاجل| مصر تكثف أعمال الإسقاط الجوي اليومي للمساعدات الإنسانية والإغاثية على غزة    روسيا تسقط 4 صواريخ أتاكمز أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم.    إندونيسيا: 106 زلازل ضربت إقليم "جاوة الغربية" الشهر الماضي    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    جيش الاحتلال يقصف أطراف بلدة الناقورة بالقذائف المدفعية    «الرعاية الصحية» تعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد القيامة وشم النسيم    صافرة كينية تدير مواجهة نهضة بركان والزمالك في نهائي الكونفدرالية    عفروتو يرد على انتقادات «التقصير والكسل»    وزير المالية: الاقتصاد بدأ بصورة تدريجية استعادة ثقة مؤسسات التصنيف الدولية    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة حديثاً لمدينتي سفنكس والشروق    أمر اداري لمحافظ الأقصر برفع درجة الاستعداد بالمراكز والمدن والمديريات فترة الاعياد    «أتوبيسات لنقل الركاب».. إيقاف حركة القطارات ببعض محطات مطروح بشكل مؤقت (تفاصيل)    سفاح فى بيتنا.. مفاجآت فى قضية قاتل زوجته وابنه    "دفنوه على عتبة بيتهم".. أبوان يقيدان ابنهما ويعذبانه حتى الموت بالبحيرة    "تطبيق قانون المرور الجديد" زيادة أسعار اللوحات المعدنية وتعديلات أخرى    5 ملايين جنيه إيرادات أفلام موسم عيد الفطر أمس.. السرب في الصدارة    تامر حسني يوجه رسالة لأيتن عامر بعد غنائها معه في حفله الأخير: أجمل إحساس    طرح البوستر الرسمي لفيلم «بنقدر ظروفك» وعرضه بالسينمات 22 مايو    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    ما حكم الإحتفال بشم النسيم والتنزه في هذا اليوم؟.. «الإفتاء» تُجيب    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    «القومي للمرأة» يشيد بترجمة أعمال درامية للغة الإشارة في موسم رمضان 2024    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    أسعار البيض اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    الصحة توجه نصائح هامة لحماية المواطنين من الممارسات الغذائية الضارة    رئيس هيئة الدواء يشارك في اجتماع «الأطر التنظيمية بإفريقيا» بأمريكا    عمرو وردة يفسخ تعاقده مع بانسيرايكوس اليوناني    تشكيل أرسنال المتوقع أمام بورنموث| تروسارد يقود الهجوم    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    حفل ختام الانشطة بحضور قيادات التعليم ونقابة المعلمين في بني سويف    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيارات الرئيس الخارجية تصب فى مجال التنمية الشاملة لمصر
نشر في الوفد يوم 01 - 09 - 2015

وصف السفير «عزت سعد» مساعد وزير الخارجية لشئون آسيا الأسبق وسفير مصر فى روسيا السابق العلاقات المصرية - الروسية بالراسخة والمتينة لاحترام القيادة السياسية الروسية والشعب الروسى خيارات الشعب المصرى، ولهذا تدعم روسيا الموقف المصرى فى الملفات السورية واليمنية والليبية ومكافحة الإرهاب، وفى انتخابها كعضو غير دائم فى مجلس الأمن خلال عامى 2016 و2017.. نظرًا لسياسات مصر الخارجية التى تقوم على التوازن وعدم الشطط والتدخل فى الشئون الداخلية للدول، وأكد أن روسيا ترى ثورات الربيع العربى ثورات دينية وليست شعبية ولهذا توترت العلاقات المصرية الروسية وكانت شبه مجمدة خلال حكم الإخوان، بعد أن وصلت إلى أفضل حالاتها خلال العشر سنوات الأخيرة من حكم «مبارك».. مضيفًا أن الصعود الروسى فى الشرق الأوسط أصبح واضحًا ويقابله تراجع فى النفوذ الأمريكى الذى غضب لقيام مصر بتنويع خياراتها وتوثيق علاقاتها مع دول مثل روسيا والبرازيل والصين وفرنسا، مما أفرز بعد 30 يونية سياسة مستقلة لمصر ولم يعد لأمريكا أى تأثير على سياستها الداخلية والخارجية.
