تجاوزات وتعديات لعقول يرثى لها، فالكل يلقي بمهامه المنوط بها على الآخر، حتى أصبح الكادر الذى نعيش بداخله مأساوياً، شعاره الفوضى على أرض بدون منطق لا يخجل من اختلال وتهلهل الواقع، وأصبح الإهمال شعارا للكوارث التى تشهدها محطات السكك الحديدية، على نطاق محافظات مصر. فمن محطات سكك حديد محافظة القليوبية لخط المرج شبين، تم رصد عدد من التجاوزات التى قام بها مواطنون أدمنوا مرض العشوائية، وحوّلوا محطات السكك الحديد إلى مقالب قمامة تارة، وتارة أخرى يتم استغلالها في الكسب والاسترزاق، وأخيرا لتربية الحيوانات التى لم تجد لها ملجأ سوى محطة السكة الحديد. علي رصيف محطة المرور الواقعة بمركز الخانكة، يتجسد الإهمال في أبشع صوره، فالمحطة نفسها حفلت بتلال القمامة والمخلفات على قضبان القطار وعلى الرصيف نفسه خلف الكراسي. ولجدران المحطة قصة أخرى، حيث سجلت المداخل المحيطة بالمحطة أبشع صورة للفوضى، فالجدران اعتلتها التشققات والكتابة بألوان الطلاء فضلا عن جوانب اخرى احتفظت بآثار حريق القمامة على رصيف المحطة. وعلى طول القضبان، تم رصد آخر المشاهد المتوقعة، فعلى آخر رصيف المحطة، حمار تم ربطه في أحد أعمدة الرصيف، وهو مشهد يندى له الجبين خجلا، فكأن صاحبه أراد إكمال صور الإهمال بربط حماره على الرصيف ليتواءم مع كل صور الفوضي الموجودة هناك. وعلى رصيف محطة الجمعية التالية لمحطة المرور، صورة أخرى من صور الاستغلال لمحطات القطار،فعلى الجانب الأيمن للرصيف توقف بائع للخضار بعربته التى يجرها حمار، ليبيع بضاعته للمواطنين ، وبالطبع لم يشغل الأمر ذهن أي مواطن موجود هناك، وبدا أن البائع والزبائن يشعرون بأريحية لممارسة عملية البيع والشراء في هذا المكان. أما في وسط الرصيف، فتجمعت أعداد كبيرة من «التوك توك». التى جعلت من المحطة المفتوحة في الشارع كموقف لها، لاصطياد الركاب. وعن الحمار الذى تكرر رصده في تلك المحطة أيضا، فقد بدا أنه مشغول عن أفكار الجميع بالبحث عن طعامه على قضبان المحطة نفسها. وفيما يخص قضبان المحطة، فحدث ولا خرج من قمامة وحجارة ومخلفات للحيوانات وربما البشر أنفسهم لمواطنين لا يفقهون معنى لاستخدام الأماكن. أما عن محطة 23 يوليو فقد تم استخدامها في غرض آخر، حيث تراصت «أكياس الزبالة»، الخاصة بقاطنى المنطقة، وأكياس أخرى متفحمة على القضبان، في صورة متوافقة مع كل المشاهد التى تم رصدها.