يفوز من يراهن على الحقيقة والتاريخ والواقع، هكذا قال «نبيل زكى»، المفكر المصرى الكبير، الذى أكد فى حواره أن 30 يونية حائط صد للموجة التكفيرية الإرهابية فى مصر وسوريا وليبيا، وأثبتت مصر أنها تقف ضد أبشع ردة فى التاريخ العربى بالكامل، ولهذا نحن فى حاجة إلى ثورة فى مناهج التعليم والثقافة والخطاب الدينى الذى ساعد كثيراً على تغول الإرهاب الذى يستحيل معه وجود سياسة أو اقتصاد أو أى حياة إنسانية. وطالب «زكى» المصريين باستكمال صحوتهم التى تعود بدايتها إلى القرار التاريخى للنحاس باشا بإلغائه معاهدة 1936 مروراً بمؤتمر «باندونج» وتأميم قناة السويس وانتصار أكتوبر وصولاً إلى ثورة 30 يونية التى كشفت المتربصين بمصر والعالم العربى فى الداخل من منظمات وجمعيات وجماعات وأفراد والخارج الذى يتمثل فى أمريكاوتركياوقطر، بعد أن غيرت أمريكا نظرتها إلى المنطقة العربية وكشفت عن وجهها الحقيقى وسياستها التى ساندت جماعة الإخوان لتحقيق أهدافهما المشتركة. ما رؤيتك للمناخ العام فى مصر؟ - المناخ العام جيد وبخير بعد أن كانت مصر تتجه إلى الهاوية تحت حكم جماعة الإخوان الإرهابية التى لا تؤمن بالوطن ولا الوطنية، ولا تشعر بأى انتماء لهذا البلد، فتحررت مصر من هذا الكابوس، بالرغم من وجود مشاكل وسلبيات ولكن المهم أن مصر انتقلت من حكم ظلامى جاهلى متخلف متعصب على استعداد لبيع الوطن وخيانة مصالحه الوطنية للقوى الأجنبية، فأصبح لدينا حكم وطنى يعلى المصالح الوطنية العليا ويضعها فوق أى اعتبار، وحرر مصر ولأول مرة منذ عشرات السنين من التبعية للقوى الأجنبية، ولم تعد مصر الآن تدور فى فلك أى قوة أجنبية. وكيف ترى خطوات الإصلاح التى تتم الآن؟ - توجد مشروعات كبرى قومية عملاقة تستحق المساندة والتأييد، لكن يوجد تحفظ على الحكومة لأنها لا تبدى نفس القدر من الاهتمام للمعيشات اليومية للجماهير التى صبرت طويلاً وتعذبت وعانت، وهى فى حاجة إلى رقابة الأسواق لضبط الأسعار بالنسبة للسلع الرئيسية، ولابد من نسف الروتين، لأنى لا أتصور وجود حكومة فى العالم تهوى تعذيب المواطنين كما يحدث فى مصر، والأهم هو محاربة الإرهاب ولكى تصبح حرباً فاعلة فنحن فى حاجة إلى ثورة فى مناهج التعليم والثقافة وتحويل قصور الثقافة إلى مراكز تنويرية وثورة فى الإعلام لأنه دون المستوى وثورة فى الخطاب الدينى، ولهذا أطلق «السيسى» نداءه لتجديد الخطاب الدينى. ولكن حتى الآن لا توجد استجابة وفقاً لشهادة نقيب الأئمة والدعاة فى مصر الذى قال: لا وزارة الأوقاف ولا مشيخة الأزهر يبذلان مجهوداً فى تجديد الخطاب الدينى. حل المشاكل إذن أين تكمن المشكلة فى أداء الحكومة؟ - المشكلة أن الحكومة تتعامل بعقلية دستور 1971 وليس دستور 2014 الذى منحها صلاحيات لم تكن موجودة فى دستور 1971 ومع ذلك مازالت فى انتظار توجيهات الرئيس ولهذا أرى أن «السيسى» يعمل بمفرده مع أنه يستحيل أن يوجد فرد مهما كان عبقرياً ومخلصاً ووطنياً مثل «السيسى» يستطيع حل المشاكل بمفرده. تحدثت عن مجالات عديدة ولم تقترب من الإصلاح السياسى فهل ترضى بما تم من إصلاح سياسى؟ - الأولوية الآن لاستئصال جذور الإرهاب لأنه مع الإرهاب لا يوجد اقتصاد ولا سياسة. هل لك ملاحظات على مكافحة الإرهاب؟ - نعم.. وكنت فى الشارع الذى قتل فيه القضاة فى العريش فى اليوم نفسه، وقبلها بيوم تم ضرب الديوان العام لمحافظة شمال سيناء بقذيفة «آر بى جيه» ورأيت خرائب متحف الآثار ومعسكر (101) فالجنود الذين يحرسون المنشآت العامة مجرد أفراد ومزودين بأسلحة خفيفة ولا تنسى قاعدة أن المهاجم الإرهابى يعرف أين يوجه ضربته والمدافع لا يعرف من أين ستأتيه الضربة ولهذا أتساءل هل رفعت الدولة مستوى أجهزة المعلومات والتحريات من أجل إجهاض العمليات الإرهابية قبل وقوعها؟ خبراء الأمن يقوموا بعمليات إجهاضية استباقية وقد تفلت عملية هنا أو هناك؟ - أنا لا أقلل من الجهود التى تبذل ولكن أتساءل كيف تم ضرب قسم العريش مثلاً أكثر من مرة ومن المكان نفسه؟ وأريد أن أعرف قائمة بالعمليات التى تم إجهاضها قبل وقوعها؟ وما الذى تحقق فى تجفيف منابع الإرهاب؟ الحياة الآدمية هل هذا التأخر سببه أن الدولة تضع عينيها على الخارج وتخشاه؟ - نعم.. لأنها مازالت تحسب حساباً لرد فعل أمريكا والاتحاد الأوروبى رغم وجود عنف شرطى فى أمريكا وأوروبا ضد أى تجاوزات وحينها لا يراعون حقوق إنسان ولا رأى عام عالمى ولا منظمات حقوقية، وأمريكا قامت بغزو العراق بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل وبناء على هذه الأكذوبة قتلت مليون عراقى، إذن الأمريكان هم آخر من يتحدث عن حقوق الإنسان أو احترام الحياة الآدمية فهؤلاء الذين تحسب لهم حكومتنا حساباً الآن. كيف ترى الدعوات التى تطرح من جماعة الإخوان وأعوانها بتنظيم اعتصام مدنى؟ - من ضمن الانتقادات التى توجه للدولة سببها قانون التظاهر، ومع إن لى تحفظات على هذا القانون، ومع إننا فى تظاهر لمدة 4 سنوات، فإذا انتظرنا قليلاً ولم نتظاهر لكى نتفرغ للانتخابات البرلمانية فهل هذا خطأ؟ مع إننا بعد انتخاب البرلمان فمن حقه إلغاء قانون التظاهر، أو تعديله إذن «ماحبكتش» لو لم نتظاهر لن نموت!! ولابد أن نخضع كل شىء يحدث فى مصر إلى قضية استئصال جذور الإرهاب، لأن استمرار الإرهاب ستصبح مصر معه دولة مهددة. لكن مازال البعض يرفض الاعتراف بهذا الخطر على الدولة المصرية؟ - يجب على هؤلاء أن يلقوا نظرة على العالم العربى سيجدون (4) دول تتصدع وتنهار وهى سورياوالعراق وليبيا واليمن، هذا بخلاف الصومال الذى انتهى ومنها دولة رئيسية مثل سوريا التى حاربت مع مصر فى أكتوبر، إذن المخطط الأجنبى واضح من أمريكاوتركياوقطر.. وهو هدم الدولة الوطنية وتفكيك الجيوش الوطنية فى كل بلد عربى وتحويل الدول العربية إلى «فسيفساء» ودويلات وإمارات وكيانات هزيلة طائفية مذهبية عرقية متناحرة لكى تبقى إسرائيل قوية فى هذه المنطقة. إذن أمريكا كشفت وجهها الحقيقى تجاه المنطقة العربية؟ - نعم.. وقد أعلن «مسعود البرزانى» الزعيم الكردى بعد لقائه مع «أوباما» أن الرئيس الأمريكى يؤيد قيام دولة كردية و«جون بايدن» نائب الرئيس الأمريكى تقدم بمشروع إلى الكونجرس لتقسيم العراق، ثم رفض «أوباما» لتسليح الجيش الليبى التابع للحكومة الشريعة ويطالب بحكومة تجمع كل الأطياف لأنه يريد ل«داعش» والقاعدة الاشتراك فى الحكومة الليبية.. كما أن لقاءه مع دول الخليج فى كامب ديفيد يدل على أن أوباما غيَّر رؤيته إلى المنطقة باعترافه بمصالح إيران التى ترك لها العراق تفعل بها ما تريد، ولهذه الأسباب فيجب أن تكون الأولوية فى مصر لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه. طوائف ومذاهب مع هذا يتم طرح فكرة المصالحات مع الإخوان؟ - إذا تمت المصالحة مع جماعة الإخوان سينطبق علينا قول «موشى دايان» الذى قال: إن العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يتعلمون من الدروس السابقة، ومصر لديها دروس سابقة مع الإخوان منذ 1928 فكيف لا تتعلم أن أى تنظيم يدعى أنه يمثل الدين فهو يستهدف خداع المواطنين وتضليلهم بهدف الاستيلاء على السلطة وتقسيم البلد إلى طوائف ومذاهب، ولم يحدث منذ دخول عمرو بن العاص مصر أن تقتل عائلة لأنها تعتنق المذهب الشيعى ولكنه حدث فى عهد الإخوان، بل وبتحريض فى حضور مرسى ومن يردد الحديث عن المصالحة أخطر من الإخوان الخونة المتعطشين لدماء المصريين. ألا من سبيل لتوحيد الصف الوطنى؟ - على كل الأحزاب الوطنية المناصرة للدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والمناهضة لتجار الدين الخونة الإرهابيين ليتحدوا ويمكن الإنفاق على برنامج من 15 و6 نقاط لن تختلف عليها الأحزاب الوطنية فيتم تشكيل جبهة وطنية متماسكة لمواجهة أعداء هذا البلد لأنه فى خطر. ولدى تقرير من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يقول: من مصلحة أمريكا صعود داعش و«هنرى كسينجر» بعد أكتوبر 1973 قال: لابد أن يعود العرب حافيين عريانين عقاباً لهم على ما حدث، والعالم شهد فى مؤتمر باندونج 1955 صعود حركة التحرر العالمية وبسببها تحرر 36 دولة أفريقية، ولن ينسى الغرب لنا ذلك ثم تأميم قناة السويس، والحقيقة أن بداية الصحوة المصرية العربية بدأت من القرار التاريخى الوطنى للعظيم مصطفى باشا النحاس عندما ألغى معاهدة 1936 وبالتالى نحن فى حاجة إلى جبهة وطنية موحدة تضع المصالحة الوطنية العليا قبل المصالح الحزبية الضيقة. وهل الأحزاب مختلفة كما قال المستشار الهنيدى؟ - لا.. هذا غير صحيح، فقد سلمنا «محلب» و«الهنيدى» توقيع عشرة أحزاب ثم زادوا إلى 12 حزباً توافقت على وجود 8 قوائم بدلاً من 4 قوائم انتخابية لتقليل المساحة الجغرافية للناخب لتكون أكثر واقعية فالأحزاب مع الديمقراطية وحرية الرأى والتعبير وحرية تأسيس الأحزاب ليس على أساس دينى ومع حرية الصحافة والإعلام، وضمان حقوق الإنسان وضد التعذيب حتى للخصوم السياسيين ومع المحاكمات العادلة ودولة القانون، ومبدأ المواطنة، لأن هذا معناه تقدم للأمام ونحن فى حاجة إلى برلمان يمارس حرية الرقابة والتشريع وعلى مستوى عالٍ من الوعى السياسى والمسئولية الوطنية. دعوة خطيرة لكن يوجد هجوم شديد من بعض الشخصيات العامة على الأحزاب السياسية؟ - الهجوم على الأحزاب يعكس الحنين إلى الديكتاتورية، فلا ديمقراطية بدون تعددية ولا تعددية بدون أحزاب، وتوجد دعوة خطيرة بأن البعض يطالب الرئيس بإنشاء حزب سياسى، مع إننا عانينا منذ 1953 من هذه الكارثة حتى 2011 لأن وجود حزب للرئيس يعنى إلغاء التعددية، وجميع المنافقين والانتهازيين سيهرولون إلى حزب الرئيس، وجميع مصالح ومؤسسات الدولة ستساعد حزب الرئيس فى كل الانتخابات. لكن الرئيس فطن إلى هذا ورفض الفكرة؟ - نعم لأنه على وعى كامل بالتاريخ، وموقفه فى هذا الأمر أكثر من رائع. وماذا عن اللقاءات الدائمة للرئيس مع الأحزاب؟ - أى لقاء بين الرئيس والأحزاب هو موقف إيجابى يخدم الديمقراطية وحرية التعبير والرأى، ولا يوجد حواجز بين الأحزاب التى تمثل الرأى العام وتياراته المختلفة وبين رئيس الدولة، وأتمنى استمرار هذه اللقاءات. ولماذا أبقت الدولة على أحزاب النور والوسط ومصر القوية وهذه أحزاب تتبع الإسلام السياسى والدستور لا يقر هذا؟ - الدولة تمارس ما نسميه بلغة السياسة بالتكنيكات، وهذه الأحزاب أحزاب دينية ولكنهم ينفون هذا ويدعون أنهم مع المواطنة والانتخابات المقبلة ستكشفهم عندما يستخدمون الشعارات الدينية ويفرقون بين المواطنين على أساس دينى وحينها أى محام ولو مبتدئ سيحل هذه الأحزاب من أول جلسة فى المحكمة. كيفية التعامل مع ثنائية الدين والسياسة فى مجتمع به وجبة زائدة من التدين؟ - المشكلة أساسها هى ماذا نعلم أولادنا فى المدارس؟ لأننا فى حاجة إلى ثورة فى الخطاب الدينى وفى المناهج التعليمية حتى نربى أولادنا من سن الطفولة على العقلية النقدية ذات الرؤية، وليس كل ما يسمعه من أحد يعتبره مسلمات لا تقبل الجدل والمناقشة، كما تفعل جماعات الإسلام السياسى، والدين يطالب بتشغيل العقل من خلال الآيات الكثيرة التى تدعو إلى التفكر والتدبر. كيف ترى الواقع العربى بين الأزمات الداخلية وبين المؤامرات الخارجية؟ - الواقع مؤسف ومرير ولكن 30 يونية كانت حائط الصد للموجة التكفيرية الإرهابية وهذا يفسر لنا لماذا مازال «حفتر» صامداً فى ليبيا؟ ولماذا لم يسقط نظام «الأسد» فى سوريا رغم استمراره 5 سنوات فى حرب مستمرة؟ وقد كشفت 30 يونية وجود مرتزقة من مائة دولة يحاربون فى سوريا ومن بينهم 25 ألف مقاتل أجنبى وهذا تقدير المخابرات المركزية الأمريكية حتى يتم تقسيم سوريا إلى دولة «درزية» وأخرى «كردية» ودولة «علوية» ورابعة «سنية» ولكن الموقف المصرى ممتاز لأنه يتمسك بالحل السياسى وبوحدة الأراضى السورية وأيضاً بذات الموقف مع القضية العراقية. كشف المؤامرات وما آليات الشعوب حتى تتفاعل مع قياداتها وأنظمتها وتساندها؟ - هذا يتطلب إعلاماً قوياً مثلما كان أيام أمجاد صوت العرب مع إن القضايا الآن أخطر من قضايا الخمسينيات والستينيات، وبالتالى يستطيع الإعلام أن يكشف المؤامرات الخارجية مثلما اتفاق أوباما مع تركيا على تدريب 5 آلاف مقاتل فى الأراضى التركية ليحاربوا داخل سوريا ويؤكد الإعلام أن تغيير أى بنظام عربى يقع على عاتق الشعب وليس على القوى الخارجية. إذن الإعلام العربى فشل فى توصيل قضايا أمته إلى الخارج؟ - نعم.. وكنت فى برلين العام الماضى وقابلت وكيل الخارجية الأمريكى لشئون الشرق الأوسط الذى قال: أنتم دولة بوليسية وقمعية تقوم باعتقالات عشوائية وإعدامات بالجملة فسألته من أين له بهذه المعلومات الخاطئة؟، فقال: من رئيس منظمة حقوقية فى مصر وأعلم علم اليقين أنها ممولة من الخارج، ومثل هذه الجمعيات هى التى صنعت الثورات الملونة فى أوكرانيا وجورجيا لأنهم الاحتياطى الخاص للأمريكان. كيف يوجد تفاعل عربى حول القضايا التى بها مصالح مختلفة مثل الوضع السورى لتقارب التفاعل مع الحلفاء؟ - دائماً المواقف الصحيحة تثبت الأحداث صحتها يوماً بعد يوم، والآن الإرهاب ينسف المساجد فى السعودية، ولابد أن الإعلام المصرى يوضح مدى خطورة «داعش» على السعودية والأمر نفسه لأغبياء قطر وأن من يراهن على الحقيقة والتاريخ والواقع الحقيقى هو الفائز.. خاصة بعد أن طرحت «داعش» فكرة الخلافة وتم الاعتراف بخليفة داعش من الجماعات الإرهابية فى كثير من الدول، ولابد من وضع استراتيجية عربية جديدة لوقف هذا الزحف الداعشى حتى لا يتغلغوا فى جميع الدول العربية، ولابد أن نحذر وننبه أن من يدعمهم ويساندهم اليوم فسوف ينقلبون عليه غداً. أجندات خاصة كيف تتعامل مع الدول والمنظمات التى تتدخل فى الشأن الداخلى لمصر؟ - كثير من هذه الدول التى ليس لديها أجندات خاصة لا تعرف حقيقة الأوضاع فى مصر ولابد من نقل الحقيقة كاملة من خلال الإعلام الوطنى.. وأذكر عندما دعانى جابر عصفور وزير الثقافة السابق فى اجتماع حضره د. إبراهيم محلب ليتعرفوا على رأينا فى كيفية تشكيل المجلس الأعلى للإعلام قلت لرئيس الوزراء عندما كنت فى جنيف لم أجد إلا قناة الجزيرة وفى بكين وأذربيجان ونيويورك وكل مكان فى أوروبا قناة الجزيرة هى التى تنقل لهم وجهة نظرها المنافية للحقيقة وسألته أين القناة الفضائية المصرية من العالم الخارجى، والكارثة التى اكتشفتها أن الكبل الذى يغذى القناة الفضائية فى أوروبا عليه برامج تعليمية مصرية فقط. وما الذى سيجذبهم لمشاهدة الإعلام المصرى؟ - بجانب الإعلام المصرى وحتى نجذبهم إليه لابد أن نوثق العمليات الإرهابية بتصويرها فيديو ونعرضها فى القنوات الأوروبية والأمريكية على نفقاتنا الخاصة بشراء مساحة من الهواء وعرضها، لأن ألمانيا مركز قوى وكبير للإخوان، والألمان ليس لديهم إعلام مصرى يفضح ممارسات الإخوان وقد صدمت السكرتير العام للاتحاد البرلمان الدولى وهو ألمانى عندما قلت له إن الإخوان معجبون ب«هتلر» وهو الشخصية الوحيدة التى أعجبتهم واندهش الرجل حقيقة. ولماذا هذا الإصرار الشديد للأمريكان لمساندة جماعة الإخوان؟ - الأمريكان أنفسهم ذكروا هذا مثلاً فى كتاب «خيارات صعبة» ل«هيلارى كلينتون» أكدت أن الإخوان مستعدون لعمل أى شىء لصالح الأمريكان خدمة لمصالحهم طمعاً فى الوصول إلى السلطة ثم البقاء فيها، وبالطبع لأن هذه الجماعة ستشغل الناس بقضايا مثل زواج القاصرات وعمل المرأة ودخول الحمام بالقدم اليمنى أم اليسرى وحينها يبتعدون عن قضاياهم الحيوية التى تتعلق بمصائرهم ومعيشتهم ومستقبلهم، كما أن الإخوان يستخدمون الدين فى أغراض تتفق مع مصالح أمريكا، لأن أى محاولة للتغيير الاجتماعى أو السياسى أو الاقتصادى الجذرى ستصطدم بمفاهيم الدينى الخاطئة، التى تعتنقلها هذه الجماعات التى تعمل ضد الإنسانية. أبشع ردة هذه الجماعات وإن اختلفت أسماؤها إلا أن فكرها واحد؟ - نعم.. هى مجرد أسماء مختلفة لكن التفكير من منبع واحد بسط الظلامية لكسب النفوذ والسلطة، وأفغانستان كان فيها مئات الآلاف من النساء بعد وصول طالبان إلى السلطة بسبب منع النساء من الذهاب إلى الطبيب للعلاج كما أنه لا يوجد طبيبات لأنهم يحرمون عمل المرأة ولم يحدث فى عصور الظلام أن استولى تنظيم على أراضى دولتين وهما العراقوسوريا وعمل منها دولة ومنذ الحرب العالمية الأولى لم يتم بيع النساء فى سوق النخاسة فالقرون الوسطى كانت أكثر تفهماً ووعياً مما يحدث فى هذه الجماعات الظلامية، ومصر الآن تقف ضد أبشع ردة فى التاريخ العربى بالكامل، ولهذا فإن التقصير فى تجديد الخطاب الدينى يعتبر جريمة ضد الإسلام والعروبة والإنسانية، لأنه قد تحدث كارثة قد تنهى على وجود شىء اسمه العرب.