ما هى النتائج السياسية لزيارة الرئيس إلى روسيا؟
نستطيع أن نقول إن الزيارة وفرت فرصة جيدة للرئيس للتشاور الوثيق مع شركائنا الروس بشأن عدد من الملفات المهمة خاصة أن الجانب الروسى يدعم الملف السورى، وأيضا ملف مكافحة الإرهاب والملف الليبى، والملف اليمنى بجانب تنسيق المواقف السياسية بشأن ملفات أخرى عادة يجرى تداولها فى نطاق مجلس الأمن والجهود الدولية عمومًا وقد يكون الرئيس طلب دعم روسيا لانتخاب مصر كعضو دائم فى مجلس الأمن خلال عامى 2016 و2017، وأثق تمامًا أن روسيا بدون الطلب المصرى ستمنح هذه الموافقة لاعتبارات موضوعية وعملية أهمها رؤية مصر للواقع الدولى وللعلاقات الدولية المعاصرة ولعملية إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهذه الأمور تتطابق مع رؤية روسيا فى هذا الشأن.
وماذا عن النتائج الاقتصادية؟
التعاون الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجارى بين الدولتين كان هو الهدف الأساسى من زيارة الرئيس «السيسى» إلى روسيا، خاصة أنها تأتى قبل جولة أسبوعية بدأها الرئيس اعتبارًا من 30 أغسطس الماضى وستشمل كلاً من سنغافورة و«الصين» و«أندونيسيا» ولهذا كانت زيارة الرئيس إلى روسيا من أجل الاسراع بدفع عملية الاقتصاد فى مصر مستثمرًا فى ذلك افتتاح قناة السويس الجديدة فى وقت قياسى، ثم اهتمامه بعدها بأيام بإصدار قانون باعتبار محور تنمية منطقة قناة السويس منطقة اقتصادية خالصة بما يحويها من مزايا للاستثمار الأجنبى لهذه المنطقة، واستثمار للزخم الذى شهدته العلاقات المصرية - الروسية على الصعيد السياسى خلال العامين الماضيين تمثلت فى لقاء الرئيسين «السيسى» و«بوتين» «4» مرات خلالها.
احتياجات مصر
وما هى أبرز الملفات التى تمت مناقشتها؟
التركيز الرئيسى فى هذه الزيارة كان على التعاون فى مجال الطاقة وظهر هذا من خلال الوفد المرافق للرئيس حيث كان وزيرا البترول والكهرباء وبالطبع وزير الخارجية ومدير المخابرات يحضران كأمر طبيعى ويحكم العلاقة الكبيرة بين مصر وروسيا خاصة فيما يتعلق بترتيب مكافحة الإرهاب سواء فى الإطار المؤسسى أو من خلال احتياجات مصر فى المجال العسكرى والتركيز فى مجال الطاقة ينصرف إلى اقامة محطة لتوليد الطاقة الكهربية من الطاقة النووية فى «الضبعة» والرئيس «بوتين» قال فى المؤتمر الصحفى للرئيسين إنه تم الاتفاق على إنشاء محطة «الضبعة» والموضوع أصبح فى يد الخبراء للتشاور فى الأمور الفنية والمالية، وإن التوقيع سيكون مسألة وقت، والموضوع الآخر إنه تم الاتفاق على توريد صفقات غاز طبيعى مسال من روسيا إلى مصر على مدار الأربع سنوات المقبلة، لتغطية احتياجات مصر فى هذا المجال.
