قال رئيس مجموعة أصدقاء مصر في البرلمان البريطاني، السير جيرالد هوارث، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يمثل بداية جديدة ومهمة لمصر وللمنطقة، معرباً عن تطلعه للقائه خلال الزيارة المرتقبة للرئيس للمملكة المتحدة. وأشار عضو مجلس العموم البريطاني إلى إن مصر تعتبر إحدى أكثر الدول أهمية في منطقة الشرق الأوسط بالنظر الى حجمها وتأثيرها وتاريخها العريق، مشدداً على أهمية المجموعة البرلمانية التي يرأسها عن مصر في المرحلتين الحالية والمقبلة. وقال عضو مجلس العموم "مصر هي أحد أكثر الدول أهمية في منطقة الشرق الأوسط بالنظر الى حجمها وتاريخها ودورها في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الاخيرة، خصوصاً فيما يتعلق بجهودها نحو إيجاد حل للقضية الفلسطينية". وأضاف "العلاقة مع مصر قوية وهناك فرص يجب اغتنامها، لدي خبرة في مجال الدفاع ولدينا معدات عسكرية رائعة يمكننا أن نساعد مصر من خلالها ونرغب في العمل مع مصر بشكل أكثر مما تعمل به مصر مع فرنساوالولاياتالمتحدة". ووصف البرلماني البريطاني زيارة الرئيس المرتقبة للمملكة المتحدة بالمهمة جدا وتأتي في مرحلة دقيقة. وقال "الرئيس السيسي يمثل بداية جديدة لمصر وللمنطقة، وأنا سعيد أنه سيأتي الى بريطانيا وأتطلع الى لقائه لتعزيز الحوار مع مصر، اضافة الى تعزيز دور مصر "كوسيط نزيه" للقضية الفلسطينية"، مشيرا الى رغبته في استغلال امكانات مصر وبما تمتلكه من احترام من الجميع وأهميتها في المنطقة للمساعدة نحو احياء مفاوضات السلام مرة أخرى بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأوضح الوزير السابق بوزارة الدفاع البريطانية أن له خبرة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط جاءت بعد مشاركته كعضو نشط في مجلس حزب المحافظين للشرق الأوسط، معربا عن اعجابه الشديد بأهمية الدور الذي لعبه هذا المجلس في تعزيز العلاقات بين دول الشرق الأوسط وحزب المحافظين. وأضاف: "المملكة المتحدة تمتلك علاقات تقليدية بمنطقة الشرق الأوسط. أحد القادة في المنطقة قال لي مرة لا نتوقع من الولاياتالمتحدة أن تفهم المنطقة، ولكننا نتوقع من بريطانيا أن تفهمها". وتحدث هوارث عن دور المجموعات البرلمانية، ومن بينها تلك الخاصة بمصر، مشيرا الى أن كل مجموعة تضم في عضويتها رئيس ونواب رئيس وأعضاء من مجلسي العموم واللوردات، مضيفا أنها تسهم فى تحقيق فهم أفضل للعلاقة بين المملكة المتحدة وكل دول العالم. وأوضح أن هدف هذه المجموعة التي تم تشكيلها أخيراً "هو تطوير العلاقات البرلمانية بين بريطانيا ومصر، وتعزيز العلاقات الثنائية بشكل عام، والاستفادة من خبرة بريطانيا الكبيرة في المجال البرلماني، التي يمكن أن نفيد بها الجانب المصري". وفيما بتعلق بالعمليات الارهابية في المنطقة، قال السير جيرالد هوارث إن مقتل 30 سائحاً بريطانياً بدم بارد في منتجع تونسي أصاب الجميع في بريطانيا بالصدمة، مشدداً على أن هجوم تونس وما سبقه من هجوم على المصلين في الكويت وهجمات فرنسا والهجمات التي تمت في سيناء مصر واغتيال النائب العام كلها تشير الى أن هؤلاء الناس يستهدفون الجميع، وهو ما يتطلب تعاون الجميع للتصدي لهم وهزيمتهم. وقال رئيس مجموعة أصدقاء مصر: "كما قال رئيس الوزراء، هؤلاء يجب ألا يسموا "دولة اسلامية" انهم "ليسوا دولة وليسوا مسلمين"، انهم مجموعة من الارهابيين ويمثلون تهديداً حقيقياً لكل العالم الحر، ويجب هزيمتهم.. هؤلاء الأشخاص مصممون على مهاجمة أي شخص في أي مكان. نحن جميعا في خطر، ولهذا يجب علينا هزيمتهم عسكرياً، اضافة الى هزيمة فكرهم المسمم". وأردف قائلا: "قلت في تصريحات صحفية نهاية الاسبوع اذا كانوا سيسيطرون على العراق فإن العواقب ستكون وخيمة على المنطقة وعلى العالم كله، لانهم سيكونون في موضع يستطيعون فيه شراء أسلحة مميتة، وسيوقفون إمدادات البترول.. يجب أن نعترف انها مجموعة تستخدم الدين لتحقيق هدفها الاساسي وهو تدمير طريقتنا في الحياة". وشدد الوزير السابق في وزارة الدفاع على أنه يجب ألا تستبعد الحكومة البريطانية استخدام القوات البرية لدحر هذا التنظيم بالتنسيق مع الدول الحليفة، قائلا "اذا كان ينبغي علينا القيام بالمزيد لهزيمة داعش في العراق فيجب أن نقوم بالمزيد. وهذا نوع المناقشات الذي يجب أن نتحدث بشأنه مع مصر ومع دول أخرى في المنطقة". وتحدث السير جيرالد هوارث عن الفترة التي حكم فيها الاخوان مصر، قائلا "كنت مرتاعاً من الطريقة التي حكم بها الرئيس السابق محمد مرسي، ما كان يفعله لم يكن يختلف عما فعله آخرون عندما جاءوا الى السلطة من خلال صناديق الاقتراع، حدث ذلك في ألمانيا عام 1933 وفي تشيلي عام 1970 عندما انتخب سلفادور إيزابيلينو أليندي ثم تصرف بطريقة غير دستورية قبل أن يتدخل الجنرال بينوشيه". وعن القضية السورية، قال البرلماني البريطاني المخضرم إن الوضع في سوريا معقد جدا بسبب دعم روسيا وايران لنظام الأسد، مشيرا الى أنه كان على بريطانيا النظر في خيارات أخرى غير التي تم اتخاذها وتعلم الدروس من الوضع في ليبيا بعد الاطاحة بالقذافي. وقال "قد يكون الرئيس الأسد رجل وحشي ولكن كان يجب ان نتعلم من التجارب الاخيرة انه ليس ببساطة أن نتجنب القول بأن الديموقراطية ليست هي الطريقة الوحيدة للحل، يجب أن ننظر الى العوامل الأخرى". وأعرب عن تشككه فيمن قد يأتي بعد الأسد، اذا تمت الاطاحة به من السلطة، خصوصاً مع انتشار المجموعات المسلحة من داعش والقاعدة في البلاد، قائلا إن من يأتي بعد الأسد قد يكون أسوأ منه بمراحل. واستشهد هوارث بمقولة انجليزية "أٌفضَل الشيطان الذي أعرفه عن الشيطان الذي لا أعرفه"، مضيفاً انه كان ينبغي العمل مع روسيا والضغط على الأسد بالطرق الدبلوماسية وطرق أخرى لدفعه نحو الاصلاح السياسي وعدم الوصول بالموقف الى الوضع الحالي، خصوصاً مع تضرر دول في المنطقة ومن بينها الأردن ولبنان بسبب تدفق اللاجئين السوريين عليهما. وقال "علينا أن نعترف انه كان هناك تكلفة كبيرة جدا بمواصلة معارضتنا للأسد".