بسم الله الرحمن الرحيم: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (سورة الأحزاب), تشمل هذه الآية المباركة فيمن تشمل السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها بل هي محور الآية وأساسها.. لأنها نزلت في أهل بيت النبوة، رغم أنف أولئك الذين حاولوا إدخال البعض من غير أهل البيت في نطاق الآية، وما يهمنا الآن هو أن الزهراء معنية بهذا الخطاب الإلهي.. ولقد فصلت السنة في سبب نزول الآية وفيمن جاءت. وفاطمة الزهراء بنت محمد بن عبدالله رسول الإسلام. أمها خديجة بنت خويلد ولدت يوم الجمعة 20 جمادى الآخرة في السنة الخامسة قبل البعثة النبوية في مكةالمكرمة, والنبي له من العمر خمسة وثلاثون عاماً زوجها هو علي بن أبي طالب. لقد أورد مسلم في صحيحه أن الآية نزلت في خمسة: النبي صلى عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين وذلك في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أهل البيت وهو الحديث المعروف بحديث الكساء كما أنه اشتهر عند أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأهل العباءة أو الكساء وهذا من المتفق عليه بين كل المسلمين. إن المتأمل في كلمات الآية يتوصل إلى أن المخاطبين بهذه الآية، وفاطمة أحدهم مطهرون معصومون من كل رجس، وتقريب ذلك تصدير الآية بأقوى أدوات الحصر على الاطلاق «إنما» ما يعني أن هذا الأمر خاص بجماعة معينة محددة لا يتعداهم إلى غيرهم، ثم يأتي البحث عن الإرادة الإلهية التي ذكرت في الآية «إنما يريد الله...» هي إرادة المولى عز وجل «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون» فلا يمكن بحال تخلف إرادته تعالى. أما الرجس في اللغة فمعناه كل ما يلوث الإنسان سواء كان لوثا ظاهريا أو باطنيا والذي يعبر عنه بالإثم.. والرجس في هذه الآية هو اللوث والنجاسة الباطنية لأن الابتعاد والطهارة من النجاسة الظاهرية وظيفة دينية عامة لجميع المسلمين وذلك لشمول التكليف للجميع ولا خصوص لأهل البيت حتى ترد هذه الآية بحصرها وتوكيدها لنفي الرجس الظاهري عن أهل البيت. إنما جاءت لبيان فضيلة لهم خصهم بها الله سبحانه وتعالى وأخبر عنها في كتابه العزيز.