نظرة حزينة من ام مكلومة علي فقدان وحيدها اغتالته نيران الارهاب ليدفع حياته ثمنا لكثير من المصريين، سيدة يبدو عليها التماسك واليقين بالله ولكنها تخفي وراء صمتها جبالًا من الحزن علي الحرمان من الابن والضنا. جلست السيده نجاة الجافى والدة الشهيد الرائد ضياء عبد الجواد، الذي استشهد وهو يقوم بإبطال قنبلة امام بنزينة بجوار قسم الطالبية، لتقص ل "بوابة الوفد" قصة استشهاد ابنها وتوجه رسالة ل الرئيس السيسي، هي سيدة في العقد الخامس من عمرها تظهر ولكن نظرتها تؤكد انها تجاوزت المائة كمداً وحزنا علي وحيدها الذي تناثرت اشلاؤه بفعل خسيس من عناصر الجماعة الارهابية. تحدثت ل "الوفد" في اول عيد يمر عليها بعد فقدان ابنها والي نص الحوار .. تفاصيل ليلة استشهاد الرائد ضياء عبد الجواد: في فجر ليلة استشهاد ضياء كان حاسس انه كان هيحصل له حاجة نزل قعد معايا لحد الساعة الواحدة صباحا وقال معلهشي يا ماما أنا هطلع أنام عشان أنا عندي شغل بكرة وربنا يستر وكنت حاسة أن فيه حاجة كاتمة علي قلبه، وفي صباح يوم استشهاده كنت متعودة علي طول انه يكلمني علي التليفون واطمئن عليه، لكن في هذا اليوم لم اتصل به ولم ارفع سماعة التليفون، وكنت اشعر أن هناك شيئًا متعلقًا بضياء سوف يحدث إلي أن تلقيت خبر تعرضه لانفجار القنبلة ورأيت صورته والقنبلة تنفجر فيه رغم انه كان ماسك تمشيط وتأمين جامعة القاهرة لكن سبحان الله زي زمايله ما حكولي جه بلاغ أن فيه قنبلة أمام البنزينة وذهب ضياء مرتديا الزي الخاص برجال المفرقعات وذهب ليؤمن القنبلة ولكنها انفجرت فيه . وأنا أتساءل: الأربعة الذين وضعوا القنبلة وتركوها ماذا استفادوا عندما مات ضياء وحرمت أنا من ابني الوحيد وماذا استفادوا عندما حرموا ابنته ذات الأربعة أشهر من والدها ولكني احمد الله علي أن ابني شهيد وبطل وان استشهاده يقوي عزيمة الشعب المصري وإصراره علي محاربة الإرهاب وابني في الجنة لكن هم ربنا غضبان عليهم. ويضايقني هو أن هناك مجموعة من التابعين للإرهابية يقومون بشتم ضياء علي الفيسبوك هو وزمايله الذين استشهدوا في مواجهة الإرهاب وأنا أقول لهم اتقوا الله أنهم شهداء عند ربهم يرزقون وأنهم قاموا بالتضحية بأرواحهم من اجل مصر وضياء من يومه وللعلم ابنى ابن موت، فقد انقلبت به السيارة ثلاث مرات واتضرب عليه مرات عديدة الرصاص من مجرمين لكن ربنا كان حارسه. حدثينا عن حياتك بعد ضياء؟ ضياء كان ولد علي بنتين وبعد استشهاده كل حاجة أصبحت من غير معني أو طعم في حياتي وضياء كان اقرب أولادي لي كنت دائما أفكر معه ونفكر لمستقبله ومستقبل أخواته البنات وكان ضياء شابا من أولاد البلد يحب تربية الطيور والأسماك وجميع أهل المنطقة كانوا يحبونه ويشعرون انه أخ لهم وهو لم يكن يتأخر عن خدمتهم ولم يشعر أحد أبدا انه كان ضابط شرطة وكان بيحترمنى جداً لدرجة انه كان يخفي سيجارته في حال دخولي أنا أو والده عليه. وحقيقة أصبحت الدنيا بدون معني وصعبة جدا بعد استشهاد ضياء وعزائي أنه شهيد لمصر واشعر دائما انه معي في كل مكان خاصة أنا أضع صوره في كل مكان واشعر انه معي أتحدث معه واحكي له عن كل شيء ولكنه لا يرد وابنى فدى المصريين كلهم بروحه. وأنا قبل استشهاد ضياء كنت باصلي يوميا ركعتين لله لأجل أن يحميه ويحفظه وبعد استشهاده بقيت ب أصلي له أيضا رحمة له. ما هي الرسالة التي تريدين أن توجيها للرئيس السيسي؟ أحب أقول للرئيس السيسي ربنا يحميك ويحفظك ويخليك لمصر والشعب المصري الذي يثق فيك وبجد ربنا يكرمك علي وقفتك مع اسر الشهداء وأنت حقيقي الحصن المنيع بتاعنا خاصة ان الله أرسلك للمصريين لتخليصهم من بطش الجماعة الإرهابية التي تدعي الإسلام وهي براء منه. وانا عايشة واملى وحلمى بعد استشهاد ضياء انى اشوف الرئيس السيسي ... وانا حلمت انى قابلته وجه زارنا في البيت .. وكنت كاتباله خطاب وكان نفسي اوصلهوله بس معرفتش. وضياء كمان كان بيحب الرئيس السيسي جدا وعندما احضرولي اغراضه من مكتبه وجدت الكراسة الخاصة بتاعته كان كاتب للرئيس بايده .. اغنية .. تسلم ايديك وابنى اول ماشاف الرئيس ركب العجلة تاني يوم اشتري واحدة زيها وكان بيحبه جدا. شايفة الحرب علي الإرهاب ازاي؟ أنا علي ثقة وعلي يقين تام بأن الدولة سوف تنتصر علي الإرهاب وهؤلاء الخونة الذين ينفذون أجندات خارجية المراد منها النيل من مصر وتفتيتها وتفتيت المنطقة بأسرها لكن الأمل في الله ثم في القوات المسلحة التي أجهضت هذه المحاولات البائسة. ماذا كان موقف وزارة الداخلية نحو اسرة الشهيد؟ وزارة الداخلية والوزير فعلوا الكثير من اجلي ومن اجل أسرة ضياء وتواصلهم معنا لا ينقطع لسؤالنا عن احتياجاتنا أو شكوانا من أي شيء واشكر كل قيادات الداخلية علي هذا الاهتمام النابع من الإحساس المصري الأصيل وأقدم الشكر للمهندسة رشا كامل رئيسة جمعية حماية اسر مصابي وشهداء الشرطة، علي المجهودات التي تقوم بها تجاه اسر الشهداء خاصة في المناسبات. رسالة توجهيها لحفيدتك سيلين ابنة الشهيد ضياء؟ عايز اقولها بحبك اوى ونفسي اشوفك اوى يا سيلين .. وانا ان شاء الله هاروح ازورها في العيد هي نور عنيا وريحة ضنايا فيها.