وماذا عن الاستثمارات الروسية فى السوق المصرى؟
بالطبع كان يوجد اهتمام بزيادة استثمارات الشركات الروسية فى مصر خاصة العاملة فى مجال النفط والغاز بواسطة شركتى «جازيروم» و«برولوكويد» وهما تعملان فى مصر منذ سنوات.. ثالثاً تم التطرق إلى تنشيط الاستثمارات الروسية لأنها ضعيفة جدًا ولا تتناسب مع قوة وطبيعة العلاقات بين الدولتين.. خاصة مع تطوير محور قناة السويس والجانب المصرى يأمل بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية وتكون فاتحة لمزيد من الاستثمارات فى مصر، والرئيس «بوتين» قال: إن صندوق الاستثمار الجارى إنشاؤه حاليا بين مصر وروسيا والإمارات يمكن أن يساهم فى تمويل بعض المشروعات فى هذه المنطقة، وخلال زيارات كبار المسئولين الروس فى وقت سابق تم الاشارة إلى بعض هذه المشروعات منها مصنع لسيارات النقل واقامة محطة لتموين السفن فى المنطقة بالاضافة إلى المشروعات اللوجستية فى بناء الصوامع والمشروعات الأخرى.
ملفات المنطقة
وما أثر الزيارة الاقليمى فى المنطقة؟
طبعا لاحظنا خلال زيارة الرئيس أن ولى عهد «أبوظبى» كان موجود ولى عهد «أبوظبى» وكذلك الملك «عبدالله»، ملك الأردن، وهذه الدول تجمعها علاقات وثيقة للغاية مع روسيا، إن هذا التواجد الرئاسى له رسالة بأن هناك صعودًا واضحًا للدور الروسى فى ملفات المنطقة بدأ يتصاعد يوما بعد يوم فى الشرق الأوسط بالتعاون مع بعض الدول الصديقة مع روسيا.. والرسالة الأهم فيما يخص مصر أن الرئيس أكد فى المؤتمر الصحفى أن علاقات مصر مع روسيا أصبحت علاقات استراتيجية راسخة ومتينة وأن مرجع هذه العلاقات هو احترام القيادة الروسية والشعب الروسى لخيارات الشعب المصرى وأن الدعم الواضح والصريح والقوى الذى وجدته مصر من روسيا حتى قبل 30 يونية يؤكد على هذا.
وما تداعيات التقارب المصرى الروسى على النفوذ الأمريكى فى المنطقة؟
الصعود الروسى فى المنطقة يقابله تراجع واضح من جانب أمريكا، أو يوجد نوع من عدم الرغبة فى الانخراط الأمريكى بشكل كبير فى ملفات المنطقة ربما لتغيير مصالحها الآن التركيز الأمريكى حاليا على آسيا وخاصة «الصين» مع أن هذا لا يعنى أن أمريكا سحبت يدها تماما من الشرق الأوسط، لأننا نجدها فى الملف السورى مع أطراف كثيرة مثل روسيا ومصر والسعودية وإيران، ولكننا وجدنا أمريكا وقد عينت مبعوثًا خاصًا لسوريا وهو متواجد فى روسيا منذ 29 أغسطس الماضى للتشاور معها حول هذا الملف.
وما هى أسس التقارب والتعاون بين مصر وروسيا مع أن روسيا ليست الاتحاد السوفيتى ولا مصر تعيش زمن يوليو و«عبدالناصر»؟
الأطر الجديدة هى قاعدة المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، وهذا هو جوهر العلاقة الجديدة بين مصر وروسيا، واحترام الشأن الداخلى للآخر، واحترام السيادة، والندية فى التعامل، ومن كان له مصلحة مشتركة. لنا أن نفسر أى موقف يجرى فى إطار هذا العلاقة ولنا مصالح مع روسيا وأيضا روسيا لها مصالح معنا بنفس القدر بحكم ثقل مصر الاقليمى.
إذن وما هى المصالح الروسية فى مصر؟
مصالح روسيا مهمة جداً أولاً من الناحية الجيوسياسية، لأن روسيا يهمها أن تكون علاقتها وثيقة بمصر، لكى تلعب دوراً له أهمية فى ملفات المنطقة. وروسيا تكسب من علاقتها بمصر جدا على الصعيد الاقتصادى لأنها مستفيدة من تصدير السلاح والاستثمار فى مصر وهذا يوفر نافذة جيدة جدا على افريقيا وعلى العالم العربي.
احتياجات عسكرية
وما هى المصالح المصرية مع روسيا؟
مصر لها مصالح مهمة جدا لأن روسيا شريك مهم منذ ثورة يوليو 1952، ولو أخذنا التعاون العسكرى كمثال مستمر حتى الآن، والخبراء العسكريون يؤكدون أن حوالى 45: 50٪ من العتاد العسكرى للجيش المصرى هى ذات منشأ روسى أو سوفيتي، وبالتالى روسيا من الدول المهمة التى تقوم بتغطية احتياجات عسكرية مهمة للأمن القومى فى اطار استراتيجية تبنتها القوات المسلحة منذ سنوات طويلة لتنويع مصادر السلاح، وروسيا لها سمعة طيبة فى مجال المشروعات التى تستوعب عمالة كثيرة مثل السد العالي، ومجمع الألومنيوم والحديد والصلب، ومصر سلمت إلى روسيا قائمة ب95 مشروعاً بنيت بواسطة الاتحاد السوفيتى وطالبنا بإعادة تأهيل هذه المشروعات، والروس يدرسون هذا المطلب بمنتهى الجدية والعناية، وروسيا لها سوق قوامه 143 مليون نسمة، بالاضافة إلى الملايين الأخرى فى الدول التى كانت أعضاء فى الاتحاد السوفيتى يقترب من 250 مليون نسمة.
لكن هذا التقارب قد يدخل ضمن اطار التنافس بين روسيا وأمريكا وليس من مصلحة مصر أن تكون طرفاً فى هذا الصراع؟
علاقات روسيا بأمريكا ليست سيئة كما يتصور البضع وفى تقدير الروس أن هذا التوتر فى علاقتها مع أمريكا بسبب الملف الأوكرانى هو توتر مؤقت، ويوجد تعاون وتنسيق وثيق بينهما بشأن ملفات كثيرة وأمريكا ربما تكون غاضبة بقيام مصر بتنويع خياراتها وتوثيق علاقاتها مع الآخرين، مثل روسيا والبرازيل وفرنسا، ولكن مصر أكدت أنها لم تعد كما كانت قبل يناير 2011 أو يونية 2013 والآن يوجد شعب يتعين احترام ارادته. وأعتقد أنهم فهموا الرسالة جيدا وبدأوا تبنى مقاربة طبيعية تماماً فى تعاملهم مع مصر.
الاتجاه الصحيح
هل توجد أمثلة على هذا؟
بالطبع أولها بدء الحوار الاستراتيجى بين مصر وأمريكا بعد انقطاع 12 عاماً وافتتحه «جون كيري» ونظيره «سامح شكري» وعودة ال8 طائرات إف 16 المجمدة من المساعدات العسكرية، ولكن مصر اعتادت منذ ثورة 30 يونية على اثارة مسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان من الإدارة الأمريكية، وقد لاحظنا الكلمة الافتتاحية ل«كيري» عندما قال: نحن قلقون على أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر.. ورد عليه «سامح شكري» بأن مصر تتبنى نهجاً يقوم على دعم الحريات وحقوق الإنسان وتنشيط منظمات المجتمع المدني، وفى الوقت ذاته لن تتهاون مع العبث بالاستقرار الداخلى والإرهاب، وعندما عقب «كيري»، أكد أنه: نحن نتفهم أن مصر تواجه الإرهاب ويتعين عليها مواجهته، وهى تقوم بالمواءمة بين مقتضيات حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، ونحن سندعمها فى ذلك، وعلاقتنا مع الأمريكان تسير فى الاتجاه الصحيح، ومما يجب أن نحافظ عليه أنه منذ 30 يونية وحتى الآن أصبحت أمريكا ليس لها أى تأثير سياسى على سياسة مصر سواء الداخلية أو الخارجية.
