تحدثت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير مطول نشر اليوم علي موقعها الالكتروني عن فتيات الشوراع وما تعانيه من صعوبات وتحديات جمة. ورصدت الصحيفة ثلاث حالات وهما " منال" التي تنكرت في زي رجل خوفاً من تعرضها للاغتصاب ، و"هديل" التي تعيش في العراء بعد كل طلاق ... وأخيراً "فرح" التي هربت من شبكة دعارة. بدأ مراسل الصحيفة "باتريك كينجسلي" في رصد وكشف تفاصيل حياة فتيات الشوارع والمعاناة التي يواجهونها، بعدما استمع إلى قصص حياة ثلاث فتيات وهن اللاتي يتحدث عنهن التقرير بتفصيل. ذهب مراسل الصحيفة إلي ملجأ خاص بالمتشردات في حي الفسطاط جنوبالقاهرة، وهناك بدأ تحقيقة بالاستماع إلى قصص ثلاث فتيات وهن: منال روت منال ( 23 عاماً ) قصة حياتها ل " كينجسلي"، فهي أم لثلاث أطفال جميعهم ولدوا في الشارع، بدأت حياتها بلا مأوي عندما كانت في سن ثماني سنوات، وعندما بلغت العشر سنوات حلقت شعر رأسها وارتدت زياً صبياً لكي تتسطيع أن تجد وظيفة، عملت أكثر من وظيفة فعملت في مقهي وكانت تقود توك توك، والناس دائماً كانوا يلقبونها ب "أحمد". وقالت منال:" إن الاولاد ينعمون بالحرية الكاملة في الشوراع، لذلك فضلت أن أكون رجلاً". ولفت مراسل الصحيفة إلي وجود العديد من الفتيات والأطفال يعيشون في الشوارع بلا مأوي في كل دول العالم بما في ذلك 1.6 مليون إنسان في الولاياتالمتحدة يعيشون بمفردهم، ولكن المشكلة أكثر وضوحاً في مصر، فلآلاف الأطفال والمراهقيين يعيشون في شوراع القاهرة. وأكد مراسل الصحيفة أن سكان القاهرة فى غفلة عن أطفال الشوارع، رغم أنهم يرونهم في الشوارع يبيعون مناديل في إشارات المرور، أو يتسولون طالبيين مساعدة من أصحاب السيارات. ونوه مراسل الصحيفة إلي أن بعض الافراد أقترح إنشاء مؤسسة ليعيش فيها المتشردون، والبعض الأخر طالب بإعدامهم مثل الكلاب الضالة كما طالب أحد الصحفيين في مقاله له بحملات تطهير واسعة للشوارع من أطفال الشوراع مطالباً بإعدامهم مثل الكلاب الضالة. وسلط مراسل الصحيفة الضوء علي دور مؤسسة "بناتي"، مركز لإقامة الفتيات المعرضات للخطر، في إنقاذ فتيات الشوارع مثل "منال" وصديقتها. هديل ابتسامتها هادئة وجميلة، وجهها يعطي انطباع بأنها عاشت حياة صعبة، هديل هربت من المنزل وهي في سن الثمانية، وبعد عقدين من الزمن لاتزال بلامأوي رغم زوجها مرتين. لجأت هديل للشارع بعد كل زيجة، وقالت إنها :"خرجت إلى الشارع بعد قتل زوجها، وأنها أم لسته أطفال يعيش معها اثنان فقط والباقي يعيشون مع جدتهم التي تعيش هي الآخري في الشارع. وأشار مراسل الصحيفة إلى أن ولادة كل أطفال الشوارع بدون شهادات ميلاد ولا حتى بطاقات هوية، فهم بالنسبة للدولة غير موجودين، مضيفًا أنه سواء أحبوا ذلك أم لا، مصير هؤلاء الأطفال كوالدتهم وجدتهم. وقالت " هند سامي" متطوعة بمؤسسة "بناتي" :" نحن نعمل علي الجيل الثالث لأطفال الشوراع، لأن الفتيات أو الصبية لا يعيشون فقط في الشوارع ولكن الأسر أيضاً. وأوضح " كينجسلي" أنه لا يوجد مؤسسة واحدة لديها أحصائية صحيحة بعدد أطفال الشوارع في مصر؛ فقالت الحكومة، في يناير الماضي، إنهم 16 ألفا فقط، رغم تأكيد "اليونيسيف" عام 2007، أنهم على الأقل 600 ألف طفل. وأكد " كينجسلي" أن اختلاف تلك الإحصاءات يرجع إلي عدم وجود تعريف محدد لأطفال الشوارع حسب سنهم، فهناك مثلًا من يرى أن الشخص يطلق عليه طفل شوارع حتى السادسة، وغيره يرى حتى السادسة عشر، ولكن "هديل" ترى أن كل بالغ يعيش في الشارع هو "طفل". وأشار " كينسجلي" إلي جمعية خيرية للأيتام وأطفال الشوارع تدعي "قرية الأمل" في الحي الثامن؛ تعيش فيها الأمهات المراهقات بدل من الشوراع وتقوم بتربية أطفالها. مايا وفرح تركت "مايا" منزلها في السابعة من عمرها، عندما تزوج أبوها وبدأت زوجته الجديدة تعذيبها. رفضت "فرح" العمل في شبكة دعارة يديرها عمها، فقام باغتصابها عدة شهور. وعندما رفضت "فرح" ذات مرة الانصياع لرغبته، فك عمها السلاسل التي كان يقيدها بها، فقفزت من نافذة الغرفة بالطابق الرابع لينقلها أهل الحي للمستشفى الذي خرجت منه إلى الشارع. صور ترصد معاناة أطفال الشوراع