مأساة حقيقية يعيشيها أكثر من 20 ألف نسمة من قرية قراجة بمركز كفر صقر، فالموت يحاصر أهلها بسبب اختراق أسلاك الضغط العالى أعالى المنازل، وترك أبواب محولات التيار الكهربائى مفتوحة والأسلاك مكشوفة، الأمر الذى أدى إلى مصرع بعض الأهالى وإصابة أطفال بحروق صعقاً بالكهرباء، وذلك بسبب انتشار أعمدة الضغط العالى وسط المنازل، بالإضافة إلى معاناة الأهالى من شح مياه الشرب وسوء تصميم شبكة المياه بالقرية. يقول السيد عرفة، أحد شباب القرية: إن الأهالى استبشروا خيراً بعد توصيل الكهرباء إليها عام 1984، ولكن سرعان ما تبدل الحلم الذى طال انتظاره إلى كابوس يطارد الأهالى فى كل مكان، حيث تعرض العديد من الأهالى إلى الصعق بالكهرباء نتيجة مرور أسلاك كهرباء الضغط العالى وسط المنازل، وبالرغم من مناشدة المسئولين مراراً وتكراراً إلا أنهم لم يحصلوا سوى وعود وهمية لم يطبق أى منها على أرض الواقع، لتظل معاناة الأهالى مستمرة. وأوضح «عرفة» أن عطوة شحتة حسين مبيض محارة، لقى مصرعه صعقاً بالكهرباء، حيث كان يعمل فى واجهة أحد المنازل وجذبه التيار الكهربائى ولم تفلح محاولات الأهالى فى إسعافه بعد أن سقط على الأرض جثة هامدة. كما أشار صلاح السيد، سائق، إلى تعرض منازل القرية إلى حرائق مستمرة بسبب أسلاك الضغط العالى التى تمر وسطها وفوقها، الأمر الذى يكبدهم خسائر ضخمة، وروى مأساته قائلاً: تسبب مرور كابلات الضغط العالي أعلى منزلى إلى اشتعال النيران به وإصابة نجله الأصغر «عماد - 12 سنة» بحروق من الدرجة الأولى، أجرى على إثرها عدد من الجراحات التجميلية فى ساقه تكلفت حوالى 25 ألف جنيه، إلا أن نجله مازال فى حاجة إلى إجراء جراحات أخرى كى يمارس حياته بشكل طبيعى. وأكد الحاج وديع مصطفى، من أهالى القرية، إلى أن معاناة الأهالى لم تقتصر على مخاطر الضغط العالى فقط بل من شح مياه الشرب خاصة حى أبومكى، فمنذ 55 يوماً لم تصل المياه إلى المنازل، وأرجع ذلك إلى سوء تصميم شبكة مياه القرية، مشيراً إلى أنهم حاولوا التغلب على تلك الأزمة لرفع المعاناة عنهم، بالاستعانة بتركيب طلمبة «موتور» لزيادة كمية المياه وتوصيلها إلى جميع أرجاء القرية وذلك على نفقتهم الخاصة، إلا أنها تعطلت لعدم صيانتها. وأضاف سامى هاشم، بالتربية والتعليم من أهالى القرية: إن شركة مياه الشرب والصرف الصحى قامت بعد إلحاح الأهالى ومحافظ الشرقية الأسبق منذ عدة سنوات وقبل معاناتهم الأخيرة بعمل مقايسة لإحلال وتجديد خط المياه المغذى للقرية من 6: 8 بوصات بتكلفة قدرها 318696 جنيهاً، وتم الترسية على إحدى الشركات لبدء العمل، إلا أنه وبعد مرور أكثر من عامين بقى الوضع كما هو دون أى تحسن. وطالب أهالى القرية رئيس الوزراء ووزير الكهرباء ومحافظ الشرقية بسرعة رفع المعاناة عنهم وإنقاذ حياتهم من الموت المنتظر، بضرورة تغيير كابلات الضغط العالى الهوائية إلى كابلات أرضية، ورفع جميع أعمدة الضغط العالى من داخل القرية إلى خارج الكتلة السكنية، وتغيير شبكة مياه الشرب إلى 8 بوصات رحمة بهم وحفاظاً على الأرواح.