تعد الركبة هي الجزء الأكثر بروزاً في جسم الإنسان، وتؤدي العديد من الوظائف المهمة والأنشطة الأكثر حيوية مثل الوقوف والمشي وصعود وهبوط السلالم، ومع التقدم في السن قد يصاب الفرد بخشونة في غضروف الركبة أو ليونة. يعرف الدكتور أبوبكر سليمان استشارى العظام مرض خشونة الركبة بأنه مرض شائع الحدوث فى جميع أنحاء العالم وهو عملية تآكل بالمفصل حيث تحدث التغييرات الأساسية بالغضاريف الموجودة بالركبتين والخشونة قد تكون أولية أو ثانوية.. وبالنسبة للخشونة الأولية فهى تحدث فى الأشخاص كبار السن نتيجة شيخوخة كل أعضاء وأجهزة الجسم بما فيها المفاصل وعادة ما تحدث فى الأشخاص ذوى الوزن الزائد وهناك احتمال لوجود عوامل جينية ووراثية تؤدى لحدوث الخشونة ببعض الأشخاص دون الآخرين أما النوع الثانى فهو الخشونة الثانوية وهناك عدة عوامل أو أمراض قد تؤدى الى التعجيل بحدوث الخشونة بالركبتين والخشونة الثانوية قد تحدث فى الأشخاص البالغين أو صغار السن وأسبابها نوضحها فى النقاط التالية: الإصابات كالكسور التى تحدث داخل مفصل الركبة أو بالعظام حول الركبة مما يؤدى الى حدوث اصابة بالغضاريف داخل الركبة أو التئام العظام المكسورة فى وضع معيب أو اصابة الغضروف الهلالى أو إصابة الأربطة داخل الركبة مما يؤدى إلى حدوث حركة زائدة بالركبة أثناء الحركة والمشى مما يعجل بحدوث الخشونة، كما أن التشوهات بالركبة أو حولها كتقوس الساقين مما يؤدى لحدوث ضغوط شديدة على الجزء الداخلى أو الخارجى من الركبة مما يعجل بآكل غضاريف الركبة، وعدم وجود إمداد كاف بالدم للعظام المكونة لمفصل الركبة وهذا يحدث فى بعض الأمراض. ووجود مرض سابق بالمفصل مثل الروماتويد المفصلى أو الهموفيليا أو التهاب مفصل الركبة النكرزى أو النوبات المتكررة للنقرس، كما أن الكسور المعيبة الالتئام بعظام الفخد والقصبة قد تؤدى لحدوث خشونة مبكرة بالركبة. ويؤكد الدكتور أبوبكر سليمان أن المرض يصيب غضاريف الركبة ثم ينتقل إلى الغشاء السينوفى المبطن للركبة ثم للمحفظة أو كبسولة المفصل.. والخشونة غالباً ما تصيب الركبتين فى آن واحد والمريض بالخشونة يعانى من آلام وتيبس بمفصل الركبة.. أما الألم فهو يحدث عند الحركة ويزيد الألم مع صعود السلالم والتيبس غالباً ما يكون فى الصباح ويقل مع نهاية اليوم وقد لا يستطيع المريض فرد مفصل الركبة فرداً كاملاً وقد يشعر المريض بإحساس أنه سيسقط على الأرض من الركبة المصابة بالخشونة وقد يسقط فعلاً على الأرض أثناء المشى وقد يحدث تثبيت للمفصل فى أى وضع وهو ما يسمى انغلاق المفصل نتيجة وجود زوائد عظمية أو غضروفية سائبة بالمفصل وبفحص المريض قد نجد تورماً بالركبة نتيجة زيادة ارتشاح الركبة أو نتيجة تضخم الغشاء السينوفى وقد نجد تشوهاً بالركبة مثل تقوس الساق أو انحناء الركبة فى وضع الثنى وعدم القدرة على فرد الركبة فرداً كاملاً، وقد نجد ضعفاً أو ضموراً بالعضلة الرباعية للطرف المصاب وهذه الأعراض قد تحدث أو تزيد نتيجة حدوث إصابة الركبة بالجذع أو التواء أو الكدمات وفى الخشونة غضروف الركبة فى الأجزاء المعرضة للضغط أثناء المشى والحركة (مثل الجزء الداخلى) يفقد لمعانه ويصبح خشن الملمس ورفيعاً وقد يتآكل كلية ومن الممكن تنفصل منه أجزاء لتكون أجساماً متحركة داخل مفصل الركبة أما العظام تحت هذا الجزء فيصيبها التصلب وتصبح غير مرنة أما الأجزاء من غضروف الركبة غير المعرضة للضغط أثناء الحركة فإنها تتضخم ويترسب بها الكالسيوم وتكون زوائد عظمية داخل الركبة أما الغشاء السينوفى المبطن فيتضخم نتيجة احتكاك بالأجسام السائلة ويفرز كميات زائدة من السائل السينوفى مما يؤدى لحدوث تورم بمفصل الركبة وارتشاح به. بالنسبة لتشخيص الحالة يوضح الدكتور أبوبكر سليمان لا توجد أبحاث معملية معينة لتشخيص خشونة الركبتين فقد تحدث زيادة فى سرعة الترسيب بالدم وقد نجد زيادة فى عدد الكرات البيضاء بالدم ويتم التشخيص عادة بعمل أشعة عادية للركبة حيث نجد نقص المسافة بين عظام الفخذ والقصبة كما قد نجد زوائد عظمية حول الركبة أو عظاماً متحركة سائبة داخل المفصل كما أن أشعة الرنين المغناطيسى تثبت التشخيص وقد تظهر وجود قرحة بعظام الركبة أو تضخماً بالغشاء السنوفى أو إصابة الغضروف الهلالى أو الرباط الصليبى. أما عن طرق العلاج فيشدد الدكتور أبوبكر سليمان علي ضرورة تعديل نظام حياة المريض مثل إنقاص الوزن وتجنب بذل مجهود شديد على الركبة المصابة وتجنب وضع القرفصاء أثناء الجلوس أو الصلاة والإقلال من صعود السلالم أما عن العلاج الدوائى فيتناول المريض أدوية مضادة للالتهابات والأدوية التى تحمى الغضاريف وتعيد بناء الغضاريف وقد تكون ذات فائدة فى تقليل الأعراض وتحسن حالة المريض والعلاج الطبيعى وتقوية العضلة الرباعية والحقن الداخلى للمفصل بالكورتيزون فى الحالات الحادة أو حقن هياليورنيك حديثاً وعلاج الأمراض المصاحبة للخشونة إن وجدت مثل الروماتويد أو النقرس. بالنسبة للتدخل الجراحى يؤكد الدكتور أبوبكر ضرورة عمل منظار للركبة فى الحالات التى لا تستجيب للعلاج الدوائى لعمل صنفرة وغسيل للمفصل وإزالة الزوائد العظمية وإزالة الأجسام السائبة داخل المفصل واستئصال الجزء المتمزق من الغضروف الهلالى إن وجد وتصليح الرباط الصليبى إذا كانت به إصابة، تصليح التشوه بالركبة واذا كانت الخشونة ليست متقدمة يتم بعمل كسر جراحى وتصليح التشوه متقوس الساق أو تراكب الركبتين وأخيراً عملية تغيير كامل لمفصل الركبة أو نصف المفصل على حسب الحالة إن كانت الخشونة متقدمة وسن المريض فى أواخر الخمسينيات.