العلاقات المصرية الروسية هل يتم استئنافها؟
لا نستطيع تجاهل هذه العلاقات القوية الراسخة، ولكنها توترت خلال حكم الإخوان فقط ودخلت حالة من الجمود.
كيف وما السبب قد رأينا «محمد مرسي» فى زيارة إلى روسيا؟
المشكلة أن حركة الإخوان فى مصر فقط وليس فى أى دولة أخرى مدرجة على قوائم الإرهاب فى روسيا. وكان تقييم الروس لثورات الربيع العربى أنها ثورات إسلامية وليست ثورات شعبية، وكان شيئا طبيعيا بعد ما تولت جماعة الإخوان السلطة فى مصر أن روسيا كفت يدها، ولاحظنا أن زيارة «مرسي» كانت غير موفقة والدليل أنه طلب مليار دولار قرض من روسيا، ورفع جماعة الإخوان من على قوائم الإرهاب، وهذا وذاك لم يتم، والروس استقبلوه لأنه يمثل مصر ولكن العلاقات كانت فى حدها الأدنى وشبه مجمدة.
.. وكيف كانت العلاقات المصرية الروسية خلال عهد «مبارك»؟
خلال العشر سنوات الأخيرة من حكم «مبارك» كانت على أفضل ما تكون، حيث تم التوقيع على وثيقتين مهمتين فى عام 2008 تم التعاون فى مجال استخدامات الطاقة السلمية فى المجالات النووية خلال آخر زيارة قام بها «مبارك» إلى روسيا، وفى يونية 2009 خلال زيارة «ميدفيديف» الرئيس السابق ورئيس الوزراء الحالى إلى مصر تم توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية وهو الاطار الذى على أساسه صيغت وثيقة «2+2» والتى بموجبها قام وزراء دفاع وخارجية الدولتين بزيارات متبادلة للدولتين، ووجود لقاءات قمة سنوية أو كل عامين، وهذا مهم لأنه بعد يناير 2011 وقبل يونية 2013 كانت القيادة السياسية المصرية تنظر إلى روسيا على انها البديل عندما تتعقد علاقاتنا مع واشنطن تتجه إلى موسكو وأعتقد أن الروس تفهموا الآن أنهم ليسوا البديل، ولكنهم شريك أصيل بعد أن قررت القيادة السياسية فى مصر المضى معهم فى علاقات استراتيجية أفضل تقوم على الندية والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.
النفوذ الروسى
.. وما هى أهم القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك التى يمكن أن يلتقى حولها الطرفان؟
هنا تظهر الميزة السياسية لعلاقات مصر مع روسيا، لأن مصر بعلاقاتها مع دولة عظمى ذات نفوذ مثل روسيا ستظل دائما عامل استقرار للسياسة الخارجية فى هذا الجزء من العالم، وفى مناطق أخري، لأن روسيا تعلم أن سياساتنا الخارجية تقوم على التوازن وعدم الشطط، بل بها اهتمام بمصالح الآخرين وعدم التدخل فى شئون الآخرين، واحترام اختياراتهم وسيادتهم الداخلية، وكل هذا يصب فى صالح الجانب المصري، ومن يتعاون معه من القوى الكبرى فى العالم، وبالطبع مصر تهتم بقضايا العالم العربى والشرق الأوسط وتسعى إلى نشر السلام والاستقرار فى المنطقة.
إذن ما هى الرؤية المشتركة والهدف حول المستقبل السورى؟
مصر وروسيا يتفقان على نقطتين مهمتين جدا فيما يتعلق بالملف السورى أولها: أن روسيا يهمها للغاية أن تتم تسوية هذا الملف بالوسائل السياسية السلمية بعيدا عن الحرب، ثانيا: ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى السورية وسلامتها الاقليمية بأى ثمن، وبالطبع هذا يتطلب الحفاظ على المؤسسة العسكرية السورية وعدم تفتيتها، وبالطبع مع هذا التوافق المصرى الروسى فى التسوية السياسية فى سوريا نجد مؤخرا أمريكا، تدعو التحالف الدولى لضرب «داعش»، وهذا الكلام بعيد عن المنطق وفيه ازدواجية فى المعايير، لأننا طلبنا نفس الموقف فيما يخص «ليبيا» وأيضا رفع الحظر عن تصدير السلاح إلى الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا فى «ليبيا» ولكن أمريكا غير مستعدة لهذا.
