يواجه المسلمين في احتفالاتهم بعيد الفطر المبارك فى البلدان الغربية العديد من المشاكل والصعوبات، حيث تسمح بعض الدول لهم بالاحتفال وتضيق بعض الدول الأخرى عليهم، ورغم ذلك فإنهم يحاولون إبداء أكبر قدر من التماسك والتضامن الاجتماعي إزاءها. ويعدُّ عيد الفطر المبارك من المناسبات التي يظهر فيها تماسك المسلمين وتوحّدهم وتواصلهم، كرسالة منهم للسلطات تؤكد عزمهم على استمرار كفاحهم لنَيْل حقوقهم وإنهاء عقود التمييز. وترصد "بوابة الوفد" التحديات والصعوبات ومظاهر احتفال الجاليات المسلمة فى عدد من البلدان الغربية. أمريكا يستعد مسلمو أمريكا لعيد الفطر استعداداً خاصاً، حيث تقوم المنظمات الإسلامية في الولاياتالمتحدة، ومن أشهرها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، بحث المساجد والمراكز الإسلامية في الولاياتالمتحدة إلى مراسلة وسائل الإعلام المحلية (الجرائد والإذاعات، ووكالات الأنباء) بمدنهم ودعوتها إلى تغطية احتفالات المسلمين المحلية بعيد الفطر المبارك، وذلك ضمن جهود المسلمين في أمريكا لتوعية الإعلام والمجتمع الأمريكيين بالإسلام وبحياة وأعياد المسلمين، وذلك منذ 2001منذ فتره رئاسة جورج بوش الاب. لكن يشوب احتفال مسلمي أمريكا بالعيد بعض الصعوبات، من قبيل العيش في مجتمع لا يدين بدينك، بل وينظر إليك بنظرة الاتهام المسبق فالمسلمون يكونوا حريصون على الحصول على إجازة خاصة من أعمالهم يقتطعونها من إجازتهم السنوية ليقضوا هذا اليوم مع أسرهم. وفي يوم العيد، تلتقي الأسر المسلمة في إحدى المنازل أو الأماكن العامة التي يتفقون عليها لتبادل التهاني وتناول الأطعمة وأنواع الحلوى المختلفة التي تعدها الأسر العربية في هذه المناسبة، وتتعدد الاحتفالات الخاصة بعيد الفطر بين الجنسيات المختلفة من عرب أو باكستانيين أو أتراك أو هنود أو خلافهم. وتعد فكرة "البيوت المفتوحة" أفضل وسيلة للتغلب على الحنين للوطن، حيث يحتفل فيها أبناء الاسر المسلمة بأيام العيد بهدف توثيق الترابط والتقارب بين مسلمي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وخاصة في تلك المناسبات الدينية. ألمانيا تُعد الجالية المسلمة ثاني أكبر جالية في أوروبا، ما جعل بعض الأحياء الألمانية تبدو وكأنها قطعة من الدول الإسلامية، لاسيما في أوساط المواطنين الأتراك، فليس غريبًا مثلاً أن تجد بعض الشوارع التي تسكن فيها أغلبية مسلمة تمتلئ بالزينات والمصابيح في جدران المساجد والمباني تمامًا مثلما يفعل المسلمون في أية دولة عربية وإسلامية احتفاءً بقدوم العيد، بل إن العديد من المحال المملوكة لمسلمين ولغيرهم تمتلئ بأصناف الكعك وتلقَى إقبالاً كبيرًا من جانب المسلمين. ولكن تعاني الجالية المسلمة في أوربا بشكل عام وفي ألمانيا بشكل خاص من افتقاد دفء العلاقات الاجتماعية التي يتمتع بها نظراؤهم في العالم الإسلامي، وهو الأمر الذي يحاولون تعويضه من خلال التواصل الاجتماعي فيما بينهم، والحرص على الاحتفال بالعيد بصورة تقرب بين صفوف المسلمين، رغم وجود العديد من المعوقات التي تقف في وجه ذلك. النرويج رغم اعتراف النرويج رسميا بالإسلام منذ عام 1969م، وتسمح بتدريس التربية الدينية الإسلامية، وتقدم دعمًا ماليًا للمدارس والمراكز الإسلامية، يعد النقص الحاد في أعداد الدعاة والحملات الإعلامية التي تُشن على المسلمين؛ من