رغم انخفاض مؤشر العلاقة بين مصر وحماس، على خلفية عدة مواقف وقضايا، إلا أن وسائل الإعلام الفلسطينية تتحدث في الوقت حول زيارة إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى القاهرة غدا الثلاثاء. وقالت وكالة "نبأ" الفلسطينية إن وفدًا رفيعًا من حركة حماس يرأسه هنية، سيغادر قطاع غزة عبر معبر رفح، الذى سيفتح غدًا الثلاثاء لمدة ثلاثة أيام؛ فى زيارة خارجية لعدة دول عربية وإسلامية. وسيلتقى الوفد فى أول محطة له مدير المخابرات المصرية فى القاهرة، قبل أن يغادر إلى دول أخرى من بينها قطر وتركيا. خبراء الشأن السياسي رأوا أن تلك الزيارة لها مؤشرات ودلالات عديدة، وستخلف تحول في مجرى العلاقات المصرية مع حماس، وتثر أيضًا على القضية الفلسطينية. قال أيمن الرقب، السياسي الفلسطيني، إنه حتى هذه اللحظة لم يعلن الجانب المصري موافقته باستقبال وفد حماس، أو السماح لهم بالدخول عبر معبر رفح بشكل رسمي، مشيرا إلى أن الوفد لا يهدف مصر بشكل رئيسي إنما عدة زيارات يعقبها التوجه إلي قطر وتركيا. وأوضح أن اللقاء مع الجانب المصري يستهدف توجيه رسائل طمأنة بشأن الهدنة مع إسرائيل، وأنه لن يصل الأمر إلى بناء كيان لإسرائيل في فلسطين، ومصر ترفض إنشاء مثل هذا الكيان الذي تعتبره معادي لها، خاصة أن من يرعي مفاوضات الهدنة بين حماس وإسرائيل قطر وتركيا والجميع يعلم موقفهم من الوضع في مصر. وأوضح أن إسرائيل تدرك ثقل مصر ولن تغامر بالاتفاق مع حماس، فقط مجرد مراوغة لحركة حماس لتورطها للاعتراف بشروط الرباعية. وقال عبدالله المغازي، معاون رئيس مجلس الوزراء، إن الزيارة جاءت لبحث أهم المتغيرات في غزة ومعرفة الأزمات التي تمر بها في الوقت الحالي، والوصول إلى حلول لها، والاتفاق أيضًا على طريقة لرأب الصدع بين الفلسطينيين وبعضهم البعض، وبينهم وبين حركة حماس. وتابع المغازي أن الزيارة جاءت في أعقاب التراشق الحاد الذي وقع في الأيام الأخيرة بين حماس والسلطة في الضفة الغربية، من اجل إحداث بعض التلاحم بين الطرفين للصالح الفلسطيني. وأوضح أن الزيارة لها مسارين الأول، هو الاتفاق حول أهمية وجود حكومة توافق وطني تمثل الشعب الفلسطيني بأكمله، فلا يمكن استمرار التعامل على الفصل بين فلسطينغزةوفلسطين الضفة الغربية، لأن ذلك الانفصام يجعل إسرائيل هي الرابح الوحيد منه. وأشار المغازي إلى أن المسار الثاني سيكون حول علاقة فلسطين بإسرائيل؛ لأن هناك توتر شديد بين الجانبين، وفي ظل ذلك التوتر فإن إسرائيل هي التي لها اليد العليا، ولكن التوحد بين الفلسطينيين يعطيهم قوة أكبر من أجل التفاوض مع إسرائيل، والتي لا زالت تتعامل مع فلسطين على أنها جزأين في الضفة الغربيةوغزة. وذكر المغازي أن الزيارة دليلًا قويًا على حرص مصر على متابعة ومساندة القضية الفلسطينية، لأنها ترفعت عن أي تحفظات بينه وبين حماس من أجل فلسطين، وقررت قعد جلسة مع ممثلي عن حماس، وممثلين من السلطة لرأب الصدع. واستبعد المغازي أن تؤثر تلك الزيارة على علاقة مصر بحركة حماس، لأن المقرر مناقشته هو القضية الفلسطينية، وأي مشاكل أو علاقات أخرى لن تكون محل تباحث بين الطرفين، لأن القاهرة تعطي دومًا اهتمامًا بالقضية الفلسطينية قبل أي شيء أخر وأكدت سكينة فؤاد، مستشار الرئيس الأسبق، أنه لا حل لإنقاذ أي فصيل عربي إلا في تجمعه ووقوفه صفا واحدا، ولا بد أن يكون هناك إدراك لحجم مدى احتياج الدول العربية إلى وحدة الصف، لمواجهة الإرهاب. وأشارت فؤاد إلى أن الزيارة لا بد وأن تحمل مؤشرات لاستعادة الموقف العربي، ورأب صدع الصراع الفلسطيني، لاسيما أن حركة "حماس" على علاقة وطيدة بجماعة الإخوان، فضلًا عن أهمية القضية الفلسطينية في تلك الزيارة.