الوفد والأهلي وفيروس ايفونا.. بين الاجتهاد والمؤامرة

مساء الاثنين الماضي، نشرت "بوابة الوفد" الإليكترونية، خبراً يُفيد بأن لاعب الأهلي الجديد الجابوني الجنسية ماليك إيفونا مُصاب بفيروس سي، نقلاً عن مصدر مطلع في مستشفى مصر الدولي الذي أجرى فيها اللاعب الكشف الطبي تمهيدًا لانضمامه إلى القلعة الحمراء.
الخبر نزل كالصاعقة على رؤوس الكثيرين، سواء كانوا من أنصار الأهلي أو محبي الزمالك، أو المهتمين بتلك الموقعة الكروية حامية الوطيس التي استحوذت على الرأي العام الكروي منذ شهور، وهي الموقعة التي حسمها الأهلي بحصوله على إيفونا ب 2.5 مليون دولار لنادي الوداد المغربي وشركة التسويق التابعة للاعب، بخلاف ما سيحصل عليه النجم الجابوني.
كان الخبر اجتهادًا صحفيًا من الوفد، والمصدر من داخل المستشفى، لكن نظرية المؤامرة اجتاحت تعليقات المتابعين، حتى وصلت إلى أن خلية زملكاوية سرية في الوفد بقيادة مرتضى منصور رئيس الزمالك هي التي سرّبت الخبر في محاولة لضرب الصفقة التي فاز بها الأهلي.
سارع الأهلي إلى النفي، واستمر الجدل لمدة 24 ساعة حتى أخرج مسئولو نادي القرن نتائج تحليل إيفونا، والتي أثارت مزيداً من الجدل نظراً لإيجابية عينة HbsAg
وفي محاولة لاستجلاء الحقيقة، فقد أكد مصدر طبي ل"بوابة الوفد" أن إيجابية عينة HbsAg تعني أن اللاعب يمكن أن يكون مصابًا بفيروس "B" منذ فترة طويلة، وهناك احتمال آخر أن يكون اللاعب قد حصل على مصل مضاد لفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، وأنه لا يزال يحمل الأجسام المضادة للفيروس، وبالتالي فإنه يتعين على الأهلي إجراء تحليل PCR للاعب بعد حصوله على المصل ب6 أشهر للتأكد من عدم حمله لفيروس "B".
وأشار المصدر إلى أن إصابة إيفونا بفيروس B في حالة تأكدها لن تؤثر على مستقبله الرياضي، لأن الفيروس أقل حدة من فيروس C، ويمكن لإيفونا أن يمارس حياته بصورة طبيعية تمامًا.
الشاهد في القضية أن الأهلي كان يستطيع أن يقضي على الاجتهادات منذ البداية بالكشف عن الوضع الصحي لإيفونا بشفافية كاملة، فعلى سبيل المثال، فإن نادي إنتر ميلان الإيطالي اعترف بأن لاعبه النيجيري نوانكو كانو يعاني من متاعب خطيرة في القلب، وأنه سيجري عملية جراحية خطيرة، وبالفعل أجرى اللاعب العملية وعاد أفضل مما كان عليه وتألق في صفوف الفريق.
وبالعودة إلى الذاكرة القريبة، فإن الأهلي واجه موقفًا مشابهًا مع لاعبه الأنجولي المحترف إفلينو لوبيز الذي تعاقد معه عام 2001، حيث انتهى مشوار اللاعب مع نادي القرن نتيجة إصابته ب"الدرن" رغم أنه خضع لتحاليل وكشف طبي شامل قبل التعاقد معه.
وفي النهاية، فإن بوابة الوفد اجتهدت، وربما تكون أصابت في جزء وأخطأت في الآخر، لكنها لم تكن أبدًا جزءًا من مؤامرة تستهدف اللاعب والنادي الأهلي.