أهم التحديات التي تواجه مسلمي النرويج. ومن ثم التقيد على الجاليات المسلمة بالنرويج من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر بالاضافة إلى عدم اعتراف غالبية الدول الأوربية رسميا بأعياد المسلمين، فضلا عن صعوبة الحصول على ساحات لأداء صلاة العيد وغياب الأجواء الاحتفالية التي تتميز بها البلدان الإسلامية، إلا ان هذه التقيدات والعراقيل لم تمنعهم من الاحتفال بالعيد وأجواءه. سويسرا تتكرر هذه العراقيل من جانب السلطات السويسرية مثل أغلب الدول الغربية، فلم تعد تعطى الأقلية المسلمة في سويسرا العطلات من أجل قضاء العيد والاستمتاع به وتسبب هذه المشكلة قلقا للمسلمين والأطفال الذين يضطرون للتغيب من المدارس، وتتعقد إذا جاء العيد في وقت الامتحانات ومثلها مثل بقية الدول في أوربا وأمريكا يعاني المسلمين في هذا البلد من الاضطهاد والتحيز العنصري. إيطاليا كانت مشكلة العثور على ساحات للصلاة واحدة من أهم الأمور التي تنغص على مسلمي إيطاليا فرحة احتفالهم بعيد الفطر، أما اليوم فقد منحت بلديات عديدة المسلمين ساحات مناسبة للصلاة خاصة في العاصمة روما. وفي ميلانو، يجتمع آلاف المسلمين لصلاة العيد في مسجد المعهد الثقافي ب"فيالي جينر"، وأغلبهم من ذوي الأصول المصرية. وفي صبيحة يوم العيد يخرج المسلمون مبكرا لأداء صلاة العيد في الساحات وبعد الصلاة يتبادلون التهاني ورغم تحسن أجواء الاحتفال بالعيد إلا أن المسلمين في إيطاليا لا زالوا يواجهون مشكلة العطلة؛ حيث لا تعترف إيطاليا هي الأخرى بأعياد المسلمين كعطلات رسمية، ما يضطر المسلمون للتقديم على إجازة للاستمتاع بالعيد. فرنسا تستقبل المساجد العيد منذ وقت مبكر بتعليق الزينات وتكثيف الأضواء، وفي ظل عدم اعتماد السلطات الفرنسية ليوم عيد الفطر كعطلة رسمية فإن الطلاب المسلمين يتغيبون عن مدارسهم؛ وتتسامح معهم العديد من المدارس الفرنسية. وقبل نهاية رمضان، يتزاحم المسلمون على المتاجر المختلفة لشراء مستلزمات العيد، الأمر الذي دفع العديد من المتاجر الفرنسية للإعلان عن تخفيضات واسعة للمشترين من المسلمين في نهاية رمضان. ويحرص مسلمو فرنسا أيضا على أن يكون عيد الفطر فرصة سنوية يعلنون خلالها عن تمسكهم بهويتهم الإسلامية، ولذلك فإن الكثيرين منهم يقومون بتهنئة بعضهم البعض بالعيد باللغة العربية. وتتميز منطقة "جوت دور" إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس بمظاهر الاحتفال بعيد الفطر بكل تقاليده وعاداته الشرقية؛ فالمهاجر العربي الذي يقطن هذه المدينة يشعر بأنه في إحدى مدن المغرب أو تونس، فمع الإعلان عن عيد الفطر يبدأ مسلمو المنطقة في تعليق المصابيح ذات الألوان المختلفة على جدران المساجد والمبانى . انجلترا "العيد في الساحة"، هو الاسم الرسمي لاحتفال الجاليات المسلمة بعيد الفطر بلندن، حيث يتوافد على المطاعم الكثير من أبناء الجالية للاحتفاء بالعيد ولتهنئة بعضهم البعض داخل ساحات كبرى مثل ساحة الطرف الأغر وسط العاصمة البريطانية. ومنذ الصباح الباكر، يستعد الباعة لاستقبال سكان لندن وسياحها باقامة معارض تضم مختلف السلع، من الاسطوانات المدمجة للأناشيد الإسلامية وتتجمع العائلات في الساحات التي تعرض لوحات فنية ذات طابع اسلامي وبعدها، تعلو نغمات الأناشيد الإسلامية في فقرات غنائية من مجموعة من فناني الغناء الإسلامي.