هذه الصورة أُلتُقِطَت من المنطاد عام 1925، وتظهر جامعة القاهرة، وتُحيطها الزراعات الممتدة إلى حدود صحراء الجيزة.. وجامعة القاهرة كانت فكرة ظهرت في أوائل القرن العشرين على يد قادة العمل الوطني ورواد حركة التنوير أمثال محمد عبده، ومصطفى كامل، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وسعد زغلول، ووسط معارضة شديدة من سلطة الاحتلال البريطانى خاصة من عميدها اللورد كرومر. وعلى الرغم من ذلك سرعان ما خرجت الفكرة إلى النور وأصبحت واقعًا ملموسًا. وتم افتتاح الجامعة المصرية كجامعة أهلية في الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1908 في حفل مهيب أقيم بقاعة مجلس شورى القوانين بحضرة الخديوي عباس حلمي الثاني وبعض رجالات الدولة وأعيانها. وكان أول رئيس للجامعة هو أحمد لطفي السيد. هذا هو مختصر الكلام الذى يؤرخ للجامعة، وهو تأريخ يغفل دور الأميرة فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل، التى تبرعت بحوالى 6 أفدنة لإقامة مبنى الجامعة. ووهبت مجوهراتها الثمينة للإنفاق على تكاليف البناء، وأوقفت 674 فدانا للإنفاق على مشروع الجامعة، والتزمت الأميرة فاطمة بتحمل كل تكاليف البناء كاملة التى قدرت وقتها بمبلغ 26 ألف جنيه، وتحملت كل نفقات حفل وضع حجر الأساس، والذى كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة وخاصة أن الخديوى عباس كان سيحضره هو والأمير أحمد فؤاد، وشيخ الأزهر وكبار رجال الدولة.