تشهد دولة جنوب السودان خلافات بين رئيسها سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار الذي تحول لصفوف المعارضة على الرغم من توقيع اتفاق للسلام لم تجف أوراقه وبدأ يترنح على وقع الاتهامات المتبادلة بانتهاك الجيش لوقف إطلاق النار بين الجانبين. اتهم المتمردون في جنوب السودان، الجيش بخرق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ رسميًا في منتصف السبت الماضي بموجب اتفاق سلام تم توقيعه مؤخرًا، من خلال قصف مواقعهم على طول نهر النيل الأبيض. وقال ديكسون جاتلواك، المتحدث باسم المتمردين، إن «قافلة عسكرية تضم مركبين وسبعة زوارق مجهزة بمدافع تتنقل بين بور وبانيجار» في ولايتي جونقلي الشرقية والوحدة الشمالية. وأكد أن القافلة «تقصف كلما ترى مواقعنا على ضفة النهر»، مضيفاً أن «وقف الأعمال العدوانية بدأ في منتصف ليلة السبت، لكن الحكومة خرقته». وأضاف المتحدث أن التمرد سيبلِّغ اليوم منظمة ايجاد بخروقات الجيش. وعلي الجانب الآخر، أعلن المتحدث باسم جيش جنوب السودان الكولونيل فيليب أقوير أن متمردي رياك مشار هاجموا ملكال (عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية) مضيفاً أن المتمردين استخدموا قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة مما أدى إلى جرح جندي حكومي واحد. وأضاف «أقوير» أن «الاعتداء على ملكال استمر». وشددا على أن للجيش الحق في الرد على الهجوم دفاعاً عن النفس. غير أن المتحدث باسم المتمردين جيمس قاديت داك نفى أن تكون قواته هي البادئة بإطلاق النار، قائلاً: إن الحديث عن ذلك «غير صحيح، فقواتهم هي التي هاجمتنا قرب ملكال». وقال «كانوا يريدون الاستيلاء على المنطقة قبل سريان وقف إطلاق النار». و قال هايلمايكل جبريسيلاسي المتحدث باسم إيجاد، التي تضم إثيوبيا وكينيا وأوغندا والسودان والصومال وجيبوتي وجنوب السودان، إنه لا يعلم شيئاً عن أي حوادث حدثت. ووقع سلفا كير، في جوبا اتفاق السلام، وهذا ما فعله في 17 أغسطس في اديس ابابا زعيم التمرد، نائب الرئيس السابق رياك مشار. وينص هذا الاتفاق الذي يفترض أن ينهي 20 شهرا من حرب أهلية رهيبة على دخول «وقف لإطلاق النار» حيز التطبيق وأمر كير ومشار رسميا قواتهما بوقف المعارك لدى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والبقاء في مواقعها وعدم التحرك إلا في حالة «الدفاع المشروع». وقبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ، تبادل الفريقان تهمة شن هجومات جديدة، خصوصا في ولاية النيل الأزرق النفطية. وانتهكت جميع اتفاقات وقف إطلاق النار التي أبرمها حتى الآن كير ومشار منذ بداية النزاع، في الأيام أو الساعات التي تلت توقيعها. وجاء توقيع الطرفين على الاتفاق بعد أن مارست الأسرة الدولية ضغوطاً شديدة على كل من سلفاكير ومشار وهددتهما بعقوبات. ودعا مجلس الأمن الدولي إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق النار» في جنوب السودان، ولوّح بفرض عقوبات على الذين لن يحترموا الاتفاق.