حالة من عدم الثبات انتابت اسعار النفط "الخام برنت" في الفترة الأخيرة فأحياناً ترتفع وأحياناً آخري تنخفض، حيث سجل سعر البرميل 45 دولار للبرميل في منتصف شهر يناير من هذا العام، وعاد ليترتفع مرة أخري ليصل إلى 66 دولار للبرميل في منتصف شهر مايو. وخلال شهر أغسطس هبطت أسعار النفط الخام بشكل عام ليصل سعر البرميل الواحد إلى 49 دولار ومع نهاية الشهر وصل سعر البرميل 41 دولارًا، ثم عادت الأسعار للتعافي مرة أخري في الأيام الماضية ليصل سعر البرميل الواحد إلى110دولار في بداية شهر يوليو من هذا العام، وعاد لينخفض سعره مرة أخري خلال هذا الشهر ليصل سعر البراميل إلى 45 دولارًا. ويرجع ارتفاع أسعار النفط بشكل مفاجئ إلى تراجع مخزونات الخام الأميركية ما أدي إلى موجة صعود في أسواق الأسهم العالمية، فسجل الخام الأميركي مكاسب بلغت حوالي 17 بالمائة في جلستين منهيا ثمانية أسابيع متتالية من الخسائر. وهي أيضًا أكبر زيادة في يومين منذ عام 1990. وأنهت عقود الخام الأميركي لأقرب استحقاق جلسة التداول في بورصة نايمكس مرتفعة 2.66 دولار أو 6.3 % لتبلغ عند التسوية 45.22 دولار للبرميل، في حين خسرت أسعار الخام الفنزويلي ومشتقاته 7,9 بالمائة خلال أسبوع، لتصل إلى 36,48 دولارا في الأسبوع ال 12 على التوالي من الانخفاض. وبحسب الوكالة الأمريكية لمعلومات الطاقة فإن الطلب العالمي على النفط سيرتفع من 92 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي إلى 93.3 مليون برميل يوميًا في العام 2016، وبنسبة ارتفاع متوقع 1.4%، فيما يتوقع أن تحافظ منظمة أوبك على مكانتها وحصصها الحالية عند 40% في تلبية الطلب العالمي. آراء خبراء وأرجع عدد من الخبراء انخفاض أسعار البترول إلى وجود وفرة نفطية مفاجئة في الأسواق بسبب إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة والتي سعت لزيادة إنتاجها من هذا النفط فصارت هناك كمية عرض هائلة. كما أضافوا أسباب أخري، منها تراجع الاقتصاد الأوروبي وتباطؤ الاقتصاد الصيني وكذلك التنبؤات بعودة البترول الإيراني إلى الأسواق. أما الخبير في مجال الاستثمار طلال طوقان فقد أكد أن العالم مقبل على أزمة اقتصادية، مشيرا إلى أن دوامة الديون في الصين هي المشكلة لأن اقتصادها يعتمد على الدين أكثر. ولفت أن الأزمة لن تكون في الصين فقط لكن الصين دورها كبير، موضحا أن إعادة تقييم العملة الصينية وديون الشركات قد تعرض هذا العملاق الاقتصادي لاحتمال أزمة فشل سداد الديون. ماذا يحدث إذا استمر انخفاض أسعار النفط توقع تقرير صندوق النقد الدولي أن تشهد الدول المتقدمة نمواً ملحوظاً في اقتصادها إذا استمرت اسعار النفط في الانحفاض، فتوقع التقرير أن يتجاوز النمو في أمريكا 3.1% خلال 2015 و2016 بدعم من انخفاض أسعار النفط، في حين توقع انخفاض معدل النمو للمملكة العربية للسعودية إلى 3٪ في 2015، و2.7% في 2016، مقابل 3.6% في 2014، أما التراجع الأكبر، فكان للاقتصاد الروسي الذي يتوقع أن ينكمش إلى 3.8 % في 2015 و1.1 % في 2016 في حين بقيت التوقعات الخاصة بالصين على حالها مقارنة ب6.8 % في 2015 و6.3 % في 2016، ووحدها الهند ستسجل نموًا كبيرًا، يقدر ب7.5 % عامي 2015 و2016.