مرحلة جديدة من التطوير والتحديث تقدم عليها الشركة الشرقية «إيسترن كومبانى»، رائدة صناعة التبغ فى منطقة الشرق الأوسط بأسرها.. تقبل الشركة العملاقة على تنفيذ عدة مشروعات استثمارية ضخمة ذات عوائد اقتصادية وأبعاد سياسية فى غاية الأهمية، خاصة أن بعض هذه المشروعات سيتم بالشراكة مع عدة دول وشركات أفريقية لها ثقلها فى القارة السمراء التى بعدنا عنها فى فترات سابقة ونهرول حالياً لاستعادة مكانتنا بين هذه الدول.. حاورت واحداً من أهم الكفاءات الإدارية فى مصر والمنطقة العربية، وهو المهندس نبيل عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة الشركة الشرقية، ليحدثنى عن رؤيته لهذه الاستثمارات الجديدة، والدور المحورى الذى تلعبه الشركة فى الخطط التنموية لمصر خلال المرحلة المقبلة، وكانت السطور التالية.. فى البداية سألت المهندس نبيل عبدالعزيز عن أسباب توقف مشروع خط السكة الحديد لنقل العمال وخدمة المنطقة الصناعية إلى مدينة 6 أكتوبر فأجاب: - المشروع لم يبدأ بعد حتى يتوقف، ونحن فى الشركة الشرقية ليس عندنا أى مشاكل تتعلق بالمشروع، ولكن الكرة فى ملعب وزارة النقل والسكك الحديدية وهيئة الطرق والكبارى، ومن جانبنا، قمنا برصد 300 مليون جنيه لتنفيذ هذا المشروع العملاق الى يخدم أبناءنا العاملين بالشركة، وهم بالمناسبة أكبر عدد عمال يعمل بأى شركة سواء تابعة لقطاع الأعمال العام أو الخاص (14 ألف عامل). وهل سيقتصر الأمر فى المجمع الصناعى ب6 أكتوبر على خط السكة الحديد أم أن هناك مشروعات أخرى تعتزمون تنفيذها خلال المرحلة المقبلة؟ - نفكر بجدية فى إنشاء ميناء جاف للحاويات لخدمة الشركة وباقى الشركات فى المنطقة الصناعية بمدينة 6 أكتوبر وهيئة الموانئ تمتلك مساحات وغير مستغلة، ونحن لدينا الإمكانيات لاستغلال هذه المساحات لتنفيذ مشروع الميناء الجاف لخدمة التصدير والاستيراد فى الشركات الصناعية بمنطقة 6 أكتوبر. قمتم مؤخراً بزيارة إلى عدة دول أفريقية.. هل لنا أن نتعرف على تفاصيل هذه الزيارة والغرض منها؟ - بالفعل زرت مؤخراً ومعى بعض أفراد من قيادات الشركة الشرقية دولتى مالاوى وزيمبابوى وهما من الدول العريقة والكبيرة فى إنتاج التبغ على مستوى العالم، وليس أفريقيا فحسب، والتقينا مع رئيس الجمهورية المالاوى وقيادات شركة «مالاوى كيف كومبانى»، وهى شركة حكومية تعمل فى مجال التبغ، واتفقنا بشكل مبدئى على الدخول فى شراكة لإنشاء مصنع لتجهيز الأدخنة المعدة لصناعة السجائر، كما زرنا زيمبايوى وأجرينا مباحثات مع شركات زيمبابوية من القطاع الخاص واتفقنا أيضاً بشكل مبدئى على الدخول فى شراكة لإنشاء مصنع آخر لتجهيز الأدخنة وتلقينا عدة عروض عالمية فى هذا الشأن للدخول ضمن هذه الشراكة، وأحب أن أضيف فى هذه النقطة أننا ندرس أيضاً الدخول فى شراكة مع إحدى الشركات الكبيرة من جنوب أفريقيا لإنشاء مصنع للمعسل بكافة أنواعه هناك.. كل هذه المشروعات ستساعد إلى حد بعيد على جلب موارد أجنبية للخزانة العامة للدولة، بالإضافة إلى خلق فرص عمل لكفاءات مصرية للعمل فى هذه الدول مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه الشراكات أصبحت مطلباً ضرورياً فى الوقت الراهن فى ظل سعى الدولة بكافة أجهزتها لإقامة علاقات اقتصادية وسياسية قوية مع كافة دول القارة السمراء. أعود مرة أخرى وأسأل سيادتكم عن المردود الاقتصادى لهذه المشروعات وما هو حجم العائد من النقد الأجنبى تحديداً؟ - بعون الله إذا وفقنا فى إقامة هذه المشروعات سيكون العائد الاقتصادى كبيراً جداً ويكفى أن أقول لك إننا سنوفر ما لا يقل عن 50 أو 60 مليون دولار سنوياً من استيراد الأدخنة والتبغ تمثل 10٪ من استهلاك الشركة من الأدخنة. قمتم مؤخراً بزيارة إلى مشروع قناة السويس الجديد.. ما مغزى هذه الزيارة؟ - أصارحك القول.. أولاً قمنا بهذه الزيارة بدافع وطنى أولاً وأخيراً، الأمر الثانى أننا ندرس بصورة جدية إقامة مشروع لوجستى ضخم على مساحة 250 فداناً بأرض محور قناة السويس بجانب مصانع يتم تخصيص إنتاجها لتصدير السجائر والمعسل. ألا يوجد هناك جديد بشأن جموع العاملين فى الشركة، خاصة أن أعداد العمالة تتزايد بشكل لافت للنظر عاماً بعد الآخر؟ - دعنى أؤكد لك أن عمليات التطوير والتحديث وضخ الاستثمارات الجديدة نهدف منها فى المقام الأول الارتقاء بحياة كل موظف بالشركة الشرقية لأن هؤلاء الموظفين والعمال هم السبب الرئيسى وراء كل نجاحات الشركة.. وأحب أن أكشف لكم عن خبر جديد، وهو أننا بصدد إنشاء مدينة سكنية عملاقة للعاملين بالشركة، وسنبدأ بالشباب المقبل على الزواج، ونجرى اتصالات فى الوقت الحالى مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتخصيص الموقع، وسيتم تخصيص الوحدات بمنتهى الشفافية وبضوابط صارمة غير مسموح لأحد مهما كان بالخروج عنها، وبمشيئة الله سنبدأ المشروع ب«700» وحدة سكنية بقروض ميسرة. إلى أى مدى تشكل عمليات الإحلال والتجديد أعباءً على الشركة؟ - لا نجاح لأى شركة أو مشروع صناعى ضخم مهما كان دون إجراء عمليات إحلال وتجديد، وهو أمر فى منتهى الأهمية، ونحن فى الشركة الشرقية تكلفنا عمليات الإحلال والتجديد مبالغ وأرقاماً كبيرة جداً ولك على سبيل المثال لا الحصر، كلفتنا الآلات والمعدات الخاصة بلصق طوابع البند رول أكثر من 46 مليون جنيه، وكلفتنا الآلات والمعدات الخاصة بتمويل صناعة المعسلات آلياً أكثر من 12 مليوناً، وقمنا بإنفاق أكثر من 31 مليوناً على إعادة تأهيل بعض الماكينات بالإضافة إلى أعباء مالية رهيبة جداً خاصة بمتطلبات حماية البيئة من التلوث ومتطلبات وزارة الصحة، وتركيب مهمات كهربائية للربط بين محطة القوى وتركيبات تكييفات مركزية، وأجهزة معامل وأشياء أخرى من هذا القبيل. باشمهندس.. بصراحة شديدة هل تواجهون فى الشركة صعوبات فيما يتعلق بتوفير احتياجاتكم من النقد الأجنبى خاصة أنكم مستورد صافٍ وكبير للتبغ والأدخنة؟ - بالفعل تأثرت نتائج الشركة فى الفترة الأخيرة بشكل كبير جداً نتيجة انخفاض قيمة الجنيه أمام سلة العملات الأجنبية الأخرى (الدولار واليورو).. انظر كيف تطور سعر صرف الدولار خلال الثلاثة أعوام الأخيرة حتى كسر حاجز السبعة جنيهات ونصف الجنيه، بالإضافة إلى ارتفاع عمولات فتح الاعتمادات من 1 إلى 2٪ بدلاً من واحد فى الألف، وذلك لقلة المعروض من العملات علماً بأن الشركة تقوم بفتح اعتمادات تتجاوز سنوياً مبلغ ال360 مليون دولار، كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى زيادة أعباء الشركة، وهو الأمرالذى ينعكس بدوره على تكلفة الإنتاج.