منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو لم تتوقف العمليات الإرهابية التي تستهدف القوات المسلحة المصرية وقوات الأمن، فشهدت العديد من المؤسسات ومديريات الأمن العديد من العمليات الإرهابية التي راح ضحيتها مئات من رجال الشرطة والجيش. وفي ذكرى مذبحة رفح الثانية التي استهدفت 25 مجنداً من الأمن المركزي في سيناء بعدما قام مسلحون بقطع طريقهم وإعدامهم بدم بارد، عاد الإرهاب ليطل برأسه القبيح مرة أخري، عندما شهدت مدينة شبرا الخيمة أمس انفجارًا هائلًا في محيط مبنى الأمن الوطني، إثر انفجار سيارة مفخخة، وسماع صوت الانفجار في مناطق متعددة في الجيزةوالقاهرة. وفور وقوع الحادث، أعلن تنظيم مسلح يدعي «الكتلة السوداء» Black bloc مسئوليته عن الحادث الإرهابي علي صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وبعد إعلان التنظيم بساعات قليلة أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس التابعة لتنظيم داعش الإرهابي مسئوليتها هي الأخري عن الحادث، ولم يتم حتي الآن التوصل للعناصر أو الجهة التي نفذت الحادث الإرهابي. توجهت «الوفد» إلي موقع الحادث لمعرفة تفاصيل الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر الأمن الوطني والخسائر التي لحقت ببعض المباني والمحلات المجاورة للمبني، كما تحدثنا مع بعض المصابين من أفراد الأمن المركزي المنوط بهم حماية المقر. تعرضت المباني السكانية والمحلات المجاورة لمقر الأمن الوطني الأضرار جسيمة فور وقوع الحادث الإرهابي، وتهدمت أجزاء من المباني بالكامل، وملأت الشروخ الشقق السكنية، وتبعثر الزجاج المكسور علي سلالم العمارات ومداخل الشقق. وقال أحمد عبد الرحمن «مدرس»، وأحد السكان الذين تعرضت شققهم لأضرار جسمية بعد وقوع الحادث: «إنه كان يجلس في الصالة وسمع صوت انفجار قريب منه ظن في بدء الأمر أنه زلزال ولكن عندما نظر من البلكونة التي تحطمت بعد الحادث وجد واجهة مقر الأمن الوطني محطمة تماماً. وأكد «عبد الرحمن» أنه نزل من منزله فور وقوع الحادث وحاول جاهداً مساعدة المجندين المصابين وإسعافهم». وكشف المجندون في جهاز الأمن الوطني، تفاصيل الحادث الإرهابي الغاشم. قال «المجند» محمد أحمد آدم، ل«الوفد»:» إنه تم تسليمه مهمة تأمين البوابة الخلفية للمبنى من ناحية الطريق القادم من القليوبية والمتجه إلى كورنيش النيل وميدان التحرير، وفي تمام الساعة الواحدة والنصف ليلا تقريبًا، حضر شاب في العقد الثاني من عمره يرتدى «تى شيرت اسود اللون وبنطال غامق» ولم يتمكن من تحديد ملامحه وترك السيارة وفر هاربًا إلى الجهة الأخرى وكان ينتظره آخر يقود دراجة بخارية بدون لوحات وفرا هاربين متجهين إلى منطقة القليوبية، وأضاف: بعد ان رأيت السيارة وتم ركنها امام مبنى الامن الوطنى وترجل منها قائدها مسرعا الى الجهة الاخري، أسرعت الى زملائى بالكمين لتفتيش السيارة ومعرفة ما بها إلا انها انفجرت بعد ثوان ولم نتمكن من فحصها وابطال مفعول ما بها . وأكد المجند «مكرم عوض»: «أنه لم يشاهد ملامح الجناة وأن الإشارة توقفت قبل الانفجار وتوقفت حركة السير قبلهما، مضيفًا أن السيارة انفجرت بعد هروب قائدها بأقل من دقيقة واحدة . كما روى شرطيان آخران تفاصيل إصابتهما واللحظات الأولى للانفجار عقب عودتهما من عملهما وحال قوفهما بإشارة المرور أمام مبنى الأمن الوطني قبل الانفجار مباشرة. وأكد المصابان، وائل نادي أبو زينة، أمين شرطة، بقسم شرطة الطالبية، وممدوح الحسيني، أمين شرطة بالنقل والمواصلات أنهما كانا يستقلان السيارة رقم «ا ل ج 3527» قيادة الثاني قادمين من عملهما حوالي الساعة الثانية صباحا فاستوقفتهما إشارة المرور المجاورة لمبنى الأمن الوطني موقع الانفجار. وأضافا أنهما عقب توقفهما بالإشارة للمرور فوجئا بوقوع انفجار صاحبه سحابة سوداء وتطاير زجاج السيارة التي يستقلاها مما أسفر عن إصابتهما، وأكدا أنهما شاهدا سيارة ملاكي كانت تقف بجوار السور الرئيسى لمبنى الأمن الوطني قبل الانفجار بثوانٍ. وقالت وهيبة محمد ربة منزل، إنها أصيبت بكسر في القدم إثر سقوط لوح زجاجي على قدمها أثناء تواجدها أمام أحد المحلات القريبة من الحادث، مضيفة أن الإرهاب الأسود يستهدف «الغلابة» في المنطقة، ولم تتذكر أي تفاصيل غير سماع دوي الانفجار ونقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأوضح مواطنون آخرون، أن المصابين تصادف وجودهم في الشارع على بعد نحو 150 مترا من مكان الحادث، أنهم فوجئوا بالانفجار الذي أسفر عن سقوط الزجاج على وجوههم وأجسادهم داخل المقهي الذي كانوا يجلسون عليه، ولم يشاهدوا سوى دخان كثيف. وقال الدكتور شريف سلين نائب مستشفي النيل للتأمين الصحي، إن إدارة المستشفى اتخذت كافة الإجراءات الطارئة، عقب سماعها دوي الانفجار وبعدما تم الاتصال بنقطة الشرطة داخل المستشفى والتأكد من قيام إرهابيين بتفجير مبني الأمن الوطني القريب من المستشفى. وأضاف «شريف» أنه تم استدعاء فريق الطوارئ إلى المستشفى، إضافة إلى التنسيق مع هيئة الإسعاف والذي استقبل 27 مصابًا بينهم سيدتان وتم علاج 9 أشخاص وخرجوا من المستشفى بعد تماثلهم للشفاء ووضع آخرين تحت الملاحظة. وروي أحد سكان العقارات الملاصقة لمبنى الأمن الوطني، والذي أصيبت ابنته جراء التفجير، ويدعي المهندس حمدي أحمد تفاصيل الانفجار قائلاً: «قبل صلاة الفجر فوجئنا بدوي انفجار ضخم تحطم معه زجاج نوافذ المسكن بالكامل.. وهرعت إلى غرف أولادي للاطمئنان عليهم حيث اكتشفت إصابة ابنتي بعد أن سقط على ساقها إحدي النوافذ» وأضاف: «حملت ابنتي إلى المستشفى لإسعافها وظلت والدتها معها هناك حيث يتم استجوابهما من قبل النيابة عن الحادث»، وظهر على المسكن آثار التفجير حيث تحطمت النوافذ فوق الأثاث وظهر في الأرض آثار للدماء. كما قالت أم مروة: إن الانفجار تسبب في كسر باب الشقة وكذلك النوافذ والزجاج في المنزل، قائلة: «الباب اتكسر والدخان دخل وولادي وقعوا من على السراير»، لافته إلى أنهم جميعا شعروا بالتعب بسبب اهتزاز المنزل والدخان الكثيف الذى ملأ البيوت، متابعة وهى تبكي «دمروا كل حاجة.. منهم لله .. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم» وقالت «أم فرغلي» ربة منزل إنها ظنت في بدء الأمر أنه زلزال فأسرعت بالخروج إلي الشارع، وأضافت: «مايرضيش ربنا اللي حصل ده بيوتنا تم هدمها وأولادنا أصيبوا».