استمعت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني إلى أقوال ضباط الشرطة في أحداث اقتحام سجن بورسعيد، وأكدوا أنهم فوجئوا يوم الحكم في قضية "مذبحة بورسعيد" بهجوم المعتدين على أقسام الشرطة بأعداد كبيرة وبحوزتهم أسلحة نارية من بينها جرينوف، وأن المتظاهرين تعدوا على قوات الشرطة وأصيب بعضهم بطلقات نارية وأنهم خططوا لإسقاط الشرطة. وأكد أحد الضباط أن السلفيين ببورسعيد كانوا يتدخلون لحل المشكلات بين المواطنين حبًا في الظهور دون أن تطلب الشرطة منهم ذلك، قائلًا: "هما كانوا بيحشروا نفسهم في كل حاجة"، وقررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة اليوم لسماع باقي شهود الإثبات. وقال الدفاع إنه بمناسبة الشهر الكريم يلتمس من المحكمة إخلاء سبيل المتهمين الذين سبق وأخلي سبيلهم بعد تجاوز فترة الحبس الاحتياطي خاصة أنهم حضروا للمحكمة في العديد من الجلسات من تلقاء نفسهم طواعية. وردت المحكمة قائلة: "إنها حسمت هذا الموضوع من أول جلسة وأكدت عدم إخلاء سبيل أي متهم حتى صدور الحكم " . بينما طلب المحامي نيازي إبراهيم دفاع المتهمين استدعاء محمد مرسي الرئيس المعزول واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق والمستشار علي عمارة القاضي الذي كان يقوم بالإشراف على التحقيق في القضية قبل إحالتها لمحكمة الجنايات إلا أنه تنحى وقدم مذكرة قال فيها إنه تعرض لضغوط من أجل أن يسير بالقضية في طريق آخر يخالف ضميره وأن يقدم متهمين غير حقيقيين، وأكدت المحكمة للدفاع أنها اتخذت الإجراءات القانونية لاستدعاء الشهود المطلوبة. استمعت المحكمة إلى أقوال الضباط يحيى جلال رئيس قسم شرطة المناخ وقت الأحداث ، أن قوات الأمن المركزي تعاملت مع المتظاهرين بالغاز بهدف تفرقيهم ، وأكد أن طلقات خرطوش أطلقت على قسم شرطة المناخ فلم تؤثر عليه سواء إحداث بعض التلفيات البسيطة ، وأكد أن قوات شرطة القسم لم تستطع إطلاق النيران على المعتدين قائلا " اللي أطلق الخرطوش كنا شايفينه لكن مكنش ينفع نضرب عليه نار لأنه كان وسط مجموعة من المتظاهرين " وأضاف أنه يدعى أحمد محمد الخباز مسجل خطر وتم ضبطه عقب انتهاء الأحداث وبحوزته السلاح الذي كان يطلق به الخرطوش . وقال إنه اختبأ في مكان مستتر لحماية نفسه وفي الوقت نفسه يستطيع رصد ورؤية المتظاهرين، ونفى الشاهد استخدام أسلحة القسم موضحا أن أفراد القسم لم يحمل أحد منهم سلاحا آليا . وأضاف أن أعمال الاعتداء زادت بعد تشييع جنازة القتلى جراء أحداث السجن، ووردت له معلومات باعتزام اقتحام قسم شرطة المناخ، وذلك بعد اقتحام وتخريب عدة أقسام شرطة أخرى، وبالفعل تجمهر معتدون أمام القسم ورددوا عبارات سب لقوات الشرطة، ورشقوا ديوان القسم بالحجارة والزجاج. ثم استمعت المحكمة إلى أقوال الضابط محمد حمدي سليمان حسن" 34 سنة " والذي كان في قسم المناخ وقت الأحداث ، وأكد أنه لم يكن في القسم وقت الاقتحام لأنه كان في إجازة وأنه رجع بعد الأحداث بيومين ، وأوضح أنه اشترك في تحريات المعتدين على قسم المناخ ومن بينهم المتهم إيهاب الخباز . وأضاف أنه أثناء ضبط أحد المتهمين قام بتبادل إطلاق النيران مع قوات الأمن أدت إلى وفاة أحد الضباط وقال الرائد محمد جابر صبحي الذي كان يعمل رئيس مباحث قسم الضواحي وقت الأحداث، إنه شهد اعتداء على القسم عقب صدور الحكم بساعتين ، وكان متواجدا معه في هذ الوقت مأمور القسم ولم يتوقعوا حدوث أي اعتداء على القسم ،وأوضح أن القوات المسلحة كانت متواجدة قبل الحكم و انسحبت عقب صدور الحكم مباشرة ، وأضاف أن المعتدين كانوا بأعداد كبيرة من جميع اتجاهات القسم وقاموا بإطلاق النيران وخرطوش ومولوتوف على القسم . وأوضح أنه كان يقف أمام باب القسم من الداخل وأنه أصدر تعليمات بضبط النفس ثم إطلاق غازات وأعيرة نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين ، وبعد 5 دقائق خشي المعتدون على حياتهم وانسحبوا من أمام القسم. ورد الشاهد على أغلب اسئلة المحكمة قائلا " مش فاكر " ، وأكد أن أمين شرطة أصيب في وجهه وأن المعتدين تسببوا في بعض التلفيات في المباني داخل القسم .وأضاف أنه شارك في تحريات وجمع المعلومات عن المعتدين على القسم ومن بينهم بعض المتهمين الذين ضبطوا وبحوزتهم أسلحة نارية . وقال إن الأحداث التي وقعت في بورسعيد تشبه أحداث ثورة يناير من حالة فوضى ومرج واعتداءات على الشرطة ومنشآتها وأن المتظاهرين كانوا يخططون لإسقاط الشرطة ببورسعيد. ووجه الدفاع الشاهد عدة أسئلة من بينها: ما مصدر الفيديو المنسوب إلى المتهم أحمد عبد العزيز ؟ فأجاب : " مش فاكر " . هل تم تحديد المتهمين بناء على الفيديو أم مصادر أخرى ؟ فأجاب : " من الفيديو ومصادر أخرى تابعين لي" . هل كنتم تستعينون بالسلفين لضبط الشارع المصري في احداث الثورة ؟ فاجاب السلفيون كانوا بيجوا يحشروا نفسهم من تلقاء نفسهم ليظهروا للناس وكان هذا حبا في الظهور ،وكانوا يحاولوا والتدخل بين الناس لحل مشاكلهم فهناك من كان يتقبل وهناك من كان يرفضهم . هل استعنت ببعضهم كمصادر سرية ابان هذه الاحداث ؟ لا ثم استمعت المحكمة الي اقوال النقيب نبيل احمد محمود معاون مباحث قسم العرب وقت الاحداث ، واوضح انه توجه الي قسم شرطة العرب من تلقاء نفسه للدفاع عنه عقب علمه بانه يتعرض لاقتحام ،وانه كان يرتدي زيا مدنيا لانه معروف في بورسعيد بين المواطنين ، الا انه لم يتعرف علي احد من المعتدين الذين القوا المولوتوف والحجارة علي القسم . واوضح ان ا الاعتداء استمر نصف ساعة ثم بدات الاعداد تتزايد بشكل سريع ، و قاموا باطلاق الاعيرة النارية ، وتم ضبط بعض المتهمين وبحوزتهم دخيرة اليه 63 طلقة . واكد الضابط خالد مسعد معاون مباحث قسم العرب في اقواله امام المحكمة ، انه فوجئ بحالة هرج ومرج امام السجن يوم النطق بالحكم وعلموا بوفاة احد الضباط ومجندز وانه عقب نصف ساعة من تلك المعلومات حدث ضرب نار بكثافة كبيرة من اسلحة متنوعة من بينها جرينوف قائلا " اتخدنا علي خوانه " ، واضاف ان اطلاق النيران استمر حتي الليل واستمر لليوم التالي موضحا انه لم يغارد احد من القسم . مشيرا الي ان الضرب كان من جميع الاتجاهات ولم يكن احد من القسم بحوزته اسلحة ، وان المعتدين اصابوا العديد من الضباط من بينهم اصابة ضابط في اذنه بطلق ناري .واكد انه استخدم سلاحه الناري الخاص لاطلاق اعيرة نارية في الهواء وعلي عقار امام القسم قام المعتدون بالصعود لسطحها لاطلاق المولوتوف علي القسم . وتبين للمحكمة حضور الضابط أحمد يحى من قوات الأمن المركزى، وقدم للمحكمة أوامر خدمات العمليات أيام 25 و26 و27 يناير 2013، فشكره رئيس المحكمة، الذى وجه الحديث للدفاع: "الحاجات دى موجودة فى ملف القضية لكن أنتوا بتحبوا تتعبوا الناس"