مليونية العيد فى التحرير! بقلم: محمد أمين الاربعاء , 31 أغسطس 2011 03:50 تدوال السلطة فى الميادين أيضاً.. آلاف المصلين يؤدون صلاة العيد، بميدان مصطفى محمود بالمهندسين، لكن فى ميدان التحرير هناك مليونية.. ظلموا مصطفى محمود.. ولو كان العالم الراحل حياً، لكان قد صلى فى ميدان التحرير.. وربما خطب فى المصلين.. وربما اعتلى إحدى منصاته الثورية.. لا ميدان مصطفى محمود رمز المعارضة.. ولا هو سيكون رمزاً لجماعة «آسفين يا ريس»! العيد ثورة وفرحة ونصر.. تكبيرات المصلين فى العيد، كان لها طعم مختلف.. تشبه تكبيراتنا بعد نصر أكتوبر.. فالعيد فرحة ونصر.. وقد كبرنا بعد النصر، ونكبر يوم الفطر، ونكبر بعد الثورة.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.. تكبير وفرحة.. يقولون لا إله إلا الله وحده.. صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.. وبالأمس لم يختلف أحد.. كانت مليونية العيد مليونية لم الشمل فعلاً! مصر تجدد عهدها للوطن.. تخرج فى كل الميادين.. تعلن الولاء للوطن.. لا فرق بين التحرير ومصطفى محمود وروكسى.. كلها ميادين مصرية.. وكلها مساجد مصرية.. سواء فى شرم الشيخ أو فى عمر مكرم.. كانت فى الجلاء أو فى النزهة.. ربما الروح هى التى تغيرت.. عادت الروح وعاد الوعى.. عادت الابتسامة الصافية.. يهنىء المصريون بعضهم: عيد سعيد بلاش مبارك! الطريف أن هناك من يهنىء الآخرين فيقول: عيدك طنطاوى.. يقصد المشير طنطاوى.. كأن الأعياد ترتبط فى مصر باسم الرئيس أو القائد.. وكأننا نبحث عن رئيس، أو نبحث عن فرعون.. فكيف لو أصبح العيد عوا أو برادعى؟.. فى الأعياد الماضية كنا نتندر ونقول: عيدكم مبارك وكله سرور وشريف وعلاء وجمال وسوزان وعز ونظيف.. الآن نسيناهم جميعاً.. وأصبحوا فى طرة! هل نحن فراعنة حتى فى أعيادنا؟.. ندعو للراعى والرعية، فإذا ذهب الراعى وانكشح، دعونا عليه.. ثم تحدثنا أن الله كشف الغمة ونصر الأمة.. يقول وزير الأوقاف، إن العيد هذا العام، بطعم الثورة وطعم الحرية.. كما أن الوزارة تقوم باستعدادات مكثفة من أجل استقبال العيد، فهو يحمل طعم الحرية والديمقراطية، «لكونه أول عيد بعد زوال الغشاوة والغمة، من على أعين المصريين والمسلمين»! هكذا يبدو إحساس المصريين بالعيد.. فرحة وثورة ومفاجأة.. فقد فاجأنا العيد.. تصورنا أن الحسابات الفلكية شغالة.. عملنا حسابنا أن أول أيام العيد «الأربعاء».. وفاجأنا مفتى الجمهورية.. وغنت أم كلثوم الليلة عيد.. وسهرنا حتى الصباح.. إلى مليونية العيد.. رجالاًً ونساء وأطفالاً.. كأنهم ينتظرون الجائزة.. فلا حسابات فلكية مع الثورة ولا حسابات رئاسية مع الثورة! أعرف أن العيد فاجأنا.. وأعرف أننا لم نرتب للاحتفال فى التحرير.. رسمياً وشعبياً.. باعتباره العيد الأول للثورة.. ربما لأن المجلس العسكرى، لايريد البقاء فى ميدان التحرير.. وربما لأن حكومة شرف تريد أن تطوى صفحة التحرير.. ومع ذلك خرجت المليونيات، فى كل ميادين مصر.. ولم تذهب الكاميرات إلى شرم أو الإسماعيلية.. وصلى المشير طنطاوى فى الصف الأول! الله أكبر ولله الحمد.. نصر عبده وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده.. وانكشفت الغمة وزالت الغشاوة.. لم يدع الأئمة بأن يوفق رئيس جمهوريتنا.. فقد دعوا كثيراً دون جدوى.. المهم أنهم لا يدعون لأحد، ولا يدعون على أحد.. لا للرئيس القادم.. ولا على الليبراليين، أصحاب الأفكار الغربية الفاسقة!.. ويا وزير الأوقاف قل لهم: ادعوا لمصر فقط.. فهى تحتاج للدعاء الآن!