«ديمرتاش» يتهم «أردوجان» بصناعة التوتر ويطالب بالعودة لعملية السلام مع الأكراد أنقرةوواشنطن يتفقان على فتح قاعدة «انجيرليك» الجوية أمام قوات التحالف لضرب «داعش» جدد الطيران الحربي التركى شن غاراته الجوية على قواعد للمتمردين الاكراد في شمال العراقوجنوب شرق تركيا. يأتى هذا فى الوقت الذى أكدت فيه وزارة الخارجية التركية أن انقرة وقعت رسميا اتفاقا مع الولاياتالمتحدة يفتح قاعدة انجيرليك الجوية أمام التحالف الذي تقوده واشنطن ضد متشددي تنظيم داعش. وأكد المتحدث باسم الخارجية تانجو بيلجيتش للصحفيين خلال مؤتمر صحفي أن الاتفاق يختص فقط بقتال تنظيم داعش ولا يتضمن توفير دعم جوي للمقاتلين الأكراد في شمال سوريا. وقال رئيس الحكومة التركي أحمد داود أوغلو في بيان صادر عن مكتبه ان هذه العمليات الجوية جرت ضد «المجموعة الإرهابية» حزب العمال الكردستاني. وذكر 6 مواقع مختلفة استهدفت في شمال العراق، القاعدة الخلفية للمتمردين الأكراد. واضاف البيان ان الغارات دمرت «ملاجئ ومستودعات وقواعد لوجستية وكهوفاً يستخدمها حزب العمال الكردستاني». ومنذ اعتداء 20 يوليو في سوروج بالقرب من الحدود السورية الذي اسفر عن مقتل 32 من الناشطين الشباب المدافعين عن القضية الكردية، يقوم الجيش التركي بقصف مواقع لتنظيم «داعش» في سوريا وكذلك حزب العمال الكردستاني. وقال مسئولون إن الولاياتالمتحدةوتركيا لم تتفقا بعد على أي جماعات من المعارضة السورية يمكن تقديم الدعم لها في جهد مشترك للمساعدة على تطهير الحدود التركية من تنظيم داعش مما يسلط الضوء على الغموض الذي يكتنف خطة الحملة. وأعلنت واشنطنوأنقرة هذا الأسبوع عزمهما توفير الغطاء الجوي للمعارضة السورية المسلحة واجتثاث مقاتلي داعش سويا من القطاع الممتد على طول الحدود مع استخدام الطائرات الحربية الأمريكية للقواعد الجوية في تركيا لشن الهجمات. ويقول مسئولون إنه لا يزال يتعين حل مسائل في المحادثات مع تركيا تتعلق بعمق المنطقة التي ستمتد داخل سوريا ومدى سرعة بدء الطائرات الحربية الأمريكية في تنفيذ مهام قتالية من القواعد التركية. وقال مسئول كبير بإدارة الرئيس باراك أوباما للصحفيين «علينا أن نجلس مع الأتراك لنقرر ذلك.» واعترف المسئول أن هناك جماعات معارضة في سوريا «لن نعمل معها بالقطع». من جانبه اتهم زعيم حزب الشعب الديمقراطي التركي، صلاح الدين ديميرتاش، الحكومة التركية باستهداف الأكراد في سوريا من خلال المنطقة العازلة التي تخطط لإنشائها على الحدود السورية مع تركيا. واعتبر ديميرتاش أن العملية العسكرية التركية ضد مسلحي تنظيم داعش في سوريا غطاء لاستهداف حزب العمال الكردستاني الانفصالي. وحث تركيا وحزب العمال الكردستاني على العودة إلى عملية السلام. وتقول أنقرة إن هجمات مسلحي الحزب داخل تركيا جعلت محاولات الوصول إلى سلام «أمرا مستحيلا». وتصنف تركيا (والولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي) حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش جماعات إرهابية. واتفقت تركياوالولاياتالمتحدة على إنشاء منطقة عازلة داخل شمالي سوريا مقابل السماح للطائرات الأمريكية باستخدام قواعد عسكرية تركية لضرب تنظيم داعش. ويقول المحللون إن هذه المنطقة التي ستمتد لمسافة 90 كيلومترا، سوف تستخدم لتدريب المعارضة السورية المعتدلة. وتأمل الحكومة التركية أن يتسنى لها السماح لبعض اللاجئين السوريين في تركيا بالعودة إلى منطقة آمنة. ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أن تكون الولاياتالمتحدة أقرت الضربات التركية شمالي العراق. من جانب آخر، ألقت فرق الأمن التركية القبض على 35 مشتبها به، من خلال عملياتها ضد تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني و«جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري» في 5 ولايات تركية. وأفادت وكالة أنباء الاناضول التركية أن فرق الأمن التركية ألقت القبض على 35 شخصاً، بتهمة الانتماء إلى منظمات إرهابية في ولاية «ألازيج»، و«أرضروم»، و«ملاطية»، و«وان»، و«موش» من خلال عمليات أمنية متزامنة. كما اعتقلت قوات الأمن التركية 9 من حزب العمال الكردستاني، كانوا يحاولون الهجوم على مراكز للشرطة في بينكل شرقي تركيا. كما اندلعت مواجهات بين الشرطة وعناصر من حزب العمال الكردستاني، في مدينة ديار بكر، جنوب شرقي تركيا، بعد هجوم للحزب على مركز للشرطة في قرية ديكل. وعقد البرلمان التركي جلسة طارئة لمناقشة «الحرب على الإرهاب» التي تشنها الحكومة على تنظيم داعش والمتمردين الأكراد في وقت واحد ما يثير شكوك المعارضة في اهداف الرئيس رجب طيب أردوجان. ويرى حزب العدالة والتنمية الحاكم ان هذه الدورة البرلمانية ستكون مناسبة لتوقيع بيان مشترك حول مكافحة الارهاب تعبيرا عن «وحدة وطنية» حول أردوجان. لكن بعض نواب المعارضة يتهمون الرئيس التركي باتباع «استراتيجية التوتر» تمهيدا لانتخابات تشريعية مبكرة قد تسمح له بتخطي النتائج المخيبة للآمال التي حصدها في السابع من يونيو عندما فقد حزبه الغالبية المطلقة للمرة الأولى منذ 2002.