عندما أقيم مؤتمر الطروحات الأولية في مايو 2014، لم تكن خيوط الاستثمارات بالسوق المحلي اتضحت بعد، إلا أن المؤتمر قدم وجبة دسمة لتعريف الشركات الاستثمارية بالبورصة، باعتبارها منصة للتمويل بأقل تكلفة. نجح المؤتمر وجنى مجتمع سوق المال ثماره على مدار عام من خلال توافر بضاعة جديدة بقيد قرابة 20 شركة بالبورصة، وطروحات لكيانات من الوزن الثقيل. مؤتمر الاستثمار السنوي الثاني للبورصة الذي ينطلق اليوم بمشاركة 80 شركة مدعوة للقيد بالبورصة وبحضور 5 وزراء يتسم بطابع مغاير حيث يجتمع العرض والطلب في المؤتمر بين الشركات الراغبة في القيد وبين المستثمرين أصحاب الأموال والملاءة المالية الكبيرة. الدكتور محمد عمران رئيس البورصة كشف في حواره مع «الوفد» ثمار مؤتمر الطروحات الأولية خلال العام، والشركات التي قامت بقيد اسهمها بالسوق، وكذلك الشركات التي طرحت حصصا من رأسمالها حيث تم قيد أكثر من 20 شركة بعد المؤتمر حتي الآن بقيمة تقترب من 6 مليارات جنيه وهو أعلي المعدلات المتحققة في تاريخ البورصة، ثم طرحين كبيرين بقيمة 2٫5 مليار جنيه وزيادة رأسمال أكثر من 50 شركة بقيمة تزيد علي 9 مليارات جنيه، كما شهدت تلك الفترة تدفقات نقدية أجنبية وصلت قيمتها الي 2٫5 مليار جنيه. قال رئيس البورصة إن المؤتمر يدعم المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ في مارس الماضي، والذي تضمن مشروعات قومية بالجملة في كافة المجالات وبالتالي تتطلب أداة تمويلية تتوافر في البورصة باعتبارها منصة تمويل مهمة لا يمكن إغفالها. وتابع أن البورصة حرصت خلال المؤتمر علي الجمع بين العرض والطلب بحيث تكون الفرص متاحة أمام المستثمرين للاختيار بما يحقق مصلحة السوق والاستثمار. كما كشف أن المؤتمر سيكون بصفة ثابتة سنويا وأنه سيعقد مؤتمرا خاصا لبورصة النيل، بحيث يتم تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة علي القيد ببورصة النيل بما يساهم في تحقيقها للنمو. رئيس البورصة الذي تعرض لانتقادات شديدة واتهم أنه مع الضريبة علي البورصة كان له دور كبير في تأجيلها لمدة عامين، إلا أنه مع فرض ضريبة ويقول لا يقلقني فرض ضريبة والوقت غير مناسب بسبب الضربات التي تعرضت لها البورصة بعد الثورة. «عمران» يري أيضا أن طرح الشركات الحكومية بالبورصة ليس عودة للخصخصة وأن الهدف هو التمويل وتوفير السيولة لمثل هذه الشركات.. وإلي نص الحوار: هل يوجد اختلاف بين مؤتمر الطروحات الأولية العام الماضي ومؤتمر البورصة خلال هذا العام؟ - بالطبع يوجد اختلاف كبير حيث العام الماضي شهد المؤتمر عرض فرص علي الشركات الاستثمارية للقيد بالسوق، وبالفعل استفادت هذه الشركات بالتمويل ولكن مؤتمر هذا العام سيتم فيه توافر العرض والطلب، والعمل علي استمرار جذب الشركات القوية الي السوق واستمرار نشاط الطروحات العامة خلال 2015، تفهم المجتمع لدور البورصة الرئيسي في تمويل الشركات ودعمها ومساعدتها علي النمو، وتدعيم التوجه الحكومي بإعادة هيكلة الشركات العامة من خلال سوق المال، من خلال عرض التجارب الناجحة علي المستثمرين المحليين والأجانب لزيادة حجم استثماراتهم في السوق. إذن هل تري أن مؤتمر البورصة الثاني استكمال لمؤتمر قمة شرم الشيخ؟ - قمة شرم الشيخ الاقتصادية أتاحت فرصة أخري بصورة قوية لعودة الاقتصاد علي خريطة الاستثمارات العالمية حيث كشف المؤتمر العديد من الفرص المتاحة أمام المستثمرين في كافة المجالات والمشروعات القومية في قطاعات البنية التحتية والطاقة والسياحة والسكك الحديدية والمشروعات اللوجستية وكل هذه المشروعات تتطلب التمويل من خلال سوق المال ولذلك يأتي مؤتمر البورصة هذا العام تدعيما لقمة شرم الشيخ. تكرر الكلام في الفترة الأخيرة عن ضريبة البورصة وتداعيات تطبيقها علي سوق المال.. كيف تري ذلك خاصة أن تأجيل الضريبة تزامن مع المؤتمر؟ - قرار التأجيل يدعم فرص نجاح المؤتمر، خاصة أن أسواق المال هي الأكثر تأثرا بالأحداث السياسية والاقتصادية لذلك من الطبيعي أن تشهد مؤشرات البورصة صعودا كبيرا بعد هذا القرار لأن فرض الضرائب سيؤدي لخفض الجاذبية الاستثمارية لسوق المال المصرية بين أسواق المنطقة العربية، كما أن الجهود التي اتبعتها البورصة المصرية في تأكيد ثقة المستثمرين والعمل علي تحسين منظومة مناخ الاستثمار سواء من ناحية التشريعية أو التنظيمية أو التكنولوجية ساعدت في احتواء والحد من آثار هذه الأزمة علي السوق المصرية بشكل كبير، رغم أنني مع الضريبة ولكن ضد توقيتها فالوقت غير مناسب في ظل الضربات التي تلقتها البورصة عقب ثورة يناير. لكن عاد القلق من جديد بين السواد الأعظم من المواطنين حول ملف الخصخصة بعد اتجاه الشركات الحكومية الي طرح حصص من أسهمها بالبورصة.. فما ردكم؟ - طرح الشركات الحكومة في البورصة ليست خصخصة بالصورة المعروفة، حيث تحتفظ الدولة بحصص الأغلبية ونسبة تطرح في سوق المال، خاصة أن البورصة أداة تمويلية مهمة، وتم مؤخرا قيد شركة موبكو التي تعد أول شركة مال عام تقيد بالبورصة منذ عشر سنوات، وهناك أيضا عدة شركات عاملة بقطاع البترول ستقيد بالبورصة كما تستعد 3 شركات أخري للقيد في السوق قريبا وأعتقد أنه مع الدعم الحكومي فسيكون هناك تطور ملحوظ في طرح الشركات الحكومية. هل تقلق من الصعود والهبوط المتكرر في السوق؟ - لا يقلقني الارتفاع والانخفاض في المؤشرات حيث إن السوق عرض وطلب وبالتالي فهو أمر طبيعي، لكن دائما يقلقني ضعف قيم التداول لأنها تعبر عن السيولة والأموال في السوق، وحينما تكون قيم التداول ذات أحجام كبيرة ينعكس إيجابيا علي السوق. في ظل التنافسية الشديدة في أسواق المنطقة ماذا ينتظر من البورصة للاستمرار في دائرة المنافسة؟ - أسواق المنطقة تركز علي حماية حقوق المساهمين والاستمرار في تحسين منظومة الإفصاح والحوكمة وفقا للمعايير الدولية، وهو ما تسعي البورصة المصرية لتحقيقه، وكذلك العمل علي زيادة الاستثمار في البنية التكنولوجية التي لم تعد رفاهية لأسواق المال، والبورصة لديها فرصة جيدة للنمو والمنافسة اذا استمرت في تطوير البنية التحتية والتشريعية والتنظيمية وركزت علي محاولة استشراف الفرص والتحديات لمواجهة التقلبات المستمرة في أسواق المال. إذن، ننتظر من البورصة تقديم التسهيلات والتيسيرات الجديدة للسوق؟ - تسعي إدارة البورصة الي تقديم كل الحوافز لتشجيع الشركات علي القيد من خلال تعديل القانون الخاص برسوم القيد في البورصة المصرية حتي يتم تخفيض تكلفة التداول بصفة عامة وبما يساعد في الحفاظ علي تنافسية البورصة المصرية بالمنطقة، رغم أهمية تلك الرسوم التي تعتمد عليها البورصة في إيراداتها بشكل كبير. هل تدعو الشركات للقيد في البورصة؟ - دائما إدارة البورصة تقوم بدعوة الشركات العاملة في السوق بكافة القطاعات للاستفادة من القيد في البورصة وتوفير التمويل، ونعقد لقاءات مستمرة مع جمعيات رجال الأعمال والقطاع العالي لحثهم علي القيد، وبالتالي تم مؤخرا دعوة 80 شركة للقيد بالبورصة هي تقريبا الشركات المدعوة في المؤتمر. ماذا عن بورصة النيل؟ - بورصة النيل تستقطب بصورة مستمرة شركات عاملة في السوق وتم مؤخرا قيد أكثر من 9 شركات في فترة وجيزة ونسعي لإعادة مؤتمرها الخاص الذي ظلت البورصة حريصة علي إقامته، ومتوقع أن يتم عقد مؤتمر لها خلال سبتمبر القادم.