ودع أهالي عزبة السماكين بالإسماعيلية، جثمان النقيب محمد صالح السماك، ضابط الشرطة الذي استُشهد فجر اليوم الأربعاء، في عملية إرهابية استهدفت مدرعة شرطة وأودت بحياته في الحال، والتي أصيب خلاها كذلك 3 مجندين بجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى العريش العسكري. بالتهليل والتكبير وهتافات "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله" و"حسبنا الله ونعم الوكيل".. انطلقت الجنازة العسكرية من مسجد السماك أمام منزل الشهيد بعزبة السماكين التابعة لقرية المنايف بالإسماعيلية، والتي تقدمها كل من مساعد وزير الداخلية اللواء سميح بشادي، واللواء منتصر أبوزيد مدير أمن الإسماعيلية، وقيادات من الشرطة والأجهزة التنفيذية بالمحافظة . ولم تتمالك أم الشهيد نفسها، وهي تتابع جنازة ابنها- ملفوفا بعلم مصر- تمر من أمامها وأخذت تردد "ضنايا يا حبيبي .ضنايا راح ..حمادة يا بني يا حمادة ..يارب يارب حمادة يارب" وأخذت تهرول نحو جثمانه، وتحاول اللحاق بجنازته التي شيعها أهالي العزبة وأصدقائه . وقالت منى العطار، شقيقة والد الشهيد: " محمد اتصل بيا امبارح عشان يعيد عليا بمناسبة رمضان وكلم بناتي وكنت عمالة أضحك معاه، وأقوله يلا يا محمد عايزين نفرح بيك ونجوزك.. قاللي: أنا مش هتجوز اللي بيحصل في صحابي في سيناء مخليني مش قادر أفرح". وانهمرت في البكاء، وقالت: "كان حاسس إنه مش هيتجوز في الدنيا .حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي حرمنا منه ومن فرحتنا بيه .محمد كان ولد مؤدب ومحترم والكل كان بيحبه ".واستطردت "منهم لله الارهابين الخونة منهم لله احنا كنا عايشين في امان " وقالت عواطف السماك شقيقة والد الشهيد: "علمت بالخبر صباح اليوم، وكدت لا أصدق ما يقال.. ابن أخويا العريس اللي كان زي الفل خلاص راح؟". وأضافت: "محمد ابن شقيقي الصيدلي صالح السماك، و هو الابن الاوسط بين شقيقه الأكبر- الذي كان يستعد للزواج في عيد الفطر القادم-، وبين شقيقته الصغرى الطالبة الجامعية". وتابعت: "محمد سافر من أسبوع العريش، وكان على موعد مع العائلة لتناول طعام الافطار الجمعة القادمة، لكن قدر الله كان أسرع".