أسئلة عديدة دارت في ذهن المتابعين لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني ومدى خطورته على المنطقة، وتساءل الكثيرون ما هى آثار الاتفاق الذى توصلت إليه إيران؟هل الشعب الإيرانى والأمريكى مؤيد لهذا الاتفاق !؟ أم هناك بعض الاختلافات فى وجهات النظر بين البلدين؟. نص الاتفاق النووى على عدم استيراد إيران لأى قطع تدخل فى صناعة الصواريخ البلاستية والتى تستطيع ان تحمل الرؤس النووية,و تقييد البرنامج النووي الإيراني على المدى الطويل مع وضع حد لتخصيب اليورانيوم لا يتجاوز عتبة 3.67 في المائة, وتحويل مفاعل فوردو وهو المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم إلى مركز لأبحاث الفيزياء والتكنولوجيا النووية ,وخفض عدد أجهزة الطرد المركزي بمقدار الثلثين إلى 5060 جهاز فقط ,والسماح بدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكل المواقع الإيرانية المشتبه بها، ويشمل ذلك مواقع عسكرية يتم الوصول إليها بالتنسيق مع الحكومة الإيرانية. ولكن من النقاط الايجابية فى الاتفاق النووى الإيرانى هى رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران بشكل تدريجي بالتزامن مع وفاء طهران بالتزاماتها في الاتفاق النووي ,وتمكن إيران من تصدير انتاجها من النفط بكامل قوتها فور بدء تنفيذ الاتفاق ,وينص ايضا على التعاون بين الدول الكبرى وايران فى مجالات الطاقة والتكنولوجيا ,واعتراف القوى الكبرى بالبرنامج النووى الايرانى السلمى,وحفظ البنية التحتية النووية الايرانية ,والاحتفاظ بمنشأة اراك لأنتاج الماء الثقيل وتطويرها ,واضافة احدث الاجهزة والتقنيات والمختبرات والمنشأت الجديدة. احتفالات فى ايران يرى الشعب الايرانى مكاسب كثيرة فى هذا الاتفاق, فسياسيا يعتبر الرئيس الإيرانى حسن الروحانى إنجازا عظيما قائلا "إن بلاده حققت كل أهدافها" و يذكر أن الرئيس قد وعد فى برنامجه الانتخابى بإنهاء العزلة الدولية المفروضة على إيران. وقد بدأت الدول الاوربية فى تحضير وفودها لزيارة طهران من أجل ترتيب سبل التعاون بين البلدين, وفتح السفارات ,و أعلنت ألمانيا قيام وفد برئاسة أنجيلا ميركل بزيارة طهران يوم الأحد, بينما تتحضر فرنسا بقيام بخطوة مماثلة فى وقت قد اعلنت فيه بريطانيا بفتح سفارتها فى البلاد. وصرح على خامنئى المرشد الأعلى الايرانى "أنه يجب اتخاذ الإجراءات القانونية حتى لا تنتهك الأطراف الأخرى الاتفاق النووي ,وأن بعض أعضاء الدول الست الكبرى ليسوا جديرين بالثقة ,وأن هناك إجراءات قانونية يجب على أطراف الاتفاق الأخرى اتخاذها حتى لا يتم خرقه". وبينما يحتفل الشعب الايرانى بالاتفاق يطل مشهد مختلف فى واشنطن. تبدو الصورة مغايرة في واشنطن، التي انهالت عليها تصريحات الإدارة الأميركية المبررة للاتفاق والمحذرة من تعطيله في الكونجرس الذي يتخذ موقفا متشددا حياله. فتوالت ردود الفعل الجماهيرية الغاضبة عقب إعلان الاتفاق و صرح رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بينر بالقول" إن الاتفاق سيشعل سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط". كما وصفه المرشح المحتمل للرئاسة عن الحزب الجمهوري جيب بوش "بالاتفاق الخطير والمعيب بشدة وقصير النظر". وسارع الرئيس الامريكى في خطاب مباشر إلى القول بأن بلاده تمكنت من منع إيران من مواصلة طريقها في تصنيع السلاح النووي، مهددا الكونجرس بأنه سيستخدم حق النقض "الفيتو" أمام أي تشريع يعطل تنفيذ الاتفاق. و فى محاولة من الرئيس الامريكى باراك اوباما لتهدئة الرأى العام فى الولاياتالمتحدة رد على المنتقدين قائلا " الاتفاق يسمح لنا بتفتيش كل منشأت ايران النووية ,وقد قلصنا أعداد كبيرة من المفاعلات الإيرانية ومخزون طهران من اليورانيوم بموجب الاتفاق النووي ,و الاتفاق مع إيران لا يحل كل مشاكلها مع دول الجوار,و حظر السلاح عنها سيظل حتى 5 أعوام"