في أول حوار له كشف صلاح حافظ رئيس حكومة الوفد عن مفاجآت خطيرة حول الدولة العميقة، مؤكدا أنها تضم علي الأقل مليون مصري يتولون مناصب قيادية في الوزارات والمحليات والإعلام وأسواق المال والتكتلات العمالية والنقابات بالإضافة إلي أباطرة السوق السوداء وقال «حافظ» إن الدولة العميقة تحرق مصر، بعدما صارت من القوة لدرجة أنها تستطيع إسقاط الحكومة.. مشيرا إلي أن حكومة محلب عاجزة عن التصدي لها. ووصف رئيس حكومة الوفد حكومة محلب ب «حكومة إطفاء حرائق» مؤكدا أنها تدير البلاد بأفكار تقليدية لأنها تفتقد إلي الأفكار المبدعة. «حافظ» الذي تولي لسنوات طويلة قيادة قطاعين من أهم قطاعات الدولة ،وهما البيئة والبترول، وشاهد عن قرب كل ما يجري في كواليس الوزارات والهيئات، أكد في حواره للوفد أن كل الخطط التي شهدتها مصر في العشرين عاما الأخيرة كانت غير مجدية، مشيرا إلي أن لديه أملاً كبيراً في أن تنطلق مصر إلي مستقبل أفضل، مؤكدا في ذات الوقت أن حالة الإنسان المصري تثير الحزن وتردي الاخلاق يثير الخوف واستنزاف موارد الدولة كارثة يجب أن تتوقف. وقال رئيس حكومة الوفد إن حكومة مصر القادمة ستكون حكومة ائتلافية، ودعا إلي التقارب مع ايران، وقال: إن الاخوان قطعوا شرايين المصالحة مع الشعب المصري ولا سبيل لمواجهة ارهابهم سوي الملاحقات الأمنية وتطوير الاقتصاد.. في بداية الحوار سألته: هل ستقوم حكومة الوفد بنفس الدور الذي تقوم به حكومات الظل في الدول المتقدمة؟ - فقال: حكومة الوفد ليست حكومة ظل تقليدية، فالحكومة الموازية التقليدية، هي الحكومة التي تحاسب حكومة الأغلبية، وهذا الوضع غير موجود في مصر حاليا، لسبب رئيسي، وهو أن الحكومة الحالية ليست حكومة أغلبية، كما أنها لا تنتمي لفكر معين ولا لفكر سياسي واحد، ولكنها حكومة تكنوقراط، دورها هو إطفاء الحرائق وتجهيز البلاد لإجراء الانتخابات البرلمانية. وكيف تري أداء حكومة محلب؟ - حكومة محلب هي حكومة إطفاء حرائق. ماذا تقصد بحكومة إطفاء حرائق؟ - هناك مشاكل كثيرة جدا تفاقمت في مصر بعد ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013، ولهذا تم تشكيل حكومة تكون مهمتها الأساسية حل المشكلات القائمة. ولكنها وضعت مخططاً لمصر حتى عام 2030، فهل معني ذلك أن دورها لم يقتصر فقط علي إطفاء الحرائق؟ - بالفعل الحكومة وضعت تخطيطاً طويل المدى لمصر حتى عام 2030، وأنا شاركت في وضع هذا التخطيط، فكنت عضوا في لجنة الطاقة والتنمية المستدامة، ولكن في النهاية جاء التخطيط تقليديا، واعتمد علي أفكار من داخل الصندوق، ومصر الآن لا تحتاج فكرا تقليديا، وإنما تحتاج فكرا مبدعا وخلاقا ومن خارج الصندوق هل قلت رأيك هذا للمسئولين؟ - نعم.. كما قلت أنا كنت عضو لجنة الطاقة والتنمية المستدامة وقلت إن التخطيط الذي وضعوه تقليدي ومن داخل الصندوق وليس فيه أفكار غير تقليدية، وقلت أيضا إن قانون العمال الذي أصدروه ما زال يعتمد علي أفكار من داخل الصندوق. لمن قلت هذا الكلام؟ - للدكتور أشرف العربي، وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري. وماذا كان رده؟ - الوزير قال «مبحبش حكاية من داخل الصندوق ومن خارج الصندوق دي وفيه ناس أفاضل عملوا القانون».. وعلي كل الأحوال أنا أري أن كل الخطط التي تم وضعها طوال سنوات طويلة كانت كلها تحصيل حاصل. كل الخطط؟ - كل الخطط وكل المشروعات أيضا.. مثلا مشروع نظافة القاهرة والإسكندرية كان علي أعلي مستوي ، وكانت دراسته رائعة وتم طرحه للشركات العالمية، وتعهدت الشركات بأن تنفذ كل طلبات المصريين، وكانت القاهرة والإسكندرية عند بدء المشروع من المدن القذرة، وبعد تنفيذ المشروع صارتا من أقذر مدن العالم. ومن المسئول عن ذلك؟ - الذين خططوا للمشروع طبعا. وماذا كان خطؤهم من وجهة نظرك؟ - خطؤهم أنهم تجاهلوا النظام الذي كان قائما قبل المشروع،وهو نظام الزبالين، فهل معقولة في يوم وليلة تمنع الزبال؟.. متقدرش.. أنت لا تستطيع التحول من مرحلة لمرحلة أخري دون الاستفادة من الوضع القائم والبناء عليه وتطويره.. هذا حدث في كل المشروعات التي شهدتها مصر. وهل كنا في حاجة لشركات أجنبية أساسا لكي تجمع لنا قمامتنا؟ - أحيانا الخبرة تجبرك علي مثل هذا الأمر.. كنا عاوزين نعرف الخبرة المتقدمة في هذا المجال ونتحول بالتدريج إلي الاكتفاء بالشركات الوطنية وحدها. وهل التخلص من القمامة يحتاج إلي خبرة؟ - نعم.. يحتاج إلي فلوس وإلي خبرة، وأنا لا أحب العنجهية فإذا كنا مش عارفين نعمل حاجة فمفيش أزمة لما نستفيد من الخبرات الأجنبية. ولكن المشروع فشل علي يد الشركات الأجنبية صاحبة الخبرة؟! - لو لم يكن لدينا زبالين لكان المشروع قد نجح بشكل رائع ولكن الزبالين كانوا يحرقون العربات للشركات وكانوا يطلعوا البيوت وبيفرزوا الزبالة ويأخذوا المخلفات العضوية ويسيبوا الباقي مبعثر في الشوارع، علشان كده الحكومة موتت الخنازير. الحكومة قالت إن قتل الخنازير لحماية المصريين من خطر انفلونزا الخنازير التي انتشرت في مناطق كثيرة من العالم وقبل سنوات؟ - انفلونزا الخنازير ليس له علاقة بالخنازير.. كل الحكاية أن الحكومة قررت معاقبة الزبالين فقتلت الخنازير علشان الزبالين يبطلوا يطلعوا للمنازل ويفرزوا الزبالة في الشوارع وشركات النظافة تقدر تشتغل.. ونفس هذه الكارثة تكررت في مشروعات كثيرة جدا. مثل ماذا؟ - مشروعات لو طبقت في أي مكان في العالم لأحدثت طفرة كبيرة، ولكن هذه الطفرة لم تحدث في مصر، علي سبيل المثال، حكومة الدكتور أحمد نظيف حققت مؤشرات اقتصادية ايجابية جدا، في معدل النمو والاحتياطي النقدي ومعدلات الاستثمار وغيرها من المؤشرات الاقتصادية وكان المفروض أن تعود الفوائد إلي الطبقات السفلي ليشعر بها الجميع، ولكن الذي حدث هو العكس، الأحوال ساءت أكثر لدرجة أن الشعب قام بثورة، إذن هناك شيء قطع «الميه والنور» عن الطبقات الفقيرة. وما هذا الشيء؟ - الدولة العميقة. وما المقصود بالدولة العميقة؟ - الدولة العميقة هي مزيج من قوي كثيرة داخل المجتمع، بعضها ينتمي للدولة والبعض الآخر يتواجد في الأنشطة الموازية، وكلها تعمل على نشر الفساد والفوضى الخلاقة لتحقيق مصالحها والمدمرة للدولة. ومن هؤلاء علي وجه الدقة؟ - بعض مسئولي الإدارة المتوسطة وفوق المتوسطة في المحليات والوزارات والجهات الأمنية، والسلطة القضائية، وعدد من الإعلاميين في وسائل الإعلام المختلفة، إضافة إلي أباطرة السوق الموازية بما في ذلك تجار السوق السوداء والتجارة غير المشروعة، وقيادات بالنقابات والروابط والاتحادات والتكتلات العمالية، وبعض المتحكمين في سوق المال، وبعض المتحكمين في الصناديق المالية والصناديق ذات الطابع الخاص وجمعيات الإسكان، وبعض أعضاء السلطة التشريعية.. وكل هذه الفئات لديها ربط شبكي غريب فيما بينها. وماذا يفعل هؤلاء؟ - هم دولة داخل الدولة.. تنهب خيرات مصر وتوقف نموها وتعطل مسارها، وتنخر في جسد الدولة، تسبب حرائق في أماكن وتشعل حرائق في مناطق أخري لكي لا تصل إليها الحكومة وساعدهم في القيام بذلك سياسة المنع التي انتهجتها الدولة علي مر السنين، وهشاشة النظام التشريعي وسهولة اختراقه، وضعف الدولة وعدم قدرتها علي ضبط الإيقاع العام. وهل هي بهذه القوة؟ - أكثر مما يتصور الكثيرون.. فلديها القدرة علي إسقاط حكومات.. وأي حاجة تضر بمصالحهم يوقفونها. إلي هذه الدرجة؟ - طبعا.. واحد يحصل علي مليون جنيه وأكثر شهريا سيعمل المستحيل لكي تستمر مصالحه حتى ولو كانت علي حساب خراب البلد. وأين الحكومة من هؤلاء؟ - الحكومة مش ملاحقة عليهم ..وبالتفكير الحكومي الحالي لن تصل إليهم.. وهل الدولة العميقة الآن اخطر مما مضي أم أن خطورتها قلت بعد ثورتي يناير ويونيو؟ - الآن هي اخطر من أي وقت مضي لأنه انضم إليهم ناس جديدة. من هم؟ - كل الذين لا يريدون لمصر الخير من الإرهابيين وغيرهم، وكل الذين لا يريدون سوي تحقيق مصالحهم الخاصة فقط، حتى ولو علي حساب الصالح العام. هل معني ذلك أن أعداد مافيا الدولة العميقة يقدر بالملايين؟ - علي الأقل مليون .. في مصر 6 ملايين و300 ألف موظف حكومي اغلبهم ب «يوقفوا المراكب السايرة» ويحصلوا علي رشاوى، ولو كان الأمر بيدي، لأصدرت فورا قرارا بأن يجلس 3 ملايين موظف حكومي في بيوتهم. ترفدهم يعني؟ - لا.. يقعد في بيته ويحصل علي راتبه كاملا.. وهؤلاء سيكون علي رأسهم المخربون والمرتشون والذين لا يتعاملون جيدا مع الجمهور.. كل هؤلاء يقعدوا في بيوتهم ويشتغلوا عبر الانترنت وأكلفهم بأعمال يمكنهم أداؤها من منازلهم، ولكن لا يتعاملون مع الجمهور. وهؤلاء عندما يلزمون بيوتهم.. هيقللوا الزحام في الشوارع، وفي وسائل المواصلات، وفي استهلاك الكهرباء والمياه في أماكن عملهم. وما الحل في كارثة الدولة العميقة؟ - الحل انك تشوف الواقع الحالي.. أزماته وتحدياته وسبل تنميته.. فعلشان نطور البلد لازم نبدأ من الموجود.. يعني الموجود ده نعمل له قوام وشكل.. وتبدأ فورا في تنمية مزاياه وتقلل عيوبه وتستمر علي ذلك في إطار خطة مدروسة متكاملة.. ساعتها بتوع الدولة العميقة مش هيقدروا يوقفوها. وهل هناك أمل في القضاء علي هذه المافيا؟ - أنا لا أفقد الأمل أبدا.. وبطبيعتي عندي أمل في غد أفضل.. ولكني حزين علي حال الإنسان المصري حاليا. لماذا؟ - للأسف أغلب المصريين حاليا يفتقرون للحرفية في العمل.. كل واحد يسعي لكي ينتمي إلي جزيرة منعزلة يحمي فيها نفسه بنفسه، فالنظام العام لا يحميه.. وأيضا الأخلاقيات تدهورت جدا وهذا خطر كبير. إذن مشكلة مصر حاليا في الإنسان المصري نفسه؟ - ليس فقط.. فموارد الدولة فيها فاقد كبير جدا في كل القطاعات. وكيف تري إدارة الدولة؟ - الدولة.. تتخبط.. مرة يتحدثون عن إسقاط ديون الفلاحين ثم يتراجعون.. ومرة يقرون عقوبة السجن في قضايا النشر ثم يتراجعون وهكذا. وبرأيك ما الذي غير أحوال المصريين وجعل الكثيرين كما قلت لا يعملون بحرفية، ومن وراء انتشار حالة التردي الأخلاقي في مصر؟ - الدولة العميقة طبعا.. وبشكل جازم أؤكد أن ال 50 سنة الماضية كانت فترة موحشة وعصيبة.. الدولة وعدت بأن تقدم كل شيء.. وتقاعست عن تنفيذ وعودها بسبب الحروب وغيرها.. وكان عندنا منظومة تعليم متقدمة ولوجستيات متقدمة، لكنها بدأت تتدهور حتي تكونت الدولة العميقة وظهرت العشوائيات، وصرنا أغراباً في بلدنا. أعود إلي حكومة الوفد.. كم وزيراً في حكومتك؟ - حكومة الوفد تضم 28 وزارة.. ونائباً للوزارات النوعية مثل المرأة والشباب ونائباً للوزارات القطاعية, مثل الاتصالات والسياحة والتخطيط العمراني والإسكان والموارد المائية والطاقة والكهرباء. أشعر أن هناك شبهة كبيراً في فلسفة تشكيل حكومة الوفد، وفلسفة تشكيل حكومة محلب؟ - لا.. الفارق كبير حكومة محلب تطفئ حرائق.. احنا مش هنعمل كده.. أنا طلبت من كل وزير في حكومة الوفد يضع تصور دقيق للوضع الحالي في مجاله، وتصور للوضع المثالي، وتصور ثالث لكيفية تحقيق ذلك. وقلت أنا عاوز أشوف مصر الحالية.. ومصر اللي نتمني نعيشها.. مثلا قلت في مجال اللوجيستيات ونقل البضائع.. لازم نصل إلي أن كل من يريد سلعة يجدها وفقاً لمعايير الجودة، وفي المكان الذي يريده، في التوقيت الذي يريده وبالكمية التي يحتاجها وبسعر مناسب.. لو عندي نظام لوجستي كده يبقي أنا صح.. ترمومتر البلد هو منظومة اللوجيستيات والنقل. وكيف تري هذه المنظومة حاليا؟ - متخبطة.. وفيه سوق سودا في كل سلعة.. فيه عيوب في كل شيء في مصر، علشان كده حكومة الوفد تضم وزارات قطاعية ،علي رأسها وزارة لوجيستيات، ووزارة زراعة وصناعات غذائية، وزارة للخدمات الصحية، والحقيقة أن ما يشهده القطاع الصحي في مصر هو شيء من اللامعقول، فهل يعقل أن كل جهة في الدولة وكل وزارة وهيئة يكون لديها عدة مستشفيات، بخلاف مستشفيات التأمين الصحي التي تعاني أزمة خانقة. وكيف نحول هذا اللامعقول إلي معقول وشيء إيجابي؟ - يجب توحيد الكيان الطبي، نجمع كل هذه المستشفيات في كيان واحد يقدم الخدمة الصحية الجيدة للجميع.. نفس الشيء في المواصلات، كل جهة وشركة عندها مواصلاتها الخاصة تتولي توصيل العاملين إلي منازلهم، يجب وضع هذا كله في منظومة واحدة للنقل الجماعي.. ولو فعلنا ذلك سنقضي علي حالة الاستنزاف التي تتعرض لها موارد الدولة. وبالنسبة لأزمة التعليم في مصر؟ - العلم يتطور بشكل مستمر، وهناك مقولة تتردد في الخارج، وهي أن طالب البكالوريوس في الجامعة، سيجد أن المعلومات التي تلقاها في سنة أولي جامعة صارت بالية ولا تستخدم، ولهذا فكل 5 سنوات لازم يعملوا إعادة تأهيل للجميع.. والتدريب هناك مستمر ومتواصل، مينفعش أقول أنا أخدت الشهادة الجامعية وخلاص .. وأذكر زمان لما كنت مهندس عندما اسمع عن معلومة جديدة في التخصص بتاعي لا أنام إلا بعد أن أعرفها.. اليوم مستوي المهندس مثل الصنايعي.. معندناش مهندسين.. لازم التأهيل والتدريب المستمر. وماذا عن التعليم قبل الجامعي؟ - محتاجين علي وجه السرعة وضع مخطط لكل منطقة في مصر بحيث يكون لها مدارسها وكل خدماتها، فهل يعقل أن جزيرة الزمالك فيها 20 مدرسة و5 نواد و4 كليات.. الوضع دا لازم ينتهي.. ومينفعش مدرس يشتغل 20 حصة في الأسبوع في مدرسة ما، ونظيره في مدرسة أخري لا يعمل سوي 5 حصص مثلا.. مينفعش. والعجيب أنهم بيقولوا فيه مجانية تعليم في مصر.. في الحقيقة ما يوجد في مصر حاليا هو غلو التجهيل.. مدارسنا وجامعاتنا تقدم خريجين دون المستوي علميا وكمان بيدفعوا فلوس ضخمة لدروس خصوصية وغيره. وماذا عن رؤية حكومتك للسياسة الخارجية؟ - ليس في حكومة الوفد وزير خارجية.. فلا خلاف علي سياسة مصر الخارجية الحالية. وماذا عن المصريين في الخارج؟ - في حكومة الوفد وزارة خاصة للمصريين في الخارج.. تتولاها السيدة غادة الوكيل فالمصريون في الخارج كنز مهم، كما سيكون لهم دور كبير في وضع أفكار وطرح حلول من خارج الصندوق لمشاكل مصر. هناك أصوات لا تزال تطالب بتأجيل الانتخابات البرلمانية.. فهل تؤيد هذا التوجه؟ - بالعكس.. مصر تحتاج إلي إجراء انتخابات سريعة.. وحكومة الوفد تستعد بقوة لهذه الانتخابات.. مصر تحتاج إلي برلمان يقر خطة تنمية مصر لمدة 50 سنة، وكل حكومة تلتزم بهذا المخطط، ولا يتم تغييره إلا بموافقة ثلثي البرلمان.. وهذا أمر مهم.. حتي لا نظل ندور في دائرة مغلقة. وهل تتوقع أن يفوز حزب بالأغلبية المطلقة في الانتخابات المرتقبة؟ - لا.. محدش هيفوز بالأغلبية. وهل تعتقد أن يتسلل الإخوان إلي البرلمان القادم؟ - الإخوان سيتسللون ولكن ليس بنسبة كبيرة. ومع تعدد أزمات مصر.. برأيك من أين نبدأ المواجهة؟ - أنا ضد مواجهة الأزمات بشكل رأسي. لازم نشتغل بشكل شامل.. نشتغل علي كل الجبهات.. ونواجه كل الأزمات بشكل شامل. وما أخطر أزمات مصر من وجهة نظرك؟ - أخطر الأزمات.. أزمة التعليم والتأهيل وأزمة الصحة والطاقة والمياه. كنت نائبا لهيئة البترول.. فما تقييمك لمنظومة الطاقة الحالية؟ - 91% من الطاقة المستخدمة في مصر مصدرها بترول وغاز ونسبة قليلة فحم والباقي مساقط مائية.. وهذا نظام فاشل ويجب تعديله ليصبح الفحم والغاز والبترول مصدراً ل 75% من الطاقة ونعتمد علي مصادر الطاقة الأخرى، لأننا نستورد غازاً وبترولاً الآن. هل يمكن أن تتعاون حكومة الوفد مع حكومة محلب؟ - طبعا مستعدون للتعاون معها من أجل مصر.. ومن أجل مصلحة شعبها. وبرأيك من هو أفضل وزير في حكومة محلب؟ - وزيرا البترول والبيئة. ومن الأسوأ؟ - بلاش الأسوأ.. ولكن دعني أقول إني مش مبسوط من محافظ البنك المركزي بسبب سياساته المالية.. الناس مش عارفة تستورد قطع غيار بسبب شرط ال 50 ألف دولار في الشهر.. مما أحدث خللاً في الميزان التجاري.. باختصار النظام المالي مهترئ. لو أصبحت غدا رئيس وزراء مصر ما أول قرار تأخذه؟ - الضربة القاضية للدولة العميقة.. وأقعد نصف موظفي الحكومة في بيوتهم كما قلت. وهل تعتقد أن مصر قادرة علي دحر الإرهاب؟ - طبعا.. مصر قادرة علي دحر الإرهاب.. ولولا أن الإرهابيين يتلقون مساعدات مالية ولوجيستية من جهات خارجية لاندحر الإرهاب في مصر منذ فترة. وهل أنت مع التقارب مع إيران أم ضده؟ - حكاية الشيعة والسنة معركة وهمية وأنا مع التقارب مع إيران لأنه مفيد لمصر. وبرأيك كيف نحل أزمة الإخوان؟ - هذه الأزمة تفاقمت بصورة كبيرة.. وبعد أن تورطوا في الإرهاب والقتل خلاص مفيش حل سياسي ولا مصالحة الإخوان بإرهابهم قطعوا شرايين المصالحة.. والحل إننا نزود الملاحقات الأمنية للمتورطين في الإرهاب ونطور اقتصادنا.