.. وهل يوجد تعاون لمحاربة الجماعات الإرهابية فى مصر وروسيا؟
بالطبع.. بل يوجد تعاون وثيق بين مصر وروسيا فى مجال الحرب على الإرهاب أولا من خلال الشق المخابراتى وهذا التعاون قائم بين أجهزة الدولتين، والشق الآخر هو توفير احتياجات مصر سواء كانت الفنية أو العسكرية لمكافحة الإرهاب وبالطبع مصر تتقدم بطلبات فى هذا الشأن ويتم الاستجابة لها دون أية تعقيدات من الجانب الروسي، بل إن الرئيس «بوتين» قال: إن الترسانة العسكرية الروسية مفتوحة على مصراعيها لمصر لتحصل منها على ما تريد.
.. وماذا عن استكمال الرئيس جولته الآسيوية وهل لها دلالة معينة؟
بالطبع.. بدءًا من زيارته إلى روسيا بشكل خاص لها دلالة، والرئيس «السيسي» قال: إن وجوده فى زيارة رابعة لروسيا كرئيس لمصر يعكس خصوصية وتميز العلاقات الاستراتيجية المصرية الروسية، ثم استكمال الرئيس فى جولة آسيوية إلى «3» دول عرفت بتجاربها التنموية الناجحة والتى يمكن لمصر أن تستفيد منها، وهى بصدد عملية التعافى الاقتصادي، وفيما يخص الصين التى أصبح لها مكانة متميزة فى العالم كله، علينا أن ندرك أن زيارة الرئيس إلى الصين جاءت بدعوة رسمية للمشاركة فى الاحتفالات بالذكرى السبعين على انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأيضا الرئيس «بوتين» مدعو إلى هذه المشاركة وبالطبع على هامش هذه الزيارة الرئيس سوف يغتنم الفرصة ويتباحث مع القادة الصينيين حول العلاقات الثنائية لكن المناسبة ذاتها هى للاحتفال، بالطبع البلد المضيف سيكون لديه من 20: 30 رئيس دولة. وبالتالى لن يوجد لديه وقت للمناقشات والتناولات للقضايا الثنائية مع كل دولة على مستوى القمة.
.. وماذا عن زيارة الرئيس إلى اندونيسيا؟
اندونسيا بلد مهم جدا للغاية رغم اننا أهملناه خلال العقود الماضية ومع هذا بعد الاطاحة بنظام «سوهارتو» جميع رؤساء اندونيسيا جاءوا إلى مصر بدءًا من أول رئيس منتخب وهو الرئيس «عبدالرحمن واحد» الذى زار مصر مرتين وكنت مرافقاً له فى احداهما، ثم جاءت من بعده «ميجاواتى سكارنو» لزيارة مصر عام 2001، ثم الرئيس السابق «سيسيليو» الذى زار مصر عام 2012، وبالطبع اندونيسيا شريكة لمصر وأكبر دولة إسلامية فى العالم من حيث عدد المسلمين، وزيارة الرئيس «السيسي» ستسد فراغاً كبيراً بين الدولتين، وستنقل العلاقات مع هذه الدولة المهمة إلى الأفضل، وعلينا أن ندرك أن اقتصادها هو القوة الدافعة لاقتصاد تجمع آسيا وهى اتحاد دول جنوب شرق آسيا التى تتمثل فى عشر دول، ولهذا جميع زيارات الرئيس الخارجية تصب فى مجال التنمية الشاملة لمصر فى شتى المجالات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.