هو الزعيم الوطنى والسياسى والكاتب، مؤسس أول حزب سياسى مصرى المعروف باسم "الحزب الوطنى"، ومؤسس جريدة اللواء، وكان من المنادين بإنشاء (إعادة إنشاء) الجامعة الإسلامية، ومن أكبر المناهضين للاستعمار، وعرف بدوره الكبير فى مجالات النهضة، مثل نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية، وكان حزبه ينادى برابطة أوثق بالدولة العثمانية، وأدت مجهوداته فى فضح جرائم الاحتلال والتنديد بها فى المحافل الدولية خاصة بعد مذبحة دنشواى، إلى سقوط اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى فى مصر. ولد مصطفى كامل فى مثل هذا اليوم عام 1874، بقرية كتامة التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، وكان أبوه "على محمد" من ضباط الجيش المصرى، وقد رُزِقَ بابنه مصطفى وهو فى الستين من عمره، وعُرِف عن الابن النابه حبُّه للنضال والحرية منذ صغره؛ وهو الأمر الذى كان مفتاح شخصيته وصاحبه على مدى 34 عامًا، هى عمره القصير. التحق بالمدرسة الخديوية أفضل مدارس مصر آنذاك، والوحيدة أيضًا، وفيها أسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها فى زملائه، وحصل على الثانوية وهو فى السادسة عشرة من عمره، ثم التحق بمدرسة الحقوق التى كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة فى عصره، فأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين، وأصبح يتنقل بين عدد من الجمعيات؛ وهو ما أدى إلى صقل وطنيته وقدراته الخطابية. ترك مصطفى كامل مصر سنة 1893 ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية؛ ليكمل بقية سنوات دراسته، وحصل من فرنسا على شهادة الحقوق، وألف فى تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس"، التى تعتبر أول مسرحية مصرية، وبعد عودته إلى مصر سطع نجمه فى سماء الصحافة. علم مصطفى كامل فى أثناء وجوده بفرنسا للدفاع عن القضية المصرية والتنديد بوحشية الإنجليز بعد حادثة دنشواى، أن لجنة تأسست فى مصر للقيام باكتتاب عام لدعوته إلى حفل كبير وإهدائه هدية قيمة؛ احتفاءً به وإعلانًا عن تقدير المصريين لدوره فى خدمة البلاد، فلما أحيط علمًا بما تقوم به هذه اللجنة التى كان يتولى أمرها محمد فريد رفض الفكرة على اعتبار أن ما يقوم به من عمل إنما هو واجب وطنى لا يصح أن يكافأ عليه، وخير من ذلك أن تقوم هذه اللجنة "بدعوة الأمة كلها، وطرق باب كل مصرى لتأسيس جامعة أهلية تجمع أبناء الفقراء والأغنياء على السواء، وأن كل قرش يزيد على حاجة المصرى ولا ينفقه فى سبيل التعليم هو ضائع سدى، والأمة محرومة منه بغير حق". دعا للاكتتاب فى مشروع الجامعة الأهلية، وتبرع بملغ 500 جنيه وكان مبلغًا ضخمًا وقتها، ثم تم تشكيل لجنة لتنظيم عملية الاكتتاب، ونجحت فى إنشاء الجامعة المصرية التى أصبحت فيما بعد جامعة القاهرة أول جامعة بالشرق كله. من أقواله المأثورة: "لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا". توفى عن عمر يناهز 34 عامًا رغم أنه عاش ثمانى سنوات فقط فى القرن العشرين، فإن بصماته امتدت حتى منتصف القرن, وتوفى فى 10 فبراير 1908.