فى مثل هذا اليوم منذ 105..تم إنشاء جامعة القاهرة على يد رموز الحركة الوطنية التى غيرت مسار مصر وقادتها إلى صفحة جديدة من الحرية، إنها الجامعة العتيقة التى تعد ثانى أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربيًا بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين. إنها الجامعة العتيقة التى بناها رواد حركة التنوير بسواعدهم متحدين جميع السلطات الأجنبية لتصبح منارة للعلم يتم تصنيفها عالميًا عام 2004 ضمن قائمة أكبر 500 جامعة على مستوى العالم ويتخرج منها سنويًا ما يزيد على 155 ألف طالب. أنشأت جامعة القاهرة تحت مسمى "الجامعة المصرية" مع اشتداد ساعد الحركة الوطنية المصرية فى أوائل القرن العشرين بسواعد عدد من رواد حركة التنوير وهم سعد زغلول وقاسم أمين ومصطفى كامل ومحمد عبده ومحمد فريد، وتم افتتاحها كجامعة أهلية فى الحادى والعشرين من ديسمبر 1908 فى حفل مهيب أقيم بقاعة مجلس شورى القوانين بحضر الخديوى عباس حلمى الثانى وبعض رجالات الدولة وأعيانها، وكان أول رئيس للجامعة هو أحمد لطفى السيد. وكان مصفى كامل هو صاحب فكرة إنشاء الجامعة للنهوض بالبلاد فى شتى مناحى الحياة، على أن تكون منارة للفكر الحر وأساسًا للنهضة العلمية وجسرًا يصل البلاد بمنابع العلم الحديث، وبوتقة تعد فيها الكوادر اللازمة فى كافة التخصصات لمشاركة العالم فى تقدمه العلمى. وخرجت الفكرة للنور بإنشاء الجامعة من خلال عقد لجنة من الوطنيين بعد أن اعترضتهم سلطات الاحتلال البريطانى خاصة من عميدها اللورد كرومر الذى أدرك أن إنشاء جامعة فى مصر يعنى إيجاد طبقة مثقفة من المصريين تدرك أن الاستقلال ليس مجرد تحرير الأرض، وإنما هو تحرير الشخصية المصرية وانطلاقها فى مراقى المدينة والحضارة. وبدأت الدراسة فى الجامعة يوم الافتتاح على هيئة محاضرات، ولم يكن قد خصص لها مقر دائم وقتذاك فقد كانت المحاضرات تلقى فى قاعات متفرقة كان يعلن عنها فى الصحف اليومية كقاعة مجلس شورى القوانين، ونادى المدارس العليا، ودار الجريدة حتى اتخذت الجامعة لها مكانًا فى سراى الخواجة نستور جناكليس الذى تشغله الجامعة الأمريكيةبالقاهرة حاليًا. ونتيجة لما حققته الجامعة الأهلية من أمال كبيرة عبرت عن تطلعات المصريين، فقد فكرت الحكومة فى عام 1917 فى إنشاء جامعة حكومية وألفت لجنة لذلك أشارت بضم المدارس العليا القائمة إلى الجامعة فضمت مدرستى الحقوق والطب إلى الجامعة فى 12 مارس 1923، وتم الاتفاق بين الحكومة وإدارة الجامعة الأهلية على الاندماج فى الجامعة الجديدة على أن تكون كلية الآداب نواة لهذه الجامعة. وفى 11 مارس 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية وكانت مكونة من كليات أربع هي: الآداب، والعلوم، والطب، والحقوق..وفى العام نفسه ضمت مدرسة الصيدلة لكلية الطب. وفى عام 1928 بدأت الجامعة فى إنشاء مقار دائمة لها فى موقعها الحالى الذى حصلت عليه من الحكومة تعويضًا عن الأرض التى تبرعت بها الأميرة فاطمة بنت الخديوى إسماعيل للجامعة. وفى 28 من سبتمر عام 1953 تغير اسم الجامعة من جامعة "فؤاد الأول" إلى جامعة القاهرة عقب ثورة يوليو. شاهد فيديو وثائقى: