شعار المخابرات الامريكية واشنطن (ا ف ب) الجمعة , 02 سيبتمبر 2011 11:39 كشف خلاف حول شركة خاصة للنقل الجوي عن اثباتات حول رحلات سرية نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) الاميركية لنقل مشتبه بهم في اطار "الحرب على الارهاب" التي انطلقت بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر، على ما نقلت الصحف الخميس. وافادت واشنطن بوست ان عشرات الرحلات المتجهة باغلبها الى بوخارست وباكو والقاهرة وجيبوتي واسلام اباد وطرابلس نظمتها شركة سبورتسفلايت الصغيرة التي تتخذ مقرا في لونغ ايلاند (ولاية نيويورك) عبر استئجار طائرة من شركة ريتشمور افييشن التي تلاحقها اليوم لفسخها العقد. وقدمت مخططات الرحلات ولوائح اسماء الى مسؤولين في السي اي ايه او لمقر الوكالة كوثائق اثبات في اطار المحاكمة الجارية في نيويورك، بحسب الصحيفة التي اطلعت على القضية عبر منظمة ريبريف غير الحكومية البريطانية المتخصصة في حقوق السجناء وعلى الاخص الذين احتجزتهم القوات الاميركية في قاعدة غوانتانامو في كوبا. ورفضت وزارة الداخلية الاميركية في اتصال مع فرانس برس التعليق على هذه المعلومات. وقال المتحدث باسمها مارك تونر "لا نعلق على قضايا مرفوعة امام المحاكم". وسعرت ريتشمور استخدام طائرة من طراز غلفستريم 4 المتوفرة في مهلة 12 ساعة ب4900 دولار في الساعة، وجنت ما لا يقل عن 6 ملايين دولار في ثلاث سنوات جراء عقدها مع سبورتسفلايت، بحسب وثائق رفعت الى المحكمة. وقالت صحيفة ذي غارديان البريطانية التي اطلعتها ريبريف ايضا على المحاكمة ان سبورتفلايت اكدت لمؤجر الطائرة ان "الزبون قال اننا سنكون منشغلين كثيرا". وتنقل الوثائق المطروحة امام المحكمة عن رئيس ريتشمور، مايلن ريتشاردز قوله "نقلنا موظفين حكوميين وضيوفهم". ووصفت واشنطن بوست احدى تلك الرحلات، حيث انطلقت احدى طائرات غلفسترين 4 في 12 اغسطس 2003 من مطار دالس في واشنطن وعلى متنها ستة ركاب متجهة الى بانكوك. وقبل عودتها بعد اربعة ايام حطت الطائرة في افغانستان وسريلانكا والامارات العربية المتحدة وايرلندا. ويتفق جدول رحلات الطائرة مع توقيف الاندونيسي رضوان عصام الدين الملقب بالحنبلي ويشتبه في كونه العقل المدبر لهجمات بالي التي اسفرت عن مقتل 202 اشخاص عام 2002. واوقف في تايلاند في اغسطس 2003، ثم احتجز ثلاث سنوات في سجون السي اي ايه السرية قبل نقله الى غوانتانامو في سبتمبر 2006. وافادت الغارديان ان الطائرة التي استاجرتها سبورتسفلايت قد تكون استخدمت بعد توقيف خالد الشيخ محمد الذي يشتبه في انه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001 وتعرض لاستجوابات قاسية يمكن اعتبارها تعذيبا و على الاخص الايهام بالاغراق 183 مرة في غضون شهر. كما تم التعرف الى طائرة سبورتسفلايت بانها استخدمت في اختطاف الامام المصري ابو عمر واسمه الحقيقي اسامة حسن نصر في ايطاليا، وهو عضو في المعارضة الاسلامية المتشددة وكان يحظى بلجوء سياسي في ايطاليا. في اواخر 2010 ادين 23 عنصرا في الوكالة الاميركية غيابيا وحكم عليهم بالسجن بين 7 و9 سنوات بسبب هذا الاختطاف في إيطاليا.