أكد المشاركون في اجتماعات المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية (الأيوسكو) أهمية الموازنة بين تدفق رؤوس الأموال وإدارة المخاطر المتزايدة التي تواجه الأسواق المالية. وأكدوا في هذا الصدد علي أهمية التنسيق مع مجلس الاستقرار المالي العالمي والذي يضم كذلك البنوك المركزية لتحقيق هذا الهدف. وأوضح شريف سامي رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية وعضو مجلس إدارة المنظمة ، أن تمويل الشركات المتوسطة والصغيرة يأتي علي رأس قائمة أولويات معظم الدول ولاسيما الأسواق الناشئة. وقد استعرض عدد من الهيئات تجاربها الناجحة وخططها لتيسير تمويل تلك النوعية من المنشآت، كما عرضت مصر انه جاري العمل علي إصدار قانون لتنظيم الضمانات المنقولة والذي سيصب في مصلحة تمويل الشركات الصغيرة وكذا التمويل متناهي الصغر. وأضاف شريف سامي ان المنظمة عقدت ورشة عمل حول الردع الفاعل في الاسواق المالية والذي يهدف الي الحد من المخالفات ويسعى إلي منع الكثير منها قبل ارتكابها. ودعت الهيئة العامة للرقابة المالية مجلس إدارة المنظمة لإصدار معايير عالمية للقيد المشترك للأوراق المالية في أكثر من دولة؛ مما يمكن مختلف الأسواق لتبنيها ويقلل من الاختلاف بين القواعد والضوابط التي تتبناها كل دولة. وقد تحفظت مصر علي مقترح تطوير الالتزامات المتبادلة بين هيئات الأوراق المالية الأعضاء لتتضمن تقديم بيانات الاتصالات الخاصة بأشخاص يشتبه ارتكابهم مخالفات في نطاق إشراف هيئة أخري وكذا إلزام الأشخاص لحضور تحقيقات في حال طلب الهيئة الأخري ذلك، اضافة الي إمكان تجميد أموال هؤلاء الأشخاص بناء علي ما يتقرر قانونآ في الدولة الأخري. وذكر رئيس هيئة الرقابة المالية أن تلك المقترحات إضافة إلي العقبات القانونية التي ستواجهها ، فإنها ستحمل الكثير من الأسواق الناشئة بأعباء كبيرة وبدون استفادة حقيقية لها. وطالب أنه في حال تقرر متابعة هذا التوجه ، أن يقتصر تطبيقه علي الأسواق الكبيرة والتي لها حد أدني من التعاملات الدولية عبر الحدود. وناقش رؤساء الهيئات الأعضاء في الأيوسكو موازنة المنظمة للسنة القادمة، ووافقوا علي السير في إجراءات اختيار أمين عام جديد في ضوء انتهاء مدة ديفيد رايت الأمين العام الحالي في مطلع العام القادم. وعلي هامش الاجتماعات التقي شريف سامي برئيس هيئة سوق المال السعودية، لبحث مجالات الاهتمام المشترك وتنسيق الرؤية فيما يخص اتحاد هيئات الأوراق المالية العربية وتوجهات اللجنة الإقليمية لأفريقيا والشرق الأوسط بالأيوسكو. كما ناقش مع رئيسة هيئة الاوراق المالية والبورصات الأمريكية إمكانية عقد برنامج تدريبي مشترك في القاهرة يتناول تنظيم الاسواق المالية والرقابة عليها ، علي أن يكون متاحا حضوره لممثلي جهات الرقابة علي الأسواق بالمنطقة العربية وأفريقيا، آخر المنضمين لعضوية المنظمة كل من أنجولا ورواندا. ومن المقرر ان تعقد الاجتماعات السنوية القادمة لمنظمة الأيوسكو في دولة بيرو في شهر مايو 